- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
سيناريو 99 أم رئيس يعيد كتابة التاريخ؟.. تركيا على أبواب اختبار حاسم
سيناريو 99 أم رئيس يعيد كتابة التاريخ؟.. تركيا على أبواب اختبار حاسم
- 22 مارس 2023, 4:51:43 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعد أقل من شهرين، تتجه تركيا إلى اختبار حاسم لحكم الرئيس رجب طيب أردوغان الذي دام 20 عامًا، صدى نتيجته لن يكون محليًا فقط، بل سيجتاز الحدود إلى حيث دور أنقرة المؤثر في محيطها الإقليمي والدولي.
تلك الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تأتي بعد ثلاثة أشهر من الزلازل القوية التي ضربت جنوب شرق البلاد وأودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين، ستجرى في 14 مايو/أيار المقبل، لن تحدد فقط من سيقود البلاد بل وطريقة حكمها، وإلى أين يتجه اقتصادها وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه لتخفيف الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط.
كما ستكشف تلك الانتخابات مدى شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تواجه حكومته اختبار تداعيات زلزال فبراير/شباط الماضي، وكيف أثر على حزب العدالة والتنمية الحاكم سلبًا كان أو إيجابًا.
تصحيح المسار
وفيما استعدت حكومة أردوغان لهذا اليوم بالعودة مجددًا إلى سياسة "صفر أزمات" بإعادة العلاقات مع السعودية، وبالسعي الحثيث نحو تطبيعها مع مصر، كانت المعارضة تقف في الجهة المقابلة، تحاول تكرار سيناريو 1999، الذي نجح الرئيس التركي في اللعب على وتره، وصولا إلى سدة الحكم.
إلا أن الحكومة التركية وإن كانت واجهت انتقادات لتباطؤها في جهود الإغاثة، والتي فند الرئيس أردوغان بعضها واعتذر عن أخرى، حاولت تدارك الأمر، بوضع خطة طوارئ وإنقاذ عاجلة، وجدت استجابة عاجلة من المجتمع الدولي، فتقاطر عليها الدعم الخارجي من كل حدب وصوب، وصولا إلى برامج الدعم المالي واللوجستي التي أعلنت عنها أوروبا مؤخرًا.
تلك الجهود عقدت الطريق بعض الشيء أمام المعارضة التركية، التي لم تستطع توحيد جهودها، خلف مرشح واحد، وإن دفعت بكمال قليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، ليكون مرشحها للرئاسة وشكلت تحالفا يهدف إلى جذب الناخبين من اليسار واليمين، وكذلك من ذوي الأصول الإسلامية.
ووعدت المعارضة بإلغاء العديد من سياسات أردوغان، والتي من بينها أسعار الفائدة المنخفضة، في محاولة منها لحشد الرأي العام المحلي إلى جانب مرشحها.
توحيد الصفوف
وفي محاولة من المعارضة لتوحيد صفوفها لـ"كسب معركة الانتخابات"، أعلن حزب الشعوب الديموقراطي المناصر لقضايا الأكراد، وهو ثالث أكبر أحزاب تركيا الأربعاء، أنه لن يطرح مرشحًا للانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو/أيار المقبل، مقدمًا دعمًا ضمنيًا لمرشح تحالف المعارضة أمام الرئيس رجب طيب إردوغان.
وقالت الرئيسة المشاركة في الحزب بيرفين بولدان في مؤتمر صحافي: "لن نطرح مرشحاً للانتخابات الرئاسية المقبلة (..) تركيا تحتاج إلى المصالحة، وليس إلى النزاع"، قائلة إنها تريد إنهاء حقبة إردوغان.
ويُنظر إلى حزب الشعوب الديمقراطي الذي حل مرشحه الرئاسي للعام 2018 في المركز الثالث حاصداً 8,4% من الأصوات على أنه قادر على تغيير النتائج في انتخابات مايو/أيار المقبل التي تتوقع استطلاعات الرأي أن تكون طاحنة.
واستُبعد حزب الشعوب الديموقراطي المتحالف مع أحزاب صغيرة من اليسار وأقصى اليسار، عن تحالف المعارضة الذي يضم ستة أحزاب بسبب وجود حزب "بون بارتي" القومي في صفوفه.
انقسامات المعارضة
ويرجح أن يضعف إعلان حزب الشعوب الديمقراطي قبل أقل من ثمانية أسابيع من الانتخابات الرئاسية، فرص إعادة انتخاب إردوغان عبر استفادته من انقسامات المعارضة.
من جانبه، قال المدير العام لمعهد "تيم" لاستطلاعات الرأي متخذاً انتخابات 2019 البلدية كمثال: "يؤثر هذا الإعلان على الأكراد الذين يدعمون حزب الشعوب الديمقراطي منذ نشأته. هؤلاء الناخبون يتبعون قرارات الحزب إلى حد كبير جدا".
