- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
تقدير روسي: صراع موسكو والغرب يتجه نحو حرب نووية
تقدير روسي: صراع موسكو والغرب يتجه نحو حرب نووية
- 10 يوليو 2023, 9:59:19 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حذر الخبير الروسي ديمتري ترينين الغرب من تداعيات اعتقاده بأن موسكو لن تستخدم مطلقا الأسلحة النووية، معتبرا أن الحرب في أوكرانيا تتصاعد أفقيا ورأسيا بما ينذر بحرب نووية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ترينين لفت، في تحليل بـ"المجلس الروسي للشؤون الدولية" (RIAC) ترجمه "الخليج الجديد"، إلى مقال للبروفيسور سيرجي كاراجانوف ادعى فيه أنه "باستخدام روسيا لأسلحتها النووية في الحرب مع أوكرانيا، يمكن أن تنقذ البشرية من كارثة عالمية".
وتابع أن هذا المقال "أثار الكثير من ردود الفعل في الداخل والخارج، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن كاراجانوف كان مستشارا لكل من الرئيس (الراحل) بوريس يلتسين (1991-1999) والرئيس (الحالي) فلاديمير بوتين، وأيضا بسبب الاعتقاد بأن رأيه قد يشاركه بعض الأشخاص في مناصب السلطة".
وأردف أن "المقال سلط الضوء على القضية الشائكة المتمثلة في استخدام الأسلحة النووية في الصراع الأوكراني، وتتلخص العديد من ردود الفعل على المقال في منطق أنه لا يمكن أن يكون هناك رابحون في حرب نووية، وبالتالي لا يمكن خوضها".
و"على هذه الخلفية، قال بوتين، ردا على سؤال في منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي الدولي، إن الأسلحة النووية هي رادع وشروط استخدامها محددة في عقيدة منشورة، وأوضح أنه نظريا يمكن استخدامها، لكن لا داعي الآن"، كما أضاف ترينين الذي خدم في جيش الاتحاد السوفيتي.
وزاد بأنه "من حيث المبدأ، كانت الأسلحة النووية على الطاولة بالنسبة لروسيا منذ بداية الصراع الأوكراني (في 24 فبراير/ شباط 2022) على وجه التحديد كوسيلة لردع الولايات المتحدة وحلفائها عن التورط المباشر".
و"لكن التذكيرات العامة المتكررة من بوتين والمسؤولين الآخرين بشأن الوضع النووي لروسيا لم تمنع حتى الآن تصعيدا متزايدا لمشاركة الناتو (حلف شمال الأطلسي في دعم أوكرانيا)"، بحسب ترينين.
واعتبر أنه "نتيجة لذلك، أصبح من الواضح أن الردع النووي، الذي اعتمد عليه الكثيرون في موسكو كوسيلة موثوقة لتأمين المصالح الحيوية للبلاد، أثبت أنه أداة محدودة أكثر بكثير مما توقعوا".
وتبرر روسيا حربها في أوكرانيا بأن خطط جارتها للانضمام إلى "الناتو"، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
جرأة أمريكية
"في الواقع، حددت الولايات المتحدة الآن لنفسها المهمة، التي لم يكن من الممكن تصورها خلال الحرب الباردة (1949-1991)، لمحاولة هزيمة قوة نووية عظمى أخرى (روسيا) في منطقة ذات أهمية استراتيجية، دون اللجوء إلى الأسلحة الذرية، عبر تسليح دولة ثالثة والسيطرة عليها (أوكرانيا)"، وفقا لترينين.
واستطرد: "الأمريكيون يتقدمون بحذر، ويختبرون ردود فعل موسكو، ويدفعون باستمرار حدود ما هو ممكن فيما يتعلق بالأسلحة الموردة إلى كييف وكذلك اختيار أهدافهم. ومن البدء بأنظمة "جافلين" (Javelin) المضادة للدبابات، إلى تملق الحلفاء في النهاية لإرسال دبابات، يبدو أن واشنطن تفكر الآن في نقل طائرات مقاتلة من طراز"إف-16" (F-16) وصواريخ بعيدة المدى (إلى أوكرانيا)".
ومضى قائلا إنه "من المحتمل أن تكون هذه الاستراتيجية الأمريكية مبنية على الاعتقاد بأن القيادة الروسية لن تجرؤ على استخدام الأسلحة النووية في الصراع الحالي، وأن إشاراتها إلى الترسانة النووية ما هي إلا خدعة، حتى أن الأمريكيين كانوا هادئين، على الأقل ظاهريا، بشأن نشر أسلحة نووية روسية غير استراتيجية في بيلاروسيا".
واعتبر ترينين أن "مثل هذه الجرأة هي نتيجة مباشرة للتغيرات الجيوسياسية في العقود الثلاثة الماضية وتغير الأجيال في السلطة في الولايات المتحدة والغرب بشكل عام".
وتابع: "اختفى الخوف من القنبلة الذرية الموجود في النصف الثاني من القرن العشرين، وتم إخراج الأسلحة النووية من المعادلة، والاستنتاج العملي واضح: لا داعي للخوف من مثل هذا الرد الروسي".
وحذر ترينين من أن "هذه فكرة خاطئة خطيرة للغاية، فمسار الحرب الأوكرانية يشير إلى تصعيد الصراع أفقيا عبر توسيع مسرح العمل العسكري ورأسيا بزيادة قوة الأسلحة المستخدمة وكثافة استخدامها، ويجب الاعتراف بأن هذا الزخم يتجه نحو مواجهة مسلحة مباشرة بين روسيا والناتو".
وزاد بأنه "إذا لم يتم إيقاف الجمود المتراكم، فسيحدث مثل هذا الصدام، وفي هذه الحالة، ستصبح الحرب، التي امتدت إلى أوروبا الغربية، حتما نووية. وبعد مرور بعض الوقت، من المرجح أن تؤدي الحرب النووية في أوروبا إلى تبادل الضربات بين روسيا والولايات المتحدة".