- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
انتخابات الرئاسة.. هل يغير فوز مرشح المعارضة سياسة تركيا تجاه روسيا؟
انتخابات الرئاسة.. هل يغير فوز مرشح المعارضة سياسة تركيا تجاه روسيا؟
- 26 أبريل 2023, 11:58:35 م
- 473
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلط موقع "ميدل إيست آي" الضوء على السياسات التركية المتوقعة إزاء روسيا حال فوز مرشح المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، في انتخابات الرئاسة المقررة في 14 مايو/أيار المقبل، مشيرا إلى معطيات عديدة تجعل من إجراء تغيير جذري في علاقة أنقرة وموسكو أمرا مستبعدا.
وأورد تقرير، نشره الموقع البريطاني وترجمه "الخليج الجديد"، أن الكثير من معطيات السياسة التركية الحالية تجاه روسيا ترتبط بمصالح استراتيجية مستمرة للبلاد، مشيرا إلى أن الرئيس التركي الحالي، رجب طيب أردوغان، سيقوم بتفعيل المرحلة الأولى من محطة أكويو للطاقة النووية غدا الخميس، والتي تقوم روسيا ببنائها وتشغيلها.
ونوه التقرير إلى أن هذه المصالح دفعت قادة المعارضة التركية إلى إطلاق تصريحات طمأنة، بينها التعهد بعد إغلاق المحطة النووية المزمع افتتاحها.
كما أشاد خبراء السياسة الخارجية المعارضون في تركيا بالاتفاق الذي يضمن مرور الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود، والذي تفاوضت عليه حكومة أردوغان كوسيط.
ومنذ عام 2016، عمّق أردوغان علاقات أنقرة مع موسكو، وأثار الدهشة في الغرب بخطوات مثل شراء نظام الصواريخ الروسي S-400 وعقد اتفاقات بمجالي الطاقة والتجارة.
وبينما يتوقع الكثيرون في الغرب أن تتحول تركيا إلى مناهضة لروسيا وأن وتنضم إلى العقوبات المفروضة على موسكو منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، حال فوز كليتشدار أوغلو بالانتخابات، تشير الإشارات الصادرة من تصريحات كليتشدار أوغلو نفسه إلى أنه لن يتبنى سياسة صريحة مناهضة لروسيا.
وقال مرشح المعارضة التركية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أثناء زيارة لواشنطن: "في حين أن الدول الغربية لم تقدم الكثير من التقنيات إلى تركيا، فإن روسيا فعلت ذلك".
وفي الوقت ذاته صرح كيليتشدار أوغلو بأن تركيا "يجب أن تقف إلى جانب أوكرانيا في الحرب"، مضيفا: "ليس من الصواب لدولة مسلحة نوويا أن تغزو أراضي دولة غير حائزة للأسلحة النووية، لبدء حرب".
وهنا يشير الموقع البريطاني إلى أن موقف كليتشدار أوغلو لا يختلف كثيرا عن موقف أردوغان، إذ فعلت حكومة الأخير ما اقترحه مرشح المعارضة بالضبط، حيث أدانت الغزو الروسي على كل المستويات الدولية، وصوتت مع كتلة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الأمم المتحدة ضد موسكو. وسلمت الأسلحة إلى كييف، من الدروع البسيطة إلى الطائرات بدون طيار المسلحة المتطورة والصواريخ الموجهة بالليزر.
كما سهلت حكومة أردوغان تبادل الأسرى وتوسطت في صفقة حبوب تاريخية واستضافت وزيري خارجية أوكرانيا وروسيا في أنطاليا لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار.
ومع ذلك، رفضت تركيا بشكل واضح المشاركة في فرض عقوبات غربية على روسيا، وقبلت اللاجئين الروس، وباعت الجنسية لهم، وسمحت إلى حد كبير بالتجارة مع موسكو إلى حد كبير. ولا تزال الطائرات والسفن الروسية تزور البلاد بحرية، وتجلب السياح والأموال.
وفي السياق، ينقل صويلو عن أحد كبار المعارضين الأتراك قوله: "أخشى أن أقول إن تركيا كانت ناجحة تمامًا في سياستها تجاه روسيا منذ الغزو"، مضيفا: "صفقة الحبوب، على سبيل المثال، هي إنجاز كبير ربما يوقف أزمة الغذاء".
وقال المسؤول المعارض إن أنقرة تمكنت أيضًا من منع روسيا من التسلل إلى النظام المصرفي التركي ونجحت إلى حد كبير في وقف التحركات الروسية للالتفاف على العقوبات من خلال الشركات التركية.
وأضاف: "بعد الانتخابات، سنبذل المزيد من العمل في صفقة الحبوب للتأكد من أن الروس سعداء برغباتهم الخاصة"، في إشارة إلى استياء موسكو من عدم إحراز تقدم في صادرات الأغذية والأسمدة الروسية عبر البحر الأسود.
وقال المعارض التركي إن بلاده، في ظل حكومة يقودها كيليتشدار أوغلو، ستعيد إضفاء الطابع المؤسسي على علاقاتها مع روسيا لكنها ستواصل تعزيز الحوار والمشاركة بين موسكو وكييف من خلال الدبلوماسية.
