عبدالعزيز عاشور يكتب صديقك من صدقك

profile
  • clock 13 أبريل 2021, 12:04:32 ص
  • eye 820
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

صديقك من صدقك لا من صدقك ..

بفتح الدال فى الاولى وتشديدها فى الاخيرة ..

هكذا قالوا لنا قديما ..


وقالوا ايضا :

يا بخت من بكانى وبكى عليا 

ولا ضحكنى وضحك الناس عليا ..


ايه مناسبة الكلام ده ؟

خصوصا ونحن على أعتاب الشهر الكريم ؟


عشت عمرا طويلا أشارك فى الدعاء على كل من خالفنا من كل الملل والنحل ..

وشاركت فى الدعاء مئات المرات وأكثر فى الأماكن المستحبة للدعاء وفى الأوقات المستحبة للدعاء ..

فى الحرم المكى ..

وفى العشر الأواخر من رمضان ..

وفى الثلث الأخير من الليل ..

ولم نترك دعاء ساحقا ماحقا مزلزلا الا وجأرت به أصواتنا وشاركتها دموعنا فى طلب الإجابة ..


ويوما بعد يوم نرى رب العالمين سبحانه الذى هو رب العالمين ( وليس رب المسلمين او المؤمنين وحدهم ) ليس فقط لا يستجيب لدعائنا وهو سبحانه من قال : 

                                        ادعونى أستجب لكم .. 

بل إنه سبحانه يجيبنا بعكس دعائنا ..

فيفعل بنا الأفاعيل وينعم على من ندعو عليهم بكل النعم التى يحرمنا منها ..

وتصبح غاية المنى لكل منا أن ينعم بالعيش بينهم وفى ظل قواعدهم فى الأمن والعدالة والمساوة ومنع المظالم ..

فهل يظلمنا ربنا ؟

هل يحابى ربنا بعض خلقه أكثر من بعضهم الآخر وهو الذى قال : 

وما ربك بظلام للعبيد 

ولا يظلم ربك أحدا ..؟


أما آن لنا أن نتوقف برهة وننظر الى مواقع أقدامنا لندرك موقفنا من رب العالمين الذى ندعوه ؟


أما آن لنا أن نراجع أنفسنا وموقفنا من دين الله ورسالته وأوامره وسننه التى أمرنا أن نسلكها ؟


أما آن لنا أن ندرك أننا تخلينا عن الدور الذى أناطه الله بخلقه فى إعمار الكون واكتفينا ان نكون عالة على بعض خلقه ونحن من يقرأ قوله تعال : 

( هو الذى أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ) 

فنرى كل الخلق يعمرون أراضيهم ونحن نخرب ديارنا بأيادينا وأيادى غيرنا ..


هل نغتنم فرصة الصيام وشهر الصيام للتفكر وإعادة النظر فى أحوالنا وسلوكنا ومن قبلها أفكارنا ورؤانا أم نظل على ما نحن فيه وعليه وكأننا رضينا بالدرك الأسفل فى الدنيا تحت أقدام العباد الذين نكتفى بصب اللعنات عليهم ؟

#ولعلهم_يتفكرون

...

التعليقات (0)