وفي تلك الانتخابات، دعا حزب الشعوب الديموقراطي في إسطنبول إلى التصويت لمرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، فساهم في انتخابه، مشكلا انتزاع أكبر مدينة في تركيا من حزب العدالة والتنمية الحاكم، ضربة قاسية لأردوغان.
واستناداً على نجاح العام 2019، كثّف مرشح تحالف المعارضة للانتخابات الرئاسية كمال كيليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، اتصالاته مع المسؤولين في حزب الشعوب الديمقراطي في الأشهر الأخيرة.
وندّد كيليتشدار أوغلو خصوصاً بـ "التمييز" ضد اللغة الكردية في تركيا، فضلاً عن استبدال عشرات رؤساء البلديات من حزب الشعوب الديمقراطي في الجنوب الشرقي ذات الأغلبية الكردية بإداريين تعيّنهم الحكومة.
وتتهم الحكومة التركية حزب الشعوب الديمقراطي بالارتباط بـ"حزب العمال الكردستاني"، وهو جماعة مسلحة تصنفها أنقرة وحلفاؤها الغربيون بأنها "إرهابية".
ماذا على المحك بالنسبة لبقية العالم؟
من سوريا مرورًا بالعراق إلى ليبيا وأذربيجان، كان لتركيا تحت حكم أردوغان، دور مؤثر في الشرق الأوسط وخارجه، بالإضافة إلى سلسلة من المواجهات الدبلوماسية مع قوى في المنطقة، واليونان وقبرص بشأن الحدود البحرية بشرق البحر المتوسط حتى غيرت مسارها قبل عامين وسعت إلى التقارب مع بعض خصومها.
وأدى شراء أردوغان لدفاعات جوية روسية إلى فرض عقوبات أمريكية على أنقرة استهدفت صناعة الأسلحة، في حين أثار قربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكيكا من معارضيه بخصوص التزام تركيا إزاء حلف شمال الأطلسي الغربي. كما أثارت اعتراضات أنقرة على طلبي السويد وفنلندا الانضمام لعضوية الحلف توترا أيضا.
ومع ذلك، توسطت تركيا في اتفاق سمح بتصدير القمح الأوكراني عبر البحر الأسود، مما يشير إلى دور ربما يلعبه أردوغان ضمن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ولم يتضح إلى الآن ما إذا كان هناك خليفة محتمل له قادر على أن يحظى بنفس الصورة التي رسمها أردوغان لنفسه على الساحة الدولية، وهي نقطة من المرجح أن يركز عليها في الحملة الانتخابية.
ما وعود المعارضة؟
تحالف حزبا المعارضة الرئيسيان، حزب الشعب الجمهوري العلماني والحزب الصالح القومي المنتمي ليمين الوسط، مع أربعة أحزاب أصغر خلف برنامج من شأنه إلغاء الكثير من السياسات التي يتسم بها حكم أردوغان.
وقد تعهدت هذه الأحزاب بإعادة الاستقلال للبنك المركزي وإلغاء سياسات أردوغان الاقتصادية غير التقليدية. كما أن المعارضة تعتزم تفكيك رئاسته التنفيذية والعودة للنظام البرلماني السابق، فضلا عن إرسال اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتحدثت المعارضة عما يماثل خطط أردوغان الرامية لإعادة بعض اللاجئين إلى سوريا، لكن لم يحدد أي منهما كيف يمكن أن يتم ذلك بأمان.
ما التالي؟
أعلن أردوغان رسميا في 10 مارس/آذار الجاري، قرار إجراء الانتخابات، لتنطلق الحملة الانتخابية لما تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيكون سباقا متقاربا.
واتسمت السنوات العشر الأولى من حكم أردوغان بزيادة النمو الاقتصادي، ولكن السنوات العشر الماضية شهدت تراجعا في الازدهار مما أثر على شعبيته بين الناخبين.
ورغم ذلك، إلا أن استطلاعات الرأي الأولية أشارت إلى تمكن أردوغان من الاحتفاظ بتأييده الشعبي إلى حد بعيد على الرغم من الكارثة. لكن محللين يقولون إن ظهور معارضة موحدة، حتى وإن كانت تأخرت في اختيار مرشحها، قد يمثل تحديا أكبر بالنسبة له.
وستظل كيفية حشد المعارضة لتأييد الأكراد، الذين يمثلون 15% من الناخبين، نقطة أساسية. وقال الزعيم المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد إنهم قد يدعمون قليجدار أوغلو بعد إجراء حديث "واضح وصريح".