وأكد المصدر التركي المعارض أن أنقرة ستواصل التمسك باتفاقية مونترو التي تنظم مرور السفن إلى البحر الأسود وتمنع عبور جميع السفن الحربية إلى هناك.
علاقات طويلة الأمد
وفي السياق، قال قيادي آخر بالمعارضة التركية إن العلاقات الروسية التركية أقدم من بعض التاريخ الوطني للقوى الغربية، مشيرا إلى أن أنقرة لديها خبرة ملموسة في التعامل مع موسكو تعود إلى قرون.
وأضاف: "نعتمد بشكل مفرط على روسيا وبالطبع لن نحاول استعدائها (..) لن نقوم بأشياء مثل شراء نظام S-400 آخر منهم أو طرح عقد آخر لمحطة طاقة نووية، لكننا سنكون متوازنين".
وقال القياديان المعارضان إن "أنقرة لن تنضم إلى العقوبات الغربية لكنها لن تسمح أيضًا بالتحايل عليها عبر تركيا".
وقال كيليتشدار أوغلو، في مقابلة الشهر الماضي، إن تركيا تحت قيادته لن تتبع سوى العقوبات على الدول الأجنبية التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي، مضيفا: "لا أعتقد أن هناك سببًا لتغيير هذا الوضع. على العكس من ذلك، أعتقد أنه سيتم تعزيز المواقف الحالية بشكل أكبر بدلاً من مواجهة تحديات جديدة".
ومثل كبار المسؤولين في إدارة أردوغان، أعربت مصادر المعارضة عن قلقها بشأن هجوم مضاد وشيك لأوكرانيا ضد روسيا، وتحدثت عن الحاجة إلى حل يحفظ ماء الوجه لكلا الجانبين. بفعلهم هذا، فإنهم ينحرفون عن نص الناتو.
وفي السياق، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه لن يقبل بأقل من عودة جميع الأراضي التي كانت كييف تحتلها في السابق.
وقال القياديان المعارضان إنهما قلقين من أن يؤدي الهجوم الأوكراني المضاد إلى نتائج عكسية، وأن لا يؤدي سوى إلى إراقة المزيد من الدماء.
وفي هذا الإطار، قال القيادي المعارض الأول: "ليس من السهل هزيمة روسيا والتاريخ يعلمنا أنها تستطيع البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة (..)هذه الحرب يمكن أن تمتد إلى صراع إقليمي وعالمي. إنه أمر خطير للغاية، سيتعين علينا إعطاء الأولوية للجهود لحلها".
وأضاف أن الجميع بحاجة إلى حل يحفظ ماء الوجه، قائلا: "روسيا بحاجة إلى هزيمة محترمة وأوكرانيا بحاجة إلى نصر كبير (..) يؤسفني أن أقول ذلك، لكن [بالنسبة لأوكرانيا] قد لا يشمل شبه جزيرة القرم. وهناك حاجة إلى حلول إدارية للمناطق في الشرق، مثل دونباس".
ويقول قياديو المعارضة التركية إن الغرب بحاجة إلى إيجاد حل يتم فيه دمج روسيا مرة أخرى في الهيكل الأمني الأوروبي.
فيما قال قيادي المعارضة الثاني إن الجميع سيعيدون ضبط أنفسهم إذا تولى كليتشدار أوغلو الرئاسة، بما في ذلك القيادة الروسية.
وأضاف مبتسما: "هناك دلائل على أن الروس يعيدون التفكير الآن في موقفهم ويخشون أنهم يضعون كل بيضهم في سلة واحدة".
وأقام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في السنوات الأخيرة علاقة شخصية مع أردوغان، وضخ مليارات الدولارات للبنك المركزي التركي من خلال محطة أكويو للطاقة النووية العام الماضي، مما ساعد على استقرار الليرة التركية قبل أشهر من الانتخابات.
وصرح يفغيني بريغوزين، رئيس مجموعة فاجنر الروسية شبه العسكرية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا ببوتين، لصحيفة آيدنليك التركية الأوروآسيوية في نهاية هذا الأسبوع، إن أردوغان زعيم شجاع وقوي الإرادة "وضع أجندته الوطنية الخاصة".
وقال: "إنه يستولي على المزيد من الأراضي، ويضعها تحت سيطرة تركيا، ولا شك أنه يفعل الشيء الصحيح فيما يتعلق بالعظمة الوطنية (..) ومن ثم، فإن هدفه هو إقامة إمبراطورية عثمانية".
وردا على سؤال حول المساعدة المحتملة من بوتين لأردوغان للفوز بالانتخابات، قال كيليتشدار أوغلو في مقابلة الشهر الماضي إنه يسمع أيضًا تعليقات مماثلة لكنه لا يريد تصديق أنها تعكس الحقيقة.
وأضاف: "من الضروري عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض، وخاصة عدم الانحياز لأي طرف في مسائل مثل الانتخابات".
المصدر | ميدل إيست آي