ضعف الذين فروا في الـ 21 شهرًا السابقة

في حماية الجيش.. المستوطنون يطردون 963 فلسطينيا من منازلهم بالضفة الغربية

profile
  • clock 16 نوفمبر 2023, 9:22:39 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
طفل يتفقد سيارة حطمها مستوطنين يهود أثناء الليل في قرية المغير شرق رام الله بالضفة الغربية، في 23 يوليو، 2023.- زين جعفر / وكالة الصحافة الفرنسية

تعرض ما يقرب من 1000 فلسطيني في الضفة الغربية إلى الطرد من منازلهم على يد مستوطنين، عقب انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي.

وقالت صحيفة "المونيتور" الأمريكية، إنه حتى الأحد الماضي، غادر ما مجموعه 963 فلسطينيًا منازلهم في الضفة الغربية بسبب الهجمات والتهديدات والقيود التي فرضها المستوطنون الإسرائيليون منذ بدء الحرب في قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أن هذا العدد على مدار أربعة أسابيع هو تقريبًا ضعف أولئك الذين فروا من الضفة الغربية في الـ 21 شهرًا السابقة.
وغادر حوالي 480 فلسطينيا منازلهم في الضفة الغربية منذ يناير 2022 حتى أكتوبر 2023، وفقا لبيانات منظمة "بتسليم" الحقوقية الإسرائيلية المعارضة.
وأوضح التقرير أن معظم هجمات المستوطنين تحدث في المنطقة (ج)، وهي جزء من الضفة الغربية تديره دولة الاحتلال مباشرة.
وتقول السلطات الفلسطينية إن 185 فلسطينيا، على الأقل، استشهدوا في الضفة الغربية منذ بدء الحرب، معظمهم في اقتحامات وغارات عسكرية إسرائيلية على قرى ومدن بالضفة، حيث صعد جيش الاحتلال تلك الغارات بالتزامن مع حربه في غزة، والتي أسفرت عن استشهاد ما يقرب من 12 ألف فلسطيني.

هجمات بحماية الجيش

وقالت منظمة "بتسليم" إن الهجمات التي يشنها مئات المستوطنين، بدعم وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين بالضفة، في تصاعد مستمر.
وأكد المتحدث باسم المنظمة، درور سادوت، أن عنف المستوطنين يتزايد بشكل منظم ومخيف منذ 7 أكتوبر، مضيفا: "ما نراه هو أن المستوطنين يستهدفون بشكل أساسي مجتمعًا تلو الآخر، ويهاجمون عدة مرات تحت غطاء حرب غزة".
وأوضح "سادوت" في تصريحات لموقع "المونتيور"،  أن العنف لا يتعلق الأمر بالمستوطنين فقط، بل بالجيش أيضًا، والذي شدد من سيطرته على المناطق المدنية الفلسطينية، مضيفًا أن هناك المزيد من نقاط التفتيش والقيود على الحركة أيضًا منذ 7 أكتوبر.

تهويد المنطقة ج

ووفقا لـ"بتسليم"، خلق جيش الاحتلال الإسرائيلي وضعا خاصا وغير مسبوق في مدينة الخليل، حيث فرض حظر التجول على 11 حيا منذ 7 أكتوبر.
وتعد مدينة الخليل، موقع الحرم الإبراهيمي، وهو نقطة اشتعال متكررة بين المستوطنين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وبحسب المنظمة، فإن هجمات المستوطنين ليست منفصلة عن سياسة حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال "سادوت" إن "إسرائيل والمستوطنين يريدون نفس الشيء ويهدفون إلى نفس الهدف: تهويد المنطقة ج".
وأضاف: "إسرائيل تمنح المستوطنين الحصانة بشكل أساسي. ولا يخضع أحد للمساءلة. لذا فهي بمثابة ذراع غير رسمية للدولة".
ويضم الائتلاف الحاكم الحالي في حكومة الاحتلال أحزابا قومية يهودية متحمسة تدعم حركة الاستيطان.
ويعيش وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش في مستوطنات الضفة الغربية.
وتابع "سادوت": "المستوطنون العنيفون يجلسون في الحكومة والمستوطنون يعرفون ذلك".
وفي بعض الأحيان، لا يكون الفلسطينيون في الضفة الغربية متأكدين مما إذا كان المستوطنون هم الذين يهاجمون أم الجنود الإسرائيليون.

ما بعد تسليح الستوطنين

وأكد "سادوت" أن بعض الفلسطينيين أبلغوا عن تعرضهم لهجوم من قبل أشخاص معروفين بأنهم مستوطنون ولكنهم يرتدون زي الجيش.
ووزعت سلطات الاحتلال الأسلحة على المستوطنين منذ السابع من أكتوبر الماضي، بحجة الأسباب الأمنية.
والشهر الماضي، نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية تقريرا يبين كيف احتجز مستوطنون وعذبوا ثلاثة فلسطينيين في وادي السيق، شرق رام الله، وزعم متحدث باسم جيش الاحتلال أن الضابط المسؤول عن المنطقة تم فصله، وأن الجيش بدأ تحقيقا فيما جرى.
وفي 28 أكتوبر، أطلق مستوطن إسرائيلي النار على رجل فلسطيني وقتله أثناء قطفه الزيتون في الساوية، بالقرب من نابلس، حسبما ذكرت نفس الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين صحيين فلسطينيين وعسكريين إسرائيليين.
وقالت امرأة فلسطينية في خربة زنوتا لشبكة CNN في 3 نوفمبر الجاري، إن المستوطنين يعتدون على السكان أثناء الليل في محاولة لطردهم من منازلهم.
وتنشر وكالة أنباء "وفا"، التابعة للسلطة الفلسطينية، بانتظام تقارير عن هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين.
وأفادت "وفا"، الأحد، أن مستوطنين هاجموا مركبات فلسطينية على طريق رام الله – نابلس. أفادت وسائل إعلام، اليوم الاثنين، أن مستوطنين هاجموا منزلا فلسطينيا وأشجارا مثمرة في مسافر يطا، جنوب الخليل.

الموقف الأمريكي

وأثارت الهجمات إدانات، بما في ذلك من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وفي مؤتمر صحفي يوم 25 أكتوبر قال بايدن، معلقا على تلك الهجمات: "يجب أن تتوقف الآن"، ووصف المهاجمون بأنهم "مستوطنون متطرفون"، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" في ذلك الوقت.
وخلال رحلة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في 3 نوفمبر الجاري، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إنه تلقى "التزاما واضحا" من الحكومة الإسرائيلية بشأن التعامل مع العنف.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الجمعة الماضي، أن بايدن ومساعديه أثاروا القضية عدة مرات في مكالمات مع مسؤولين إسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ما سبق، دفع نتنياهو إلى إصدار "إدانة نادرة" لعنف المستوطنين، يوم الخميس الماضي.
وبعد اجتماع مع مجلس يشع، وهو منظمة جامعة للمجالس البلدية في المستوطنات، قال نتنياهو: "أنا أدين هذا، وسوف نعمل ضده".
ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحاته بأنها لفتة تجاه الولايات المتحدة.

التعليقات (0)