- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
حسن مدبولