- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
عادل أبو هاشم يكتب: خيري علقم عريس " العرس الفلسطيني"
عادل أبو هاشم يكتب: خيري علقم عريس " العرس الفلسطيني"
- 28 يناير 2023, 6:28:25 ص
- 350
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لن نذرف دموعا كاذبة على قتلى “عملية القدس” البطولية التي نفذها البطل خيري علقم ، فنحن لسنا موظفين في مجلس وزراء السلطة الفلسطينية، ولا في أية وزارة خارجية عربية لكي نضطر إلى استخدام اللغة الدبلوماسية فـ “نشجب وندين العنف من أي طرف أتى”، وندعو الجميع إلى التعقل وضبط النفس .!
فالمتباكون والنائحون والمولولون والذين ذرفوا الدموع على القتلى الصهاينة هم أناس لم يقرأوا التاريخ الفلسطيني المصبوغ بالدم الأحمر المسفوك على أيدي إرهاب صهيوني “إسرائيلي” منظم .
فالعملية البطولية في القدس التي أذهلت “الإسرائيليين” سبقتها ألوف وعشرات ألوف العمليات الإجرامية والمجازر الجماعية التي ارتكبها العدو “الأسرائيلي” بحق العرب، من فلسطينيين ولبنانيين وسوريين ومصريين وعرب آخرين منذ ما قبل إنشاء كيانه وإلى اليوم .
والذين أدانوا وشجبوا واستنكروا وألقوا بالتهم جزافا ضد منفذ الهجوم والجهات التي تقف وراءه، هم أناس لم يقرؤوا حرفا واحدا من أدبيات الثورات الفلسطينية المتعاقبة التي تنادي بالتضحية والفداء، والاستشهاد في سبيل الله ضد عدو مغتصب دنس الأرض وأنتهك الحرمات وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في حملات قتل منظمة، علاوة على أنهم لم يقرؤوا تاريخ الحركة الصهيونية الذي يعتبر الإرهاب أحد المكونات الرئيسية لها، وجسد قادة الصهيونية معناه في كتاباتهم وشعاراتهم وتصريحاتهم وأفعالهم، فمجدوا العنف وتفاخروا بأعمال القتل والخطف والاعتقال والإبعاد، واعتمدوا الإرهاب والقتل وسيلة لقيام الكيان “الإسرائيلي” !
ألم يسمع هؤلاء ما قاله أحد قادتهم رئيس الوزراء “الإسرائيلي” السابق مناحيم بيغن “إننا كصهاينة نقتنع بأهمية الإبادة الجسدية من أجل التخلص من أولئك الذين يريدون حياتنا صعبة”، وسار على هذا الشعار جميع قادة “إسرائيل”، وآخرهم وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير الذي كرم الجندي الصهيوني قاتل الطفل الفلسطيني صلاح محمد علي في مخيم شعفاط، و هنأ القوات الإسرائيلية التي نفذت مذبحة جنين..!!
والذين هددوا وتوعدوا بالويل والثبور وعظائم الأمور، تناسوا في لحظة من هو الفلسطيني؟ ولم يستوعبوا الدرس الفلسطيني من أن التهديدات لا توقف عطاء الجماهير، ولا تثني من عزم المضحين بأنفسهم من أجل قضيتهم، بل تعطيهم دفعات من القناعة والحماسة لتصعيد جهادهم ونضالهم وتزيدهم إصراراً وتواصلاً، ولم يروا شباب وفتيات وأطفال وشيوخ و نساء شعبنا في كل مكان وهم يوزعون الحلوى ويرقصون الدبكة الفلسطينية ابتهاجا بالعملية .
والذين اتهموا الأم الفلسطينية – وعلى رأسهم مرتزقة الإعلام العربي المتصهين وكتاب المارينز – بأنها ترسل أبناءها لمواجهة الجيش “الإسرائيلي” حتى يقتلوا وتتخلص من أعبائهم، لم يستمعوا إلى ما قالته السيدة المجاهدة العظيمة “خنساء فلسطين” أم نضال فرحات النموذج الأبرز لجهاد الأم الفلسطينية المسلمة التي ما تركت التضحية لأن تكون خيالات وشعارات، بل استطاعت أن تجعلها واقعاً يعيشه كل المراقبين لسيرة حياتها المجيدة، والتي قدمت ثلاثة من أبناءها المجاهدين في سبيل الله فداءً للوطن وللقضية، لم تجزع أم نضال فرحات عند سماعها بنبأ استشهاد أبناءها بل قالت بصوت ملؤه الثبات أنها مستعدة لتقديم كل أبنائها للمقاومة.
لا نريد التحدث هنا عن مشروعية أي عمل ثوري ضد محتل لا يزال ينتهك أبسط حقوق الإنسان أمام أنظار العالم ومنظماته الدولية، ولكن المثير للدهشة أن يعمد واضعوا حجر أساس الإرهاب في المنطقة إلى اتهام الشعب الفلسطيني به..!!
فـ”إسرائيل” هي مصدر الإرهاب وصانعته، وهي التي استخدمت منذ نشأتها وإلى الآن أسلوب التصفية الجسدية لكل ما هو فلسطيني أينما وجد وسيلة للقضاء على الشعب الفلسطيني .
لقد نظر البطل خيري علقم حوله فلم يجد سوى أمة عربية لم تعد تصلح إلا للاستجداء الدولي .!
وإن هذه الأمه قد قاتلت طويلاً حتى تنتصر في معركة التحول إلى سلاحف مهذبة لا ترغب حتى في اللحاق بالكلام الذى تقوله .!
لقد خيروها.. فاختارت الكلام العربي، وبقي لـ”إسرائيل” الدم العربي .!
وأن هذه الأمة تتخبط بسياسات مرعبة أدخلت في عقولنا بان السياسة هي الاختيار بين السيء والأسوأ، وادخلت مبررات للتخلي عن واجباتها القومية والوطنية متكئين على مقولة تصف السياسة بفن الممكن .!
لقد رفعت الأمة شعار “انا استنكر اذن انا موجود ” !
ورفع العدو شعار “انا اقتل اذن انا موجود ” .!
لهذا كان الفشل والاخفاق هو البند السري في حروب العرب وسلامهم .!
وترتب على ذلك أن أصبح أمن “اسرائيل” مسؤولية عربية تحت شعار الواقعية التى تعمقت وتعممت بشكل يثير اليقين بان أمن “اسرائيل” هو فعلا مسؤولية عربية .!
أكثر من خمسة و سبعين عامـًا ودولة القتلة تسفك في الدم الفلسطيني الذي أصبح أنهاراً..!!
والنظام الدولي الجديد يصر إصراراً عجيبـًا على وصف مجرمي الحرب “الإسرائيليين” بأنهم أطفال يضحون من أجل السلام ..!!
خيري علقم :
لقد عرفت مبكراً أن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة واحدة وهي لغة الرصاص فخاطبته باللغة التي يفهمها، وبالأسلوب نفسه الذي ابتدعه وأدخله إلى المنطقة، وأثبت للعدو أن هذا الأسلوب ليس حكرا عليه فقط .!
خيري علقم
يا عريس فلسطين
ماذا نقدم إليك في يوم عرسك
الكبير غير كلمات محمود درويش :
هذا هو العُـرس الذي لا ينتهي
في ساحة لا تـنتهي
في ليلة لا تـنتهي
هذا هو العرس الفلسطينـّيٌ
لا يصل الحبيبٌ إلى الحبيب
إلا شهيدًا أو شريدًا ..!!