حمادة إمام يكتب:حصتنا وحصة إسرائيل!!

profile
حماده امام كاتب مصري
  • clock 6 يوليو 2021, 11:03:16 م
  • eye 1402
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قامت استراتيجية اسرائيل في التحرك داخل افريقيا بشكل عام واثيوبيا بشكل خاص على ركيزة اساسية هي أنها بوجودها بالقرب من حوض النيل لابد ان يكون لها نصيب من هذه المياه

لكن ليس لإسرائيل من سبيل في الحصول على المياه من مصر إلا من خلال الضغط عليها من المنابع والتي تقف على رأسها أثيوبيا ومن اجل هذا تحولت الى المتعهد الأساسي بإنشاء السدود والخزانات في أثيوبيا عبر شركاتها وخبرائها وأنها تريد أخذ المياه لزارعة صحراء النقب ومن خلال تأثيرها على أثيوبيا التي ينبع منها النيل الأزرق المصدر الأساسي لمياه النيل وعلى دول المنبع الأخرى التى ترتفع الأصوات لزيادة حصة دول المنبع على حساب دول المصب مصر والسودان.

عند أواخر النصف الأول من القرن العشرين بدأت معظم الدول الإفريقية في نيل استقلالها هذه الظروف جعلت الدول الأوربية الاستعمارية تبحث عن يد أخرى لها فى داخل إفريقيا وقد كانت اليد الجاهزة هي اليهود لذلك قامت كل من بريطانياوفرنسا بإرسال اليهود الأوربيين إلى الدول الإفريقية كخبراء وفنيين ورجال أعمال فاستقر الكثيرون منهم في معظم دول القارة بل إن بريطانيا وفرنسا منحتا قنصليات فخرية لليهود في هذه الدول مما يعنى أنها بعد الاستقلال ستتحول إلى سفارات كما أناسرائيل كانت حريصة على حضور دعوات إعلان استقلال هذه الدول الأمر الذيأدى إلى التقاء مباشر بين القيادات الإفريقية والصهيونية لرسم خطط التعاون بين

بعد منعها من المشاركة في مؤتمر عام 1954لدول عدم الانحياز شعرت اسرائيل بالعزلةوترسخ الاحساس مع منعها من المشاركة في المؤتمر الاشتراكي الآسيوي واللذين لم يسمحا و جعلهم يتجهون إلى إفريقيا بقوة ويقدمون أنفسهم على أساس أنهم نموذج للدولة النامية المتحضرة عن طريق تسويق تجربتهم التنموية التي تأخذ بالفكر الاشتراكي لأهمية المنظمة الدولية كان لابد من البحث عن ثقل في داخل هذه المنظمة والتي كان عدد الدول الإفريقية فيها عند نشأتها أربع دول فقط عليه كان  ميزان القوى في يد الأوربيين والأمريكان وأصبح من المؤكد أن ازدياد عدد الأعضاءمن إفريقيا وآسيا سيؤثر على ميزان القوى في داخل المنظمة في وقت كانت فيه القضية الفلسطينية ملتهبة والصوت العربي مرتفع جداً في هذا الشأن لذلك كان من الطبيعي أن تنشط إسرائيل في داخل إفريقيا عليه فقاموا بتدعيم نفوذهم السياسي داخل إفريقيا عنطريق الجاليات اليهودية والاتصال بالمؤسسات الإفريقية

كان لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد مارس 1978 م بين مصر واسرائيل أثرها في خلق مناخ جديد في قارة إفريقيا مكن إسرائيل من استعادة علاقاتها مع عشر دول إفريقية كانت قد قطعت علاقتها مع اسرائيل من قبل وقد كان الموقف العربي مع الدول الإفريقية التي أعادت علاقاتها مع إسرائيل على عكس الموقف الإسرائيل عندما قطعت معها العلاقات وبينما استمرت اسرائيل في التبادل التجاري

قامت الدول العربية بسحب السفراء وايقاف المصرف العربي للتنمية الاقتصادية للعمل في لإفريقيا ثم جاء انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في أكتوبر 1998 م ثم اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية واس ا رئيل واتفاق وادي عربة بعدها إذ تمكنت إس ا رئيل بعد هذه الاتفاقيات من استعادة علاقاتها مع معظم دول القارة الإفريقية وقد مكنها ذلك من تجاوز أزمة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تم اتخاذه في 1994 م والذي اعتبر الصهيونية شكلاً من اشكال العنصرية.

