تكبير الخط تصغير الخط

مئذنة الغوانمة أعظم مآذن الأقصى وأطولها، لا زالت شاهقة شامخة تنتظر ميلاد فجر جديد على يد طاهر نقيٍ صاحب غَيْرة لتعود وتصدح بالأذان من جديد، فيا ترى من هو؟

مائدتي إليكم: معالم المسجد الأقصى

البطاقة الثالثة: مئذنة باب الغوانمة.

مئذنة الغوانمة: سميت بهذا الاسم لأنها بُنِيَتْ في الركن الشمالي الغربي للمسجد الأقصى بجانب باب الغوانمة، الذي يوصل إلى حارة الغوانمة، والغوانمة عائلة يعتقد أنها وصلت القدس مع صلاح الدين الأيوبي.

ومئذنة الغوانمة تُعَدُّ أعظم مآذن المسجد الأقصى، شيّدها القاضي شرف الدين عبد الرحمن بن الصّاحب وزير فخر الأمين الخليلي، وذلك في عهد السلطان المملوكي السعيد محمد بركة ابن السلطان الظاهر بيبرس (سنة 1278م).

وتسمى أيضا "منارة قلاوون" حيث تم تجديدها مع زمن إنشاء مئذنة السلسلة، على يد الأمير سيف الدين تنكز الناصري، نائب الشام، وذلك في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون عام (730هـ ــ 1329م)، فسميت باسمه.

ويُطلق على المئذنة أيضًا "منارة السّرايا"، لقربها من مبنى السرايا الواقعة خارج المسجد الأقصى المبارك والتي اتخذت مقرا للحكم في العهد المملوكي.

بُنِيَتْ مئذنة الغوانمة على قاعدة رباعية الأضلاع، ويبلغ طول ضلع قاعدتها (5,50 متر)، وعرضه (4,50 متر) وهي مربعة الشكل، حيث يقوم الطابق الأول فوق القاعدة، وتوجد فيه فتحة مربعة الشكل في كل واجهة من واجهاتها الأربع، ثم يقوم الطابق الثاني على غرار الطابق الأول، باستثناء الفتحة، فهي مستطيلة الشكل، وأمام الفتحة عمود صغير من الرخام، ثم تقوم شرفة حجرية مربعة الشكل فوق الطابق الثاني، وفي وسطها بناء مربع، وهو أصغر حجماً من مربع المئذنة، وقد بُنِيَ فوق الشرفة حجري بناء مثمن على كل جزء منه أقواس جميل، وفوق البناء المثمن قبة المئذنة، حيث يُصْعَد إليها بـ(120 درجة).

وقد جدد المجلس الإسلامي الأعلى رفاف مئذنة الغوانمة (حيث يقف المؤذن) (عام 1341هـ ــ 1923م) ، ومع حفر الصهاينة للنفق الغربي الذي يطلق عليه الصهاينة اسم «الحشمونائيم» والذي افتتح (عام 1996م) تصدّعت المئذنة بمرور هذا النفق قرب أساساتها، مما واستلزم ترميمها الأخير (عام 2001م).

تشرف مئذنة الغوانمة على مختلف نواحي المسجد الأقصى بسبب ارتفاعها الكبير وموقعها المميز، ولذلك فقد سعى الاحتلال إلى السيطرة عليها عبر المدرسة العمرية المجاورة لها والذي قام بسلبها منذ بداية احتلال المسجد.