- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
معهد إسرائيلي يوصى بقبول التطبيع المصري الإيراني وضمان موافقته لمصالح تل أبيب
معهد إسرائيلي يوصى بقبول التطبيع المصري الإيراني وضمان موافقته لمصالح تل أبيب
- 10 يوليو 2023, 10:10:05 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"التطبيع الإيراني المصري المحتمل ليس لعبة صفرية لإسرائيل، ولن يأتي بالضرورة على مصالحها الحيوية، لكن يجب على تل أبيب تقييم تلك العملية بموضوعية، استنادا إلى مزاياها"
كان ما سبق هو خلاصة توصية للباحث الإسرائيلي أوفير وينتر في تحليل نشره بمعهد معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، تعليقا على التقارب الجاري بين مصر وإيران.
ولفت وينتر إلى أن جهود التقارب الحالية بين القاهرة وطهران، والذي يأتي نتيجة لاتصالات أجريت على مدار العامين الماضيين، قد تثمر عن انتهاء للعلاقات السيئة التي امتدت لأكثر من 40 عاما بين البلدين.
ورأي أن من المتوقع أن يشمل التطبيع المصري الإيراني إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، ورفع مستوى مكاتب المصالح في كلا البلدين، وقمة لوزراء الخارجية أو الرؤساء المعنيين.
وذكر أن الحوار بين إيران ومصر اكتسب زخما منذ أبريل/نيسان الماضي، بعد تجديد العلاقات بين إيران والسعودية بوساطة عمان والعراق، واللتان تسهلان أيضا المحادثات بين القاهرة وطهران.
وأعتبر أن التطبيع بين القاهرة وطهران لن يكون بالضرورة ضارًا بإسرائيل، لأنه قد يفيد المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية الإسرائيلية الحيوية.
وعقب وينتر "لكن مع ذلك، قد يضر التطبيع بمصالح أخرى. لذلك، يجب على تل أبيب
تكوين رأي في هذه القضية يستند إلى معايير محددة وإجراء حوار مع القاهرة وخاصة دول الخليج وواشنطن في محاولة للتأثير على العملية.
ورأي وينتر أن تطور التطبيع المصري الإيراني سوف يتوقف على عاملين رئيسيين الأول هو نجاح التطبيع السعودي الإيراني، والثاني هو الضوء الأخضر الذي تمنحنه أمريكا للقاهرة للمضي قدما في هذا الطريق.
مصالح إيرانية
بالنسبة لإيران ومصر، لا يعني التطبيع بالضرورة القضاء على جميع الخلافات بينهما أو حلها، بل يعني التعاون العملي في السعي لتحقيق المصالح المشتركة، على الصعيدين الثنائي والإقليمي.
تعتبر إيران تحسين علاقاتها مع مصر يأتي في إطار جهد مستمر في هذا الصدد لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية السنية، مع التركيز على دول الخليج، ويُنظر إلى هذا الاتجاه في إيران على أنه فرصة لتعزيز مكانتها الإقليمية وتعزيز ردعها ضد إسرائيل.
وبلا شك تعتبر إيران إن تجديد علاقتها مع لاعب رئيسي في العالم العربي مثل مصر تعتبره إنجازًا سياسيًا مهمًا، مما يشير إلى تحول في ميزان القوى الإقليمي لصالحها.
كما أنه يُعد مؤشرًا على زيادة الاعتراف بمكانة إيران من قبل الدول العربية، بما في ذلك تلك المتحالفة مع الكتلة الموالية للغرب.
بالنسبة لإيران، يمثل تحسين علاقاتها مع العالم العربي فرصة لمعالجة التطورات الإقليمية التي تعتبرها إشكالية، مثل التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وكذلك جهود إسرائيل لتشكيل تحالف إقليمي مناهض لإيران.
بالإضافة إلى ذلك، لإيران مصلحة راسخة في تحسين علاقاتها مع مصر، والتي يمكن أن توفر سبلًا لتوسيع علاقاتها الاقتصادية والتجارية في المنطقة، بما في ذلك من خلال استخدام قناة السويس وزيادة صادراتها إلى مصر.
مصالح مصرية
بالنسبة لمصر، تلعب الاعتبارات الاقتصادية دورًا مهمًا في تشكيل سياستها تجاه إيران، وهناك العديد من المجالات التي تقدم فوائد اقتصادية محتملة، بما في ذلك التجارة؛ إذ تسعى مصر لزيادة مبيعات بضائعها في السوق الإيرانية.
من ناحية السياحة، هناك فرصة لتوسيع السياحة الدينية الإيرانية إلى المواقع الشيعية في مصر وجنوب سيناء. في مارس/آذار، أعلنت مصر عن تسهيل متطلبات تأشيرة الدخول للسياح الإيرانيين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مصر مهتمة بالمشاركة في إعادة إعمار العراق وسوريا، اللتين تقعان في دائرة نفوذ إيران، بتمويل محتمل من الخليج.