ركزت إسرائيل في تغلغلها في قارة إفريقيا على أثيوبيا لأسباب دينية وسياسية واقتصادية واستراتيجية وجغرافية لكن لماذا اثيوبيا دون غيرها ؟ أثيوبيا إحدى دول منطقة القرن الإفريقي وتبلغ مساحتها حوالي مليون كلم مربعاً وهى دولة حبيسة ليس لها ميناء بحري وقد حدث هذا بسبب انفصال اريتريا عنها أما حدودياً فإنها تجاور ست دول هي السودان جنوب السودان اريتريا الصومال جيبوتي كينيا. تتمتع إثيوبيا بموارد مائية ضخمة

وقد أ رادت إسرائيل الاستفادة من موقع أثيوبيا وذلك في إيجاد قنوات تبادل معلوماتي مع الأجهزة الاستخباراتية الأثيوبية موجهة نحو حركات التحرر الإفريقية والعربية تنفيذ المخططات الأمريكية في المنطقة بالوكالة عن الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة النفوذ الأمريكي على التغلغل في القارة الإفريقية .واتخاذها معبر إلى بقية الدول الإفريقية وخاصة دول شرق إفريقيا والبحر الأحمر بما في ذلك دول حوض النيل الشرقي بالإضافة الى الاستفادة منها في حصار النفوذ العربي والإسلامي في قارة إفريقيا. واخيرا اتخاذها مركز متقدماً للحفاظ على أمن إسرائيل استطاعت توظيف كل هذه الأسباب لبناء علاقة متميزة مع أثيوبيا ونجحت في المحافظة على علاقتها مع أثيوبيا رغم الصعاب العديدة التي واجهت هذه العلاقة ولعل السبب في ذلك يعود إلى تركيزها على المصالح الاقتصادية والتجارية والتي تعني فوائد متبادلة بين الطرفين.

كان لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد مارس 1978 م بين مصر واسرائيل أثرها في خلق مناخ جديد في قارة إفريقيا مكن إسرائيل من استعادة علاقاتها مع عشر دول إفريقية كانت قد قطعت علاقتها مع اسرائيل من قبل وقد كان الموقف العربي مع الدول الإفريقية التي أعادت علاقاتها مع إسرائيل على عكس الموقف الإسرائيل عندماقطعت معها العلاقات وبينما استمرت اسرائيل في التبادل التجاري

قامت الدول العربية بسحب السفراء وايقاف المصرف العربي للتنمية الاقتصادية للعمل في لإفريقيا ثم جاء انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في أكتوبر 1998 م ثم اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية واس ا رئيل واتفاق وادي عربة بعدها إذ تمكنت إس ا رئيل بعد هذه الاتفاقيات من استعادة علاقاتها مع معظم دول القارة الإفريقية وقد مكنها ذلك من تجاوز أزمة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تم اتخاذه في 1994 م والذي اعتبر الصهيونية شكلاً من اشكال العنصرية وبعد جملة اتفاقيات عقدتها إسرائيل مع أثيوبيا جاءت عملية تهجير اليهود إلى إسرائيل أولها الاتفاق السري الذي عقده موشى ديان – وزير الخارجية في حكومة أثيوبيا والذي تم بموجبه أمداد أثيوبيا بالسلاح مقابل الموافقة على هجرة الفلاشا إلى إسرائيل

كانت الدول المتشاطئة على نهر النيل في السابق مستعمرات لدول أجنبية ثم حصلت هذه الدول على استقلالها وظهرت أولى الاتفاقيات لتقسيم مياه النيل عام 1902م في أديس أبابا وعقدت بين بريطانيا بصفتها ممثلة لمصر والسودان وإثيوبيا ونصَّت على عدم إقامة أي مشروعات -سواءٌ على النيل الأزرق أو بحيرة تانا ونهر السوباط ثم اتفاقية بين بريطانيا وفرنسا عام 1906 وظهرت عام 1929 اتفاقية أخرى وهذه الاتفاقية تتضمن إقرار دول الحوض بحصة مصر المكتسبة من مياه‏ النيل وإن لمصر الحق في الاعتراض في حالة إنشاء هذه الدول مشروعات جديدة على النهر وروافده

وهذه الاتفاقية كانت بين مصر وبريطانيا(التي كانت تمثل كينيا وتنزانيا والسودان وأوغندا) لتنظيم استفادة مصر من بحيرة فيكتوريا وتم تخصيص نسبة 7 7٪ من تدفق للسودان و92 3٪ لمصر

التعليقات (0)