- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
على محمد علي يكتب :التلقيح ام اللقاح
على محمد علي يكتب :التلقيح ام اللقاح
- 13 أبريل 2021, 1:00:26 ص
- 873
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كوفيد - ١٩ ( Coronavirus disease 2019 ) تم إكتشافه لأول مرة في ٣١ ديسمبر ٢٠١٩ في مدينة " ووهان" الصينية في سوق كبير للطعام البحري والحيواني وهو فيروس ذو حمض نووي ريبوزي مفرد الخيط ( RNA) إيجابي الإتجاه ، لكن العلماء يعرفون هذا الفيروس منذ ١٩٦٠ ولكن بنسخ مختلفة مثل 229E و OC34 و NL63 و HKU1 , و يسبب مرض تنفسي إنتاني حيواني ومرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة ( سارس) وبمقارنة التسلسل الجيني وجد تشابه بنسبة (٧٩.٥℅) مع فيروس سارس ، ونسبة ( ٩٦℅) مع فيروس الخفافيش التاجي ، مما أرجع أصله إلى الخفافيش .
ويتكون Covid19 من حبل RNA محاط بغلاف على الغلاف من الخارج بروتينات شوكية ، وتعتمد طريقة مهاجمتة للخلية على خدعة يقوم بها البروتين الشوكي الخارجي للفيروس حيث تلتحم بمستقبلات الخلية والتي تشبهها إلى حد ما فتقوم الخلية بشفط الفيروس داخلها معتقدة أنه غذاء وبمجرد دخول الفيروس للخلية يقوم بالتخلص من البروتين الشوكي و يختلط RNA الخاص بالفيروس بالسيتوبلازم الخاص بالخلية ويبدأ بروتين يسمى " بوليميراز " بنسخ الجينوم الفيروسي مما يؤدي في النهاية لتدمير الخلية .
فكرة عمل اللقاحات :
تتمحور ببساطة فكرة عمل جميع اللقاحات في منع دخول الفيروس للخلية فلو أننا إستطعنا بخدعة ما منع دخول الفيروس الحقيقي للخلية فقد نجحنا ، وأعطينا فرصة كافية للجهاز المناعي حتى يكون دفاعاته .
ولعل أول فكرة تقوم على تصنيع الحمض النووي ( المرسال ) ( MRNA ) والذي يحتوي على شيفرة البروتين الشوكي بعد ذلك يغلف بغطاء شحمي ( دهون ) لحفظه وتسهيل دخوله الخلايا بعد ذلك يحقن الشخص بهذا الحمض النووي ليدخل داخل الخلايا ليتم قراءة الشيفرة من قبل الريبوزومات داخل الخلايا ثم يقوم السيتوبلازم بتصنيع ملايين النسخ من البروتين الشوكي ثم يتم عرضه على سطح الخلايا لتتعرف عليه خلايا الجهاز المناعي ومن ثم تصنيع الأضاد اللازمة لمقاومته وهذا الأضاد تكون جاهزة لمحاربة الفيروس الحقيقي عندما يهاجم الخلايا ، بعد ذلك يتم تقويد وتخريب الحمض النووي ( المرسال) داخل الخلايا بأجهزتها الخاص جدير بالذكر أن هذا الحمض النووي لا يدخل إلى نواة الخلايا ولا يؤثر على DNA أو الجينات الخاصة بالخلايا ، وبالتالي لايؤثر على أي خصائص وراثية للخلايا . وقد إعتمدت شركة Pfizer الأمريكية وشركة Biontech الألمانية إستخدما تلك التقنية وقد أظهر اللقاح كفاءة ٩٠ ℅ حتى الآن ، ويخزن عند درجة ٧٥ درجة تحت الصفر للمحافظة على إستقراره .
وهناك لقاح آخر يعتمد على نفس الفكرة السابقة لكنه مستقرًا عند درجة ٢٠ درجة تحت الصفر وهو خاص بشركة Moderna الأمريكية .
لقاح جامعة Oxford و يسمى AstraZeneca وهو مستخلص من نسخة ضعيفة من إحدى فيروسات البرد الشائعة لدى الشمبانزي وتم تعديل هذا الفيروس بحيث لا ينمو لدى البشر ويحفظ في درجة حرارة من ٤ إلى ٨ درجات ، جدير بالذكر أن هذا الفيروس معدل وراثيًا بحيث لا يتكاثر داخل الخلايا ويعطي تعليمات للخلية بحيث تنتج البروتين الشوكي الذي تحدثنا عنه ثم يقوم هذا البروتين بالإلتصاق على جدران الخلايا وهذا كاف لإستفزاز الجهاز المناعي لصناعة الأضاد .
وهناك نوع آخر يعتمد على تقنية الفيروس المعطل حيث يحتوي اللقاح على فيروس كورونا ضعيف غير قادر على إصابتك بالمرض لكنها كافية لتكوين مناعة وطبعًا تشعر وكأننا نلعب" لعبة قمار " ودي بتعتمد عليها لقاحات الصين Sinovac و Sinofarm و قد أثبتت النتائج الأولية أنه آمن .
وهناك تقنية أخرى تعتمد على الحقن بالبروتين الشوكي فقط تلك كانت فكرة اللقاح الكندي PTX .
وهكذا فإن إنتظرنا اللقاح العربي ... فسوف نصاب جميعًا بنسخ أكثر تحورًا فيما يعرف ب فيما بعد كورونا ... أوليست دولنا دول ؟ أولسنا بشر مثل باقي البشر ؟ أوليس لدينا حكومات ومؤسسات ؟
نعم لدينا كل ذلك لكنهم في بلادي قدموا الظلم والبطش على العلم ، قدموا الإستبداد على العدل والحرية ، قدموا التلقيح على اللقاح .