في قطاع الطاقة، هناك إمكانية للمساعدة الإيرانية في الاستفادة من لبنان وسوريا للتعاون في إنتاج الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط.
علاوة على ذلك، تهدف مصر إلى تحييد أي عناصر قد تفسد مثل هذا التعاون، مع التركيز بشكل خاص على حزب الله. كما أن مصر منفتحة على شراء النفط الإيراني عبر العراق بشرط رفع العقوبات الأمريكية.
في المجال الأمني، تسعى مصر للحصول على مساعدة إيران في منع الأنشطة العدائية التي يقوم بها الحوثيون على طول مضيق باب المندب وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، لا سيما عبر قناة السويس، والتي تعد مصدرًا مهمًا للدخل من العملات الأجنبية (بلغت إيرادات مصر من القناة 9.4 مليار دولار في 2022-2023).
كما تعرب مصر عن مخاوفها من التخريب الإيراني في شبه جزيرة سيناء، والذي حدث بالفعل، إذ أشارت تقارير في يونيو/ حزيران 2022 إلى أن مصر حذرت إيران من استهداف السياح الإسرائيليين في سيناء؛ ردا على عمليات القتل المستهدف المزعومة التي تنفذها إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، تهدف القاهرة إلى منع قطاع غزة من أن يصبح قاعدة إيرانية ضد إسرائيل، وتسعى إلى التعاون الإيراني مع جهودها للتوسط بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وتعزيز المصالحة الفلسطينية الداخلية، ومنع التعاون بين الجماعات الإرهابية في غزة وشمال سيناء.
مصالح وتحديات إسرائيلية
ورأي وينتر أنه على غرار مصر، لدى إسرائيل مصلحة في تخفيف التوتر في المنطقة، وتعزيز الأمن على طول الطرق البحرية في البحر الأحمر، وتعزيز التعاون في قطاع الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، وكبح نفوذ الجهاد الإسلامي وحماس في قطاع غزة، والتخفيف من حدة التهديدات الإرهابية القادمة من إيران ووكلائها الإقليميين.
علاوة على ذلك، فإن إسرائيل معنية بتحسين الوضع الاقتصادي في مصر وتعزيز استقرارها الداخلي.
من ناحية، فإن تعزيز العلاقات العربية الإيرانية، بما في ذلك العلاقات بين مصر وإيران، يطرح بعض التحديات لإسرائيل.
وسوف يساعد التطبيع مع مصر في تخفيف عزلة إيران الإقليمية، وتعزيز نفوذها في المنطقة، وربما تقويض التحالف الإقليمي الذي تم تشكيله من خلال اتفاقات إبراهيم.
ويرجع ذلك جزئيًا إلى التهديد الأمني المشترك الذي تشكله إيران.
من المحتمل أن يؤدي معالجة الشقاق العربي الإيراني، إلى جانب التصعيد المستمر بين إسرائيل والفلسطينيين، إلى تأخير الاجتماع القادم لمنتدى النقب، الذي تعد مصر عضوًا فيه، ويعيد تركيز الصراع الإسرائيلي الفلسطيني باعتباره قضية مركزية على جدول الأعمال الإقليمي.
هناك سيناريوهات تهديد إضافية، وإن كانت أقل احتمالية، يمكن أن تنشأ من التقارب المصري الإيراني. وتشمل هذه الممر المحتمل للسفن الإيرانية لتهريب النفط، أو حتى للأسلحة التي تثير قلقاً أكبر، عبر قناة السويس.
هناك أيضًا احتمال أن تُرسخ إيران موطئ قدمها في قطاع غزة، الأمر الذي قد يعطل التقدم المحرز في السنوات الأخيرة في العلاقات بين إسرائيل ومصر، وعلاوة على ذلك، قد يواجه التعاون الأمني بين القاهرة والقدس تحديات وتوترًا بسبب هذه التطورات.
قبول التطبيع
ونصح وينتر إسرائيل بعدم معارضة أي شكل من أشكال التطبيع المصري الإيراني، بل ضمان توافقه مع المصالح الإسرائيلية.
وأوضح أن تحقيق ذلك يتوجب على تل أبيب الدخول في حوار مع القاهرة، وكذلك مع واشنطن وحلفائها في الخليج، في محاولة لتشكيل الاتجاهات الإقليمية والانخراط فيها بنشاط.
وخلص أن التحسن الأخير في مجالات الأمن والطاقة والسياحة في العلاقة بين إسرائيل ومصر يمنح تل أبيب درجة معينة من النفوذ على القاهرة، على الرغم من التوترات الحالية في الساحة الفلسطينية، والتي قد تحد مؤقتًا من فعاليتها.