سيناريوهات متباينة.. هذه الأسئلة تحدد مسار حرب أوكرانيا بعد انفجار بولندا

profile
  • clock 17 نوفمبر 2022, 5:18:08 ص
  • eye 925
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بعد انفجار أودى بحياة أشخاص بالقرب من حدودها مع أوكرانيا، من المرجح أن تعمل بولندا على تفعيل المادة الرابعة من معاهدة الناتو لبدء مشاورات رسمية بين الدول الأعضاء بناءً على طلب عضو يشعر بالتهديد من قبل دولة أخرى أو منظمة إرهابية.

ومع ذلك، لا يزال من المستبعد جدًا تفعيل الناتو للمادة الخامسة المتعلقة بالدفاع المشترك حتى تنتهي تلك المشاورات. وحتى بعد ذلك، من غير المرجح أن يقوم الناتو بذلك لتجنب التصعيد غير الضروري مع موسكو.

ومساء 15 نوفمبر/تشرين الثاني، قُتِل شخصان في قرية برزيودو البولندية بالقرب من أوكرانيا بسبب انفجارات يعتقد أنها ناجمة عن صواريخ روسية أو الدفاعات الأوكرانية التي كانت تهدف إلى إسقاطهما.

وقد دفع الحادث رئيس الوزراء البولندي "ماتيوز موراويكي" إلى عقد اجتماع عاجل للجنة الدولة لشؤون الأمن القومي والدفاع بسبب "الوضع المتأزم". وسيتم تحديد كيفية سير الأمور بناء على تفاصيل الحادث، والتي من المحتمل أن يتم التحقق منها خلال الساعات أو الأيام القادمة. وتتضمن الأسئلة الرئيسية ما يلي:

هل كان  ضرب القرية الحدودية البولندية نتيجة صاروخ دفاعي أو ضربة مباشرة من روسيا؟

إذا كان الانفجار ناتجًا عن صاروخ روسي معطوب (أو حطامه) بعد أن أسقطته القوات الأوكرانية، فقد ينشأ خلاف بين أوكرانيا وبولندا إذا زعمت السلطات البولندية أن الأوكرانيين أسقطوا صاروخًا فوق مجالهم الجوي دون إذن وارسو. وبالرغم من هذا الخلاف المحتمل، فمن غير المرجح أن يتصاعد الموقف أكثر.

وإذا أسقطت أوكرانيا الصاروخ فوق مجالها الجوي وسقط الحطام على بولندا، فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى تصعيد الموقف أكثر. ومع ذلك، فإن سيناريوهات الصواريخ التالفة أو الحطام المرتبط بها تبدو أقل احتمالًا من تلك التي تليها، نظرًا لحجم وموقع الضرر. 

وإذا كان الضرر ناتجًا عن غارة روسية كانت تهدف إلى استهداف موقع في أوكرانيا ولكن بدلاً من ذلك فشلت وسقطت في بولندا، فإن هذا من شأنه أن يتجاوز العتبة الفنية لضربة روسية على أراضي الناتو، حتى لو كانت غير مقصودة.

ما هي نظرة الناتو لنية موسكو بشأن انتهاك المجال الجوي البولندي؟

إن تقييمات الناتو لما إذا كانت روسيا تعتزم إطلاق صاروخ بشكل خطير بالقرب من الحدود البولندية أم لا، ناهيك عن عبوره، ستتجلى في رد الحلف.

وإذا رأى الناتو أن اختيار مسار الصاروخ الذي عبر الحدود البولندية كان مقصودًا، فسيؤدي ذلك إلى تصعيد بشكل كبير، لأنه يشير إلى أن روسيا مستعدة لانتهاك المجال الجوي لحلف الناتو لمواصلة حربها مع أوكرانيا.

إن تعمد موسكو عبور المجال الجوي لحلف الناتو من شأنه أن يرفع احتمالية تفعيل الحلف للمادة الخامسة، حيث يمكن لبولندا أو الدول الأخرى الأعضاء في الناتو اعتبار الصاروخ "الضال" مجرد اختبار من موسكو لرد فعل الغرب على حملة مستقبلية لأحداث مماثلة.

ومع ذلك، لا يزال هذا مستبعدًا إلى حد كبير نظرًا لأن العديد من الدول الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة، قالت مرارًا إنها لا تريد الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا.

كيف ستفسر موسكو الحادث؟

قد تقدم الطريقة التي تتفاعل بها موسكو علنًا بعض التلميحات فيما يتعلق بنواياها، مع الإدراك أن رد فعل موسكو العام لن يقدم صورة كاملة لحساباتها.

وصدر التعليق الروسي الوحيد حتى الآن من وزارة الدفاع التي وصفت مزاعم سقوط صواريخ روسية في برزيودو بأنها "استفزاز متعمد من أجل تصعيد الموقف"، مدعية أنه "لم يتم توجيه ضربات ضد أهداف بالقرب من الحدود البولندية بأسلحة روسية "وأن الحطام الذي نشرته وسائل إعلام بولندية من مكان الحادث في قرية برزيودو لا علاقة له بالأسلحة الروسية.

وإذا أنكرت موسكو تماما تورط صواريخها في الحادث وتمسكت بأن الأمر برمته مؤامرة لتصعيد الموقف، بالرغم من تأكيدات الناتو على عكس ذلك، فقد يشير ذلك إلى أن موسكو تضع الأساس للتصعيد على نفس المنوال في المستقبل من خلال محاولة التطبيع مع مثل هذه الضربات دون تحفيز رد الناتو.

على النقيض من ذلك، إذا اعترفت موسكو بأن صواريخها انتهكت المجال الجوي البولندي لكنها زعمت أن ذلك لم يكن مقصودًا، فقد يشير ذلك إلى أن موسكو تحاول الاعتراف بأفعالها وستتخذ خطوات إضافية لتجنب مثل هذه الانتهاكات في المستقبل، مما سيؤدي إلى تهدئة الموقف، بالرغم أن هذا يبدو غير مرجح.

هل يمكن أن يؤدي رد الناتو إلى تحفيز روسيا على مواصلة الضربات الخطيرة بالقرب من الحدود البولندية الأوكرانية؟

 إذا أدى الحادث إلى حالة من الذعر على نطاق واسع ودعوات في الدول الأوروبية لكي تتفاوض كييف مع موسكو لتقليل التوترات، فمن المفارقة أن هذا قد يحفز روسيا على تكرار الضربات الخطيرة بالقرب من الحدود البولندية الأوكرانية أو مواصلة الضربات عبر المجال الجوي البولندي.

وستكون هذه الضربات مصممة لإذكاء الخوف في الغرب من حرب بين الناتو وروسيا، وبالتالي زيادة الدعوات للمفاوضات والحد من عمليات نقل الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم إلى كييف، مما يؤدي إلى كسر الوحدة الغربية ودعم أوكرانيا.

 ومع ذلك، من المرجح أن يستخدم الحلف الحادث، حتى لو نُسب في النهاية إلى صاروخ اعتراض أوكراني، لتبرير عمليات تسليم أخرى لأنظمة دفاع جوي متطورة إلى أوكرانيا.

 

المصدر | ستراتفور

التعليقات (0)