تكبير الخط تصغير الخط

لدي انطباع أن الخنافة المعتادة حول هزيمة 5 يونيو تراجعت حدتها منذ عدة أعوام، وقد يكون ذلك بسبب تركيز كثيرين على مشاكل الحاضر أو الحرص على امتلاك نظرة للمستقبل، ومع ذلك ستبقي هزيمة 5 يونيو مؤلمة يتحمل مسئوليتها كل قادة تلك الفترة عسكريين ومدنيين وعلى رأسهم جمال عبد الناصر.

من حق كل مواطن مصري أن يجتهد في معرفة  أسباب الهزيمة ويعمل على تجاوزها، ومهم عدم إنكار مسئولية النظام عنها حتى لو كانت مؤامرات الخارج حاضرة، ولا قيد على النقد والمراجعة بعيدا عن الأهواء في تحميل طرف وتبرئه آخر من مسئولية هذه الهزيمة.

طبعا هناك من يرفض كل سياسات عبد الناصر أو بعضها، وهناك من يؤيد كل سياساته أو معظمها ولكننا لن نصل إلي حكم منصف وموضوعي إلا إذا اخرجنا مشاعر الكراهية المطلقة أو التقديس المطلق لتجربة الرجل. 

نعم هو مسئول مسئولية أساسية عن الهزيمة ولكنه الزعيم الوحيد في تاريخنا المعاصر الذي اعترف بمسئوليته وتنحي عن السلطة وأعادته الجماهير من المحيط إلي الخليج مرة أخري ثقة في إنه قادر على تجاوز الهزيمة والعبور بالبلاد نحو المستقبل.   

قراءة الماضي من أجل المستقبل أفضل ألف مرة من البقاء أسري خناقة ماضي لن يعود.