"ماخدمك الا من سجنك !!"

الاباحة هي الاصل في كل الاديان والمتعقدات السماوية والوضعية .. لكن في المجتمعات المتخلفة الاصل هو التحريم !!

اسرع طريقة لنشر اي فكر حتي لو كان منحرفا او شاذا وقبيحا هي حجب الفكر ومطاردته وسجن المعارضين وقتلهم من استطاع إليهم سبيلا !!

 لو خدم الحظ مفكرا او اديبا..امه  دعت له في ساعة استجابة.. ستمنع السلطات كتاباته..لو زاد حظه واكرمه المولي ربما قتلته هذه السلطات ومثلت بجثته في الشوارع ..

الطريق الشرق اوسطي الوحيد للخلود والذيوع والانتشار هو بوابات السجون ..زنزانات التعذيب 

..اعواد المشانق.. فاطمئن ياعزيزي!!

لو لم يسجن مظفر النواب واحمد فؤاد نجم..لو لم يفصل من عمله نجيب سرور ويتم ادخاله  مصحة الامراض العقلية ..هل كانوا سيكتبوا لنا كل هذه الكتابات الجميلة ونحفظها ونرددها حتي الان ؟؟!!

حقيقة : لاعصمة لفكر اومفكر ..اي فكر يؤخذ منه ويرد عليه ..لكن مايصنع قدسية للمفكر وفكره: السجن والقتل والمصادرة.. ان اي صاحب راي محترم او فكر مضاد لافكارهم وكتاباتهم الممنوعة يستحي ويجد  من النذالة ان يهاجم مفكرا مقيدا او ينقد افكاره ..لقد دفعوا  حياتهم ثمن كتاباتهم..فماذا دفعنا نحن الاحرار المكبلين بجلسات المقاهي وكسرة الخبز وكسوة الشتاء والصيف..

 لايتبقي منفذ للسلطات القمعية للرد  الا اللجوء لهجمات اعلامي السبوبة  ..خبراء تحلية مياة الصرف الصحي والشعبطة خلف عربيات شفط المجاري..هؤلاء يصنعون مجد من يهاجمون..تخيل كتاب هاجمه ولعن سنسفيل اجداد كاتبه اعلاميين من عينة عمرو بن اديب.. الديهي 

..  عزمي مجاهد صاحب جملة " عارف ياحيلتها".. رحمه الله..ستجد كتابك تتخاطفه الايدي ..يحتفظون به في خزائنهم السرية ليورثوه للابناء والاحفاد ..

 لتصنع  هذه الكتابات المحظورة دساتير حياة البسطاء ومعالم طريقهم..

 لو ان كاتبا الف كتابا عن نبات الفجل..سماه "ريان يافجل"..هدي ربك فحلا مفوها كاستاذنا سمير صبري المحامي القدير..رفع علي المؤلف قضية  بتهمة اهانة الفجل والجرجير.. سجنه..يومها سيصبح هذا الكاتب ايقونة المبدعين والفجل فاكهة المحظوظين!!

مايقارب الاربعين عاما..ابدع والف المرحوم سيد قطب ونقد وتنقل بين مختلف التيارات الفكرية..لم يصل الي اذهان البسطاء ويتربع علي قلوبهم الا بعد ان سجن وقدمت راسه لحبل المشنقة..ربما لو طال به الاجل وتمتع بقدر ولوضئيل من الحرية لغير كثير من قناعاته وكان من احزاب المولاة..ربما !!

علي الضفة الاخري ..قدم المرحوم خالد محمد خالد كتابات عظيمة في الفكر الاسلامي الانساني المستنير لم يلتفت اليها الكثيرون ..طوت دفاترها الايام لان فارسنا الجميل مات حرا طليقا طريح الفراش !!

احمد بهاء الدين كتاباته لايرد حوضها ويتصفحها الا المثقفين من عارفي فضله لم تصل لوجدان الانسان البسيط لنفس الاسباب اعلاه!!

ارشادات للاصدقاء الادباء لضمان وصول كتاباتك لجمهور القراء حتي لوكانت تلك المؤلفات في فنون المطبخ الشرقي:

١_ كلف احد المحامين متفجري الوطنية برفع قضية حسبة ضدك بتهمة ازدراء الملوخية وهي احدي مخلوقات الله..والوجبة الشعبية الاشهر في بلادنا..

٢_سيتم القبض عليك واقتيادك للنيابة العامة للتحقيق..

٣_ استغل انشغال امين الشرطة اثناء عرضك علي جهات التحقيق

..تعدي عليه.. سيخرج من جانبه الايمن مسدسه الميري المرخص..لو قتلك لن يحاسبه احد ..لكن ابشر ..لقد انفتحت امامك ابواب المجد وليلة القدر التي هي خير من الف شهر..سيتم ترجمة اعمالك لكل اللغات الحية..ربما رشحوك لنيل جائزة الشيخ لعبوط للادب.. مبروك اصبحت شهيد الادب العربي وكلنا تلاميذك وعشاقك ومريديك  !!

ماتقدم نصيحة لمن لايقرأ وإذا قرأ لايفهم !!