- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: اعلام ورايات
عماد عفانة يكتب: اعلام ورايات
- 23 أبريل 2022, 11:50:20 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قناعاتي الشخصية في هذا الموضوع أن الأعلام والرايات انما اتخذتها الدول والأحزاب والطوائف والجماعات لتتميز عن غيرها، فلا قداسة لعلم أو لراية.
نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم اتخذ عدة رايات وبألوان مختلفة، فاتخذ الراية الخضراء والبيضاء والسوداء، كما أن دول الخلافة المتعددة من بعده، اتخذت رايات واعلام اختلفت وتعددت الوانها.
فالرايات والوانها وما تحمل من رموز قد تنسب إلى تاريخهم أو ثقافاتهم ومعتقداتهم، لكنها لا تحمل أي نوع من القداسة او المحرم، لا على الصعيد الشرعي أو القومي ولا على الصعيد الوطني او الطائفي.
وكم من دول وأحزاب وجماعات غيرت اعلامها وراياتها، فلم تنهار ولم تندثر، تتغير الاعلام والرايات وتبقى الأوطان، كما تبقى القيم والمبادئ.
فقد غيرت خلال السنوات العشرين الماضية دول مثل ميانمار وجنوب افريقيا وملاوي والعراق وكندا وليبيا والجبل الأسود وفنزويلا وليسوتو وجورجيا راياتها، لأسباب مختلفة، قد تكون تعبيرا عن التغيير في القيادة، أو التغيير في الأيديولوجية، أو تماشيا مع تطور واقع الدولة ومستقبلها.
فالأعلام والرايات ليست دين يحظر تغييره او المساس به او الاقتراب منه، وان مات تحت ظلها جيوش، فالنضال والقتال من اجل ان يبقى العلم او الراية مرفوعا خفاقا، ليس لما تحمل من ألوان او رموز، بل لما تعبر عنه من قيم ومبادئ، فلا تعصب لراية او للون، سوى لون الدم المسفوح في ميادين النضال.
قد تسقط راية لكن لا يسقط الوطن.
القداسة للقيم والمبادئ، القداسة للمثل والثوابت، لا لخرقة رسمتها لنا بريطانيا التي صنعت لعدونا دولة على أرض الوطن.
قد يوظف السياسيون الجبناء اعلام بلادهم للتنازل عن أكثر من 78% من الوطن، ثم تراهم يتغنون به في مقالاتهم وعبر مواقعهم المأجورة، للتغطية على خياناتهم وتخاذلهم.
دماء الشهداء الأبطال الميامين في ميادين النضال، هي من ترسم أبهى راية تعبر عن قيم التضحية والفداء في سبيل الله الوطن.