بورت أوبرنس.. عاصمة هايتي تتحول إلى ساحة حرب شاملة

profile
  • clock 19 يونيو 2023, 1:09:44 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

جثث متناثرة في الشوارع وأصوات طلقات القناصة تعلو من فوق أسطح المنازل وسط صراخ الأطفال، هذا هو المشهد في عاصمة دولة هايتي.

فبأكثر من 200 عصابة مسلحة، تسيطر على 80% من المدينة، أصبحت بورت أوبرنس عاصمة هايتي المدينة الأكثر خطورة وفتكًا على وجه الأرض.

ودفع غياب قوات الأمن السكان إلى تشكيل مجموعات حراسة بدأت تنفيذ القانون بأيديهم وملاحقة العصابات الإجرامية في الشوارع، مما حول بورت أو برنس إلى مدينة في حرب مفتوحة.

وأظهرت اللقطات التي نشرتها وسائل الإعلام مشاهد مروعة لقتال الشوارع بين حراس الأمن والعصابات على مدى الأشهر القليلة الماضية.

عدد من عناصر بوا كالي
 

وتعد هايتي أفقر دولة في نصف الكرة الأرضية الغربي، ووصلت إلى نقطة الانهيار، بعد اغتيال الرئيس جوفينيل مويس في 2021، وعقب ذلك سيطرت العصابات على 80% من العاصمة، فيما تقوم بدوريات فيها لترويع سكان المدينة.

أخطر هذه العصابات "ائتلاف جي 9" التي يقودها جيمي شيريزير، المعروف باسم "باربكيو"، والذي يشاع أنه حصل على لقبه من إشعال النار في ضحاياه.
 

وامتد العنف إلى مناطق كانت أكثر أمانًا في السابق في الشمال، حيث فر عشرات الآلاف إلى التلال هربا من سطوة العصابات.


 

 

لكن الآونة الأخيرة، شهدت دخول جيش مدني جديد إلى حرب الشوارع تحت اسم "بوا كالي" - وهي حركة شعبية نتجت عن الكفاح والمعاناة بهدف تحقيق العدالة والقصاص من العصابات التي تروع المدينة.

وتسعى حركة العدالة الأهلية الجديدة هذه لتحل محل دولة جريحة وعاجزة ومستنفدة لإنفاذ القانون.

وفي الساعات الأولى من يوم 24 أبريل/نيسان، أطلق الجيش المدني الجديد حركته "الانتقامية" لاستعادة السيطرة على حي كانابي-فيرت المليء بالجريمة.

وهاجم ذلك "الجيش" حافلة للشرطة تقل 13 من أفراد العصابات المشتبه فيهم، وقاموا بجرهم إلى الشارع وضربهم وقتلهم ثم حرقهم - فيما تُركت جثثهم المتفحمة في الشوارع ليراها الجميع.


 

 

ووفقا للتقرير، فإن "صحوة المواطن" هذه أدت إلى "مطاردة وإعدام وحرق ما لا يقل عن 160 من أفراد العصابة وهم أحياء" في مايو/أيار الماضي.

كما سجلت منظمة حقوق الإنسان غير الحكومية "انخفاضًا حادًا" في جرائم القتل المرتبطة بالعصابات في أعقاب عمليات القتل خارج نطاق القضاء التي قامت بها بوا كالي – لتصل إلى 43 قتيلا في مايو/أيار  الماضي، مقارنة بـ146 قتيلا في الأسابيع الثلاثة الأولى من أبريل/نيسان الماضي.

وتنتشر الحركة العفوية التي تفتقر إلى القيادة ببطء في جميع أنحاء البلاد، داعية الجماهير إلى "ثورة ثانية"، كتلك التي أنهت ثلاثة قرون من الحكم الاستعماري الفرنسي لهايتي.
 


 

وبدأت مجتمعات بأكملها تنتفض ضد العصابات؛ ففي الأسبوع الماضي في لاتيبونيت، شمال هايتي، شوهدت تيارات من مئات السكان المحليين، بينهم أطفال، يتسلحون بالعصي والأسلحة البيضاء للتصدي لرجال العصابات.

ولقيت بوا كالي إشادة من أكبر صحف هاييتي "ليبرتي"، لمساهمتها في حلها مشاكل البلاد دون أن تضطر الأمم المتحدة إلى إرسال قوة دولية.

التعليقات (0)