- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
عبدلي محند أمقران يكتب: من أجل ميثاق وطني للتطوع (3) .. ما العمل؟
عبدلي محند أمقران يكتب: من أجل ميثاق وطني للتطوع (3) .. ما العمل؟
- 14 أبريل 2023, 4:42:08 م
- 483
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عزيزي القاريء، لقد حاولت إماطة اللثام على وضعية الظاهرة التطوعية بالجزائر و ما آلت إليه من تراكمية للممارسات السلبية التي أثرت على مجتمع المتطوعين و على الأداء المجتمعي الذي لم يرقى بعد لمستوى التجاوب مع الطلب الإجتماعي، و المساهمة في تحقيق التناغم و الانسجام الإجتماعي المنشود
كما قلت آنفا ،ورغم البرودة التي أحيطت بالحادثة المأساوية من طرف الأعلام و بنيات المجتمع المدني الجزائري بفعل ظاهرة الإستحمار الوطني المتفاقمة و التوجه إلى الاهتمام بالتفاهم على حساب ماتبقى من قيم و من روابط إجتماعية تكاد تندثر.
إن وفاة متطوع شاب على حافة الطريق السيار بتلك الطريقة المأساوية يطرح تساؤلا جوهريا مشروعا حول حجم العطب و حالة اللامسؤولية و الميوعة و قلة الإهتمام بالمتطوع داخل منظمات المجتمع المدني الجزائرية، و هنا أود أن أنبه القاريء إلى أن الغالبية من هؤلاء المتطوعين شباب يعاني من البطالة ،الفاقة و العوز و ضيق الأفق رغم هذه الحالة المزرعة فهو يقبل على الأعمال التطوعية و ممارسة فعل المواطنة الذكية
إن وضعية المتطوع،التكوين الذي يتلقاه،تأمين و حماية المتطوعين
هي من بين المسؤوليات التي يجب أن يضطلع بها المجتمع المدني بالشراكة مع الهيئات الرسمية وفق المعطيات الإجتماعية و التنظيمية التي تؤطر عمل المتطوع.
لرأب الصدع،وجب التوجه فورا و عاجلا نحو ميثاق وطني للتطوع،يراعي قيمة التطوع و تأثيراتها على المجتمع و على مستويات التضامن المختلفة و هذا الميثاق يكون لمحاربة أرضية وطنية ذات إجماع مستدام يأخذ بعين الإعتبار النقاط الأساسية التالية
أولا: التكوين و الاعداد و التأطير الجيد للمتطوعين أفرادا أ و فرقا وفق مقاربة عقلانية و تفاعلية
ثانيا: التشاور المستدام و المرافقة الدائمة للمتطوعين على مستوى المنظمات التي ينتمون إليها
ثالثا: التثمين الفعال لساعات التطوع و التفكير في معادلتها كتجربة مهنية و خبرة ميدانية
رابعا: توثيق و تثمين التجارب التطوعية عن طريق الشهادات و بطاقة المتطوع او جواز المتطوع
خامسا: التأسيس ليوم وطني للتطوع و المتطوع كعرفان لدور المتطوع في المجتمع و في التنمية الإجتماعية
سادسا: إلزام كل الأطراف االمتدخلة في الشأن الإجتماعي من وكالات رسمية،جماعات محلية، منظمات المجتمع المدني بحماية و تأمين المتطوعين و تكريمهم على غرار تجارب معروفة في دول الأتحاد الأوربي مثلا.
سابعا :العمل في إطار شبكي على المستوى المحلي و الوطني لتعزيز القدرات تحسين الأداء
ثامنا: العمل على تأسيس هيئة وطنية للتطوع،تكون على شاكلة مركز خبرات و رصد و موارد للمتطوع
هذه بعض ركائز الميثاق الذي يعتبر محصلة لتجربة وطنية في التطوع و المهم هو التوجه الحقيقي و الفعال نحو هذه المرجعية بطريقة تثمن المتطوع و تجنبنا نحن معشر المناضلين الإجتماعيين مآسي أخرى كمأساة المتطوع الشاب مرواني عبد المجيد رحمه الله و ألهم ذويه الصبر و السلوان في هذا الشهر الفضيل.