- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
الطائرات المسيرة سلاح ذو حدين.. كيف باتت عدوًا وصديقًا في آن؟
الطائرات المسيرة سلاح ذو حدين.. كيف باتت عدوًا وصديقًا في آن؟
- 18 مارس 2023, 1:57:52 ص
- 420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا على خلفية حادث إسقاط المسيرة الأمريكية فوق البحر الأسود، أثيرت تساؤلات حول الطائرات المسيرة وماهيتها وآلية عملها، وما تمثله من تهديدات.
وكان قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا الجنرال جيمس هيكر، قال يوم الثلاثاء، إن مقاتلات Su-27 اعترضت طائرة MQ-9 Reaper كانت تقوم بـ"عمليات روتينية في المجال الجوي الدولي" ثم "صدمتها طائرة روسية مما أدى إلى سقوطها وتحطمها".
ونشر الجيش الأمريكي، الخميس لقطات لاعتراض الجيش الروسي لمسيرته فوق البحر الأسود، تظهر مقاتلة تقوم برش وقود على الطائرة.
ذلك الحادث، أعاد أزمة المسيرات إلى الواجهة، وخاصة بعد أن باتت عقبة "كأداء" أمام بعض الجيوش، بسبب الدقة الكبيرة التي توفرها، والتهديد الكبير الذي تمثله، بالإضافة إلى كونها رخيصة السعر، ومتوفرة في كل مكان تقريبا، وتمثل بديلا فعالا للهجمات الأرضية أو الصاروخية.
أكثر كفاءة وذكاء
إلا أن تلك المسيرات التي باتت أكثر كفاءة وذكاء، ما يجعلها جاذبة للاستخدامات المشروعة، وكذلك للأفعال العدائية، هناك الكثير من الأفكار لإدخالها في تطبيقات عديدة، في مجالات الشرطة والدفاع المدني والإطفاء والإنقاذ من الكوارث، والمراقبة الأمنية للفعاليات الضخمة كالمظاهرات والحفلات الموسيقية في الهواء الطلق.
ورغم محاولات استخدامها في تطبيقات مفيدة، إلا أن الطائرات المسيرة المفخخة أو القاصفة، التي تعمل خارج سيطرة الدولة تمثل مشكلة حقيقة كبرى للدول؛ فـ"صغر حجمها يقلل كثيرا من فعالية التصدي لها"، بالإضافة إلى أن "سهولة الوصول إليها، وسهولة تسليحها النسبية، يجعل من الجميع قادرين على الحصول عليها، مما يزيد خطورتها".
ويؤكد الخبراء، أن من الصعب مواجهة الطائرات المسيرة بشكل كامل، إذ إن الآليات الدفاعية، سواء البرمجية أو الراديوية أو القذائف، تعمل كلها بفعالية نسبية، خاصة مع الطائرات الموجهة الأكثر تطورا.
وفيما يمكن التأثير على الطائرات الموجهة من بعد من خلال التشويش، الذي ينجح في أحيان كثيرة، لكن التأثير على نوع الطائرات الذي يمكن برمجة مساره وتخزينه داخليا، سيكون أصعب، بحسب المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، والذي قال إن المسيّرات، خاصة تلك التي تستخدم للأغراض العسكرية، تشكل خطرا داهما بالنسبة لكثير من دول العالم أبرزها نوع Switchblade .
وأشار إلى أنه إلى جانب استغلالها في جمع المعلومات من وراء حدود الدول، فهي قادرة أيضا على شن "هجمات انتحارية"، مؤكدًا أن الخطر يكمن أيضا في صعوبة اكتشافها من قبل الرادارات التقليدية، خاصة الطائرات المسيرة الحديثة التي تتمتع بقدرات على التخفي.
متى دخلت المسيرات الخدمة؟
- دخلت الطائرات المسيرة UAVs ساحة المعارك، عن بعد في مكافحة الإرهاب.
- أول من استخدمتها كانت الولايات المتحدة في أفغانستان واليمن ما بين عام 2001 و2002.
- ضمنت لأجهزة الاستخبارات والدفاع تنفيذ عمليات في غاية السرية في حصد رؤوس المطلوبين في التنظيمات الإرهابية خاصة تنظيم القاعدة وداعش وطالبان.
- بدأت المسيرات "الانتحارية"، المجهزة برؤوس حربية مدمجة في الطائرة مؤخرا بالانتشار في مختلف دول العالم.
عمليات حاسمة للجيش الأمريكي باستخدام المسيرات:
- 7 أكتوبر/تشرين الأول 2001.. كانت أول غارة جوية أمريكية لهذا النوع من الطائرات من طراز بريديتور حلّقت فوق أفغانستان، واستهدفت قيادات طالبان .
- 30 سبتمبر/أيلول 2011.. أعلنت الولايات المتحدة مقتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة أنور العولقي في غارة شنتها طائرات أمريكية بدون طيار على موكبه في منطقة جبلية شرقي العاصمة صنعاء.
- 28 أغسطس/آب.. أعلن الجيش الأمريكي، تنفيذ عملية ضد داعش في أفغانستان، استهدفت عضواً في تنظيم داعش في ولاية نانغارهار شرق أفغانستان.
تحذيرات أوروبية
وكانت المفوضية الأوروبية حذرت من مغبة استخدام تلك الطائرات المسيرة من قبل جماعات إرهابية لشن اعتداءات دموية في ظل التطور التقني السريع لتكنولوجيا الطائرات المسيرة.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية، إن "الطائرات المسيرة تصير أكثر كفاءة وذكاء، ما يجعلها أكثر جاذبية للاستخدامات المشروعة، وكذلك أيضاً للأفعال العدائية".
ويقول الخبير في الطائرات بدون طيار غييوم دي مارليافي، إن هناك العديد من الطائرات بدون طيار بأحجام وأوزان وأجهزة استشعار مختلفة، مشيرًا إلى أنه يجب التمييز بين صنفين رئيسيين من هذه المسيرات وهما: الترفيهية والمحترفة.
وأشار إلى أن القواعد العالمية الرئيسية هي: عدم التحليق فوق المناطق المأهولة بالسكان وعدم تحليقها ليلاً، ويجب احترام ارتفاع الحد الأقصى للتحليق وهو 150 متر.
مسيرات من طراز ريبر MQ-9
وتستخدم الولايات المتحدة مسيرات من طراز ريبر MQ-9 في المراقبة وتوجيه ضربات، وهي مشغلة منذ فترة طويلة فوق البحر الأسود لمراقبة القوات البحرية الروسية فيما ازداد التوتر في المنطقة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل عام.
ويمكن تسليح هذه المسيرات بصواريخ هيلفاير وكذلك بقنابل موجهة بالليزر ويمكنها أن تطير لأكثر من 1100 ميل على ارتفاعات تصل إلى 15 ألف متر، وفقا لسلاح الجو الأمريكي.
أبرز استخدامات المسيرات:
- الاستطلاع والتجسس الفني.
- المراقبة اللحظية لأرض المعركة، لكونها تعطى صوراً فردية تمكن القائد من اتخاذ القرار المناسب.
- الحرب الإلكترونية
- مستودعات الإعاقة السلبية (chaff) أو صواريخ نشر الرقائق.
- مستودعات الإعاقة المزودة بالمشاعل الحرارية.
- مستودعات الإعاقة الإيجابية للتشويش على محطات الصواريخ والدفاع الجوى.
- كشف الأهداف
- إعادة البث: بالنسبة لمحطات الإرسال.
- الأرصاد: في كشف درجة الحرارة والرياح والأعاصير.. إلخ.
- يمكن استخدامها كصاروخ موجه انتحاري.
- إنذار مبكر: تطلق من طائرات إي 2 هاوكي الطراز (E2C) في المناطق التي لا تستطيع طائرات أي 2 هاوكي كشفها، ويمكن استخدامها من طائرات الإف – 16، والإف – 15 وغيرهم.
تحديات مواجهة المسيرات:
يقول المركز الأوروبي في تقريره، إنه من الصعب مواجهة الطائرات المسيرة بشكل كامل؛ إذ إن الآليات الدفاعية، سواء البرمجية أو الراديوية أو القذائف، تعمل كلها بفعالية نسبية، خاصة مع الطائرات الموجهة الأكثر تطورا.
وفيما يمكن التأثير على الطائرات الموجهة من بعد من خلال التشويش، الذي ينجح في أحيان كثيرة، لكن التأثير على نوع الطائرات الذي يمكن برمجة مساره وتخزينه داخليا، سيكون أصعب.
كيف يمكن استهدافها ورصدها؟
- يمكن رصدها باستخدام الكاميرات أو الرادار أو أجهزة تحسس تعتمد على تردد الموجات الراديوية.
- يمكن استهدافها بقاذفات (بازوكا).
- أجهزة تحمل باليد أو على الكتف يمكن استخدامها لإطلاق شبكات عليها، تُحيط بالطائرة وتمنع مراوحها من الدوران ما يتسبب في إسقاطها.
- شركة "أوبن ورك" الهندسية البريطانية طورت قاذفة بازوكا كبيرة يمكن أن تطلق شبكة ومظلة على الهدف مستخدمة منظار لتحقيق دقة الإصابة، وسميت هذه القاذفة "سكاي وول 100".
- هولندا بدأت تدريب النسور على إسقاط المسيرات عن طريق الإمساك بمخالبها بمراوح هذه الطائرات وتعطيلها في النهاية.
ويقول المدربون إن النسور تنظر إلى الطائرات من دون طيار كفرائس، ولا تميل إلى مهاجمة أي شيء آخر عند إطلاقها، فيما يعتقد أن الشرطة الهولندية هي الأولى في العالم التي طبقت هذه الطريقة.
ويجمع الخبراء في مكافحة الإرهاب، أن انتشار تقنية هذه الطائرات ووصولها إلى المسلحين يمثل التطور المقبل للحرب عن طريق التحكم عن بعد، مشيرين إلى أنه يمكن للجماعات الإرهابية بناء قوات جوية فعلية.
روشتة المعالجة:
يقول المركز الأوروبي إن ما تحتاجه الدول الآن في مكافحة الإرهاب، هو إقامة شبكة لتبادل المعلومات، على المستوى الدولي، وتطوير الخطط الفنية الدفاعية لمواجهة خطر الطائرات المسيرة، خاصة أن بعضها قد يحمل رؤوسا بيولوجية أو غيرها من الأسلحة ذات الدمار الشامل.
وأشار إلى أن أجهزة الاستخبارات تحتاج إلى أن تعيد تعريفات تهديدات الأمن القومي للدول ومصادر تلك التهديدات، واستحداث وحدات جديدة في داخلها من اجل متابعة ومعالجة مستجدات الأمن القومي في زمن العولمة.