- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: هنية رسائل من رعب محملة على أكتاف الحماس والشغف
عماد عفانة يكتب: هنية رسائل من رعب محملة على أكتاف الحماس والشغف
- 2 ديسمبر 2021, 3:58:18 م
- 502
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
شعرت بسعادة غامرة بعد الاستماع الى تصريح رئيس حركة حماس إسماعيل هنية خلال حفل افتتاح مؤتمر رواد بيت المقدس الثاني عشر المقام في إسطنبول، والتي طالب فيه بحسم الصراع مع العدو الصهيوني.
إن مطالبة هنية الواضحة والصريحة ومن قلب عاصمة الخلافة العثمانية بكل ما تحمله من دلالات ضاربة في عمق الوعي الديني والبعد السياسي، وخلال مؤتمر لدعم بيت المقدس بكل دلالاته العملية، إلى حسم الصراع التاريخي مع العدو الصهيوني، انطلاقا من كون القدس اليوم في خطر حقيقي، بحيث لم تعد تجدي فعاليات التصدي لمخططات الاحتلال في القدس، دون وضع الرؤية والخطة المتكاملة من أجل تحرير القدس والأقصى.
تصريح هنية اللافت اليوم ليس مجرد كلمات عابرة تخرج من اللسان، بل قنابل يمتد فتيل تفجيرها من القدس الى إسطنبول.
يمكن قراءة مطالبة هنية بحسم الصراع التاريخي مع العدو الصهيوني، بأنه تدشين لمرحلة جديدة في مشروع التحرير، الذي يتزامن مع احتفال حماس بذكرى انطلاقتها الـ 34، وكأنه يقول أن حماس ستحتفل بذكرى انطلاقتها هذا العام بإعادة القدس بقوة كمحور للصراع وكمفجرة الثورات والانتفاضات على مدار 100 عام منذ ثورة البراق وحتى الشهيد فادي أبو شخيدم، الذي يجزم العدو أن عمليته البطولية في القدس قبل أيام قليلة لم تكن مجرد عملية فردية، وإنما تأتي في اطار استراتيجية حماس التي تعتبر المقاومة خيارها الاستراتيجي.
إنّ رسالة الطمأنة التي أرسلها هنية للأمة وامتداداتها المناصرة لفلسطين ولحق المقاومة الفلسطينية في تحريرها، بأن المقاومة بخير وأنها مستمرة بدعمكم المادي والسياسي والمعنوي في تراكم القوة وبناء الصرح وامتلاك الوسائل والقدرات، هي في ذات الوقت رسالة من رعب يرسلها هنية الى العدو الصهيوني المتربص بالقدس وأهلها الذي يتوعدهم بهدم 100 منزل في أحياء القدس خلال الأيام القادمة، رسالة تقول له إن المقاومة لكم بالمرصاد، وأنها لن تترك أهلنا المرابطين في المدينة المقدسة نهبا لبنادقكم الغاشمة، ولجرافاتكم الصماء.
ان استراتيجية تشابك وترابط الجبهات في مواجهة الاحتلال التي طالب بها هنية اليوم، من أجل تحرير القدس والاقصى، تضع جميع المؤيدين والقوى المتحالفة والمناصرة لحماس في مختلف الساحات، أمام اختبار اثبات مصداقية هذه المواقف وهذه التحالفات.
إن الاستجابة لهذه الدعوة والتي تتطلب من دوائر حماس الخارجية ودوائر علاقاتها الوطنية والعربية والإسلامية جهودا خارقة، وخطط متقدمة، وتكتيكات ابداعية، سيثبت بما لا يدع مجال للشك أنّ الأمة العربية والإسلامية لم تتخلى عن فلسطين والقدس، وأنها اليوم بحاجه ماسة الى من يقود حشودها وقواها المبعثرة نحو بناء جبهة موحدة لكي نضرب الاحتلال كيد واحدة.
فضلا عن أن الاستجابة لدعوة هنية سيخرج قطار التطبيع عن سكته، وستقلب دفة التحالفات العسكرية والأمنية التي عقدها العدو مع بعض الحكومة العربية.
ما سبق ليست مجرد أحلام أو تمنيات في الهواء، وليست ثامن المستحيلات السبعة، إذا أتبعنا هذه الدعوة المليئة بالحماس والشغف، بخطة شاملة، وبجهد لا يتوقف، وبعمل لا يعرف لليأس طريقا.