- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: المقاومة الشاملة ... خارطة طريق
عماد عفانة يكتب: المقاومة الشاملة ... خارطة طريق
- 1 يونيو 2022, 10:42:16 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كي لا تتكرر خيبة الأمل التي رافقت مسيرة الأعلام في المدينة المقدسة الأحد الماضي.
وكي لا يقتصر مفهوم المقاومة على الفعل العسكرية المسلح ذات الأثمان الباهظة.
وكي لا تستمر حالة التواكل التي باتت تعتري مختلف القوى والجماهير، اتكالا على المقاومة المسلحة، في التصدي لجرائم العدو ضد البشر والشجر والحجر والمقدسات في فلسطين، واعفاء أنفسهم من الانخراط في المقاومة بالشكل الذي نستطيعه أفراداً وجماعات.
وكي لا تطيش سهام آمالنا على وقع الخطابات النارية غير محسوبة العواقب، وإطلاق وعود لا يمكن تطبيقها، فتشكل هزيمة نفسية لشعبنا، أشد وأعتى من وقع بنادق الاحتلال.
وكي تبقى المقاومة الشاملة التي أطلقها شعبنا في الضفة والقدس تصديا لمسيرة الاعلام ولتغول الاحتلال، نبراسا، وكي تتمدد وتتوسع المقاومة الشاملة لتشمل مختلف الساحات، كي تتحول كل الأرض الفلسطينية إلى ساحة مواجهة ونضال شعبي مستمر.
فكل التحية لأهلنا في الضفة والقدس المحتلة، الذين لم ينتظروا الصواريخ من غزة، وقاوموا الاحتلال بمسيرات أعلام فلسطين، وبالاعتكاف في المسجد الأقصى رغم كل الحواجز، ورغم تحويل القدس والمسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية، قاوموا العدو بالتكبيرات وبالاعتصام الصعب في ساحات الأقصى، قاوموا الاحتلال بالنساء بالأطفال بالشيوخ، قاوموا الاحتلال بأحذيتهم التي رفعوها في وجوه الغزاة والتي وثقتها الكاميرات، قاوموا العدو بتحويل حواجزه في الضفة إلى نقاط اشتباك ومواجهة واستنزاف على مدار الساعة.
عدو مدجج بأعتى ترسانة عسكرية في الشرق الأوسط.
عدو مسنود بمنظومة دولية امبريالية، تستخدم الدول العربية في حصارنا وافقارنا والضغط علينا.
عدو بهذه المواصفات لا يمكن مواجهته بالمقاومة العسكرية المسلحة مهما بلغت قوتها، فانها لن توازي واحد على مليار من قوة ترسانة الاحتلال النووية.
لكن هذا العدو يمكن مواجهته بقوة الشعب المنتشر في مختلف الساحات، ويمكن مواجهته بقوة الديموغرافيا والجغرافيا التي تقاتل إلى جانبنا.
هذا العدو يمكن مواجهته فقط بالمقاومة الشعبية الشاملة، مما يحرم العدو من الاستفراد بأي شكل من أشكالها، أو بأي ساحة من ساحاتها، ما يمنحنا القدرة على تحديد مواعيد وقواعد الاشتباك فضلا عن التحكم بمستواها، وموقع ودرجة التصعيد بما يخدم مصالح شعبنا.
- لذلك على ذوي الحناجر الثورية، وأصحاب الصوت الجهوري، وعلى عشاق إطلاق التهديدات والوعود، توظيف أصواتهم وحناجرهم، وافراغ شغفهم بالتهديد والوعيد، في التثوير والتحشيد والتسويق لاستراتيجية المقاومة الشاملة، بكاف أبعادها ومستوياتها، لناحية العمل على:
- تشكيل غرف قيادة وطنية على غرار غرفة العمليات المشتركة، لتشمل الكل الوطني بلا استثناء، ولتشمل كل الساحات بلا استثناء، غزة، ضفة، القدس، الداخل المحتل، الخارج بمختلف ساحاته ومخيماته.
غرف قيادة وطنية قادرة على إعادة انخراط ملايين اللاجئين في المخيمات والشتات في مسيرة المقاومة بكافة أشكالها، واسناد حقيقي لمقاومة شعبنا في فلسطين المحتلة.
غرف قيادة وطنية قادرة على جر حركة فتح ذات الإرث الثوري إلى ميدانها، في تجاوز عملي لتبعات الانقسام البغيض، وعزل السلطة مالم تأخذ قرارها بتغيير وظيفتها، وتعود للاصطفاف إلى جانب شعبها، وتوقف عار التنسيق الأمني والاتفاقات التي طحنتها عجلات دبابات شارون وهو يحاصر أبو عمار في المقاطعة.
- غرف قيادة تطلق مقاومة شاملة تأخذ بعين الاعتبار المصالح الاقتصادية للشعب، وتعمل على تجنيد مختلف الموارد المالية والاقتصادية لإسناد صموده، بما يكفل استمرارها حتى زوال الاحتلال.
- غرف قيادة تخرج على الشعب بخارطة طريق، تخاطب الشعب في مختلف أماكن تواجده بروح الوطن، مستندة إلى إرث طويل من المقاومة والتضحيات، لتوقظ فيهم حس الانتماء، والشغف للحرية والتحرر، خطاب يحدد لكل ساحة مهماتها بخطوط عريضة، تاركة لها حرية التنفيذ بما يتناسب وطبيعة وظروف كل ساحة.
غرف قيادة وطنية تضع خارطة طريق إعلامية لتجنيد التأييد العالمي بشكل موسع للمقاومة الشعبية، يتحول فيها كل فلسطيني وعربي ومسلم وحر على مواقع التواصل إلى جندي في صفوفها.
إن علامات المؤامرة الكبرى على تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، وبوادر تطبيق مخطط الاستفراد بالمقاومة في غزة التي باتت تشكل شوكة في حلق الاحتلال، وعامل تعرية واحراج لأعراب التطبيع والتعاون الاقتصادي والأمني مع العدو.
يفرض علينا كأصحاب قضية عادلة وبشكل عاجل تفعيل البدائل الإبداعية التي توظف قدرات شعبنا الكبيرة، بما يفشل مخططات الاحتلال والمتآمرين معه.