المقاطعة: سلاح مدني يقارع توحش الإمبريالية

profile
  • clock 16 نوفمبر 2023, 8:48:35 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

رغم تعاظم المواقف المدنية وتصاعد الوعي المجتمعي في عديد الدول بعدالة القضية الفلسطينية إلا أن الإمبريالية العالمية ماضية في حرب إبادة الفلسطينيين بدماء باردة وسواعد ثقيلة على الأبرياء والعزل.


لم تعرف هذه القبضة إلى حد هذه الساعة إرتخاءاً لأعصابها القاتلة والشوفينية بالرغم من التكلفة الإنسانية للحرب وبالرغم أيضاً من تدنيس سردياتها بقتل الأطفال والنساء وتكبدها لخسائر غير منتظرة على الأرض.


القتل والإستيطان وأدبيات الإبادة:
خلال أزيد من عامين حاولت الإمبريالية العالمية التدثر بوهم نصرة أوكرانيا أمام الأطماع الإستعمارية المفترضة لروسيا.وبالرغم من هذه البروبغندا فإنها لم تكن مقنعة ولا واقعية واصطدمت بمواقفها المتطرفة عندما تعلق الأمر بالأراضي الفلسطينية.


يطفو على الساحة مجدداً إختلاف موازين الحق في الحياة في أدبيات الإمبريالية العالمية التي ثبت بالكاشف أنّه "ليست كل الرؤوس سواء" لديها وأن أطماعها الإستعمارية قادرة على تجزئة "مبدئيتها" في التعاطي مع الصراع الروسي الأوكراني مقارنة بالصراع العربي الصهيوني وهنا تأكّد لدى مواطن العالم أن مقبولية القتل أو حتى الإبادة الجماعية لا تحرج الدول الإستعمارية التي زايدت ونظّرت مطولاً لمُثلٍ لا تتبناها وإنما تنصح بها فقط متى تعلّق الأمر بحلفائها الإستراتيجيين أو أعداء حلفائها الذين تتبنى من أجلهم فكرة القضاء عليهم للتوسع على أراضيهم وفسخ هويتهم لتثبيت مندوبيها فوق ما لا تملك.


تصاعد المواقف المناهضة للإمبريالية:
لم تكن القضية الفلسطينية يوماً في حاجة إلى نجوم السينما والفنانين وكبار السياسيين من العالم الحر لنصرتها حتى تتسلط الأضواء على مدى إجرام الكيان الصهيوني.غير أن سياق إهتراء الجبهات النخبوية لدول الإمبريالية كشفت ولو بصفة جزئية قصور الدعاية التي تنفق من أجلها هذه الدول الأموال الطائلة لترسيخها على الأقل في أذهان سياسييها وفنانيها.


هذه المواقف الحرة أسقطت أيضاً وهم الإنحياز الأعمى لقوميات القتل والتعالي الإنساني التي شرعت لها دول الفيتو والإحتلال التي جعلت من الحرب لعبتها في ملاعب الشرعية الدولية التي تديرها بالتأييد أو النقض خدمة لأطماعها الإستعمارية وترسيخاً لهيمنتها على مجالات واسعة من العالم مسخّرة لذلك نجومها المؤثرين للحفاظ على سردياتها المجتمعية بأنها دول الحرية وحقوق الإنسان والسلام العالمي، لتجد نفسها اليوم في مواجهة المؤثرين أنفسهم الذين طالما إستعملتهم في هذه البروبغندا والذين واكبوا عن وعي أو طواعية أو حتى لأهداف مصلحية بحتة الوعي الجماهيري بعدالة القضية الفلسطينية وحتى إن ذهبوا في هذا المنحى لأغراض تجارية خوفاً من المقاطعة فإن موقفهم هذا يشكّل بدوره صفعة للإمبريالية التي جعلت لكل شيءٍ ثمناً.


إشتباك المقاطعة مع مصالح الإمبريالية:
رغم ما تنفقه الإمبريالية على التسليح وخلق النزاعات المسلحة في العالم، فإنها تصطدم اليوم مع حرب مدنية معلنة غير مكلفة للشعوب عتادها التحجيم الإقتصادي لمصالحها. حيث تحولت بضائع الشركات الداعمة للكيان الصهيوني إلى سلاح مدني يهز الطفرة الإقتصادية للدول الكبرى التي لم تتوقع يوماً أن تفتح جبهات متعددة وبسيطة مع حرفائها في مناطق واسعة من العالم وحتى من داخل أسواقها الكلاسيكية في توقيت تحتاج فيه إلى كل فلس لتمويل حربها التوسعية لكسب أسواق جديدة وبعثرة التكتلات الإقتصادية الصاعدة ومزيد هزّ الإقتصاديات الهشة لتحكم قبضتها على العالم.
اليوم تتكبّد كبرى الشركات خسائر فادحة لمجرد أن مواطن العالم قرّر أن يشتبك مع الإمبريالية بسلاح صامت لا يقتل الإنسان ولكنه يقتل موارده المعبئة لحرب يقتل فيها أخيه في الإنسانية.وهو سلاح يرفع في كل الفضاءات المتاحة لشرعنة غضب الشارع وتنامي وعيه بأن الإمبريالية كذبت في كل سردياتها ولا تتقن سوى بيع كل شيء حتى وهم الديمقراطية نفسه لذلك آن له أن لا يشتري منها شيئاً مجدداً.

 

التعليقات (0)