- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
عبد اللطيف المناوي يكتب: العودة السورية المشروطة!
عبد اللطيف المناوي يكتب: العودة السورية المشروطة!
- 4 مايو 2023, 3:25:42 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كان ملف العلاقات مع سوريا وإعادتها إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها، فى نوفمبر 2012، هو الموضوع الأساسى الذى ناقشه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى ومصر والعراق والأردن، فى اجتماعهم بالسعودية منذ نحو 20 يومًا، ثم تبعته زيارة وزير الخارجية السعودى، الأمير فيصل بن فرحان، يوم 18 إبريل إلى دمشق، لتصبح العودة السورية إلى الجامعة العربية أقرب من أى وقت مضى، إلى حد التكهن بشغل مقعدها الخالى بالقمة العربية التى تستضيفها الرياض فى 19 مايو الجارى.
لكن ما أكدت عليه صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية، منذ يومين، من أن الرئيس السورى بشار الأسد استقبل تلك التحركات بـ«عدم اهتمام» قد يعوق العودة، والحقيقة أن تقرير الصحيفة أشار إلى ما هو أدق من «عدم الاهتمام»، وهى مسألة تقديم تنازلات من الجانب السورى حتى تكون العودة إلى الحضن العربى مقبولة من الجميع.
تلك التنازلات ترجمها وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم التشاورى إلى مطالب، وتمثلت فى مطالبة الحكومة السورية بالإفراج عن المحبوسين، وبدء حوار سياسى جاد، إضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وتسهيل بيئة ملائمة لعودة اللاجئين والنازحين.
مَن يقرأ بين سطور ما كتبته الفايننشيال تايمز يخشى تكرار سيناريو نوفمبر 2022، خصوصًا الحراك الذى سبق عقد القمة العربية الحادية والثلاثين فى الجزائر، والذى كان هو الآخر جادًّا، إلا أنه أفضى إلى إبقاء الوضع كما هو عليه!.
قد تكون الصحيفة مخطئة فى معلوماتها، وقد يستمر الحراك المتعدد الأخير، والذى تنامى خلال الفترة الأخيرة، خصوصًا مع كارثة الزلزال الذى ضرب سوريا وتركيا، مدفوعًا بدوافع إنسانية فى المقام الأول، ثم ما لبثت أن ظهرت ملامحه بصورة أعمق مع زيارة الرئيس السورى بشار الأسد إلى سلطنة عُمان فى فبراير 2023، ثم زيارته إلى الإمارات فى مارس من نفس السنة، علاوة على زيارات عدد من المسؤولين العرب إلى سوريا.
ومنها زيارة وزير الخارجية الأردنى، أيمن الصفدى، ووفد البرلمان العربى، ووزير الخارجية المصرى سامح شكرى، كذلك الزيارات المكوكية التى قام بها وزير الخارجية السورى، فيصل المقداد، خلال إبريل المنقضى إلى عدد من العواصم العربية، منها القاهرة والرياض والجزائر وتونس.
ورغم كل هذا، فإن هناك معوقات لا تخص الجانب السورى ولا الجبهة التى تقود الحراك نحو إنهاء العزلة. وتتمثل تلك المعوقات فى عدم وجود إجماع عربى على تلك الخطوة، إضافة إلى الرفض الغربى، حيث لا تزال واشنطن مثلًا رافضة لأى محاولات عربية للانفتاح على سوريا بدعوى انتهاكات حقوق الإنسان وعدم التقدم فى العملية السياسية.
الأيام القليلة المقبلة قد تشهد حدثًا استثنائيًّا بإنهاء عزلة سوريا العربية، وقد تكون العودة مشروطة بتحقيق بعض المطالب المقبولة، فهل تستجيب دمشق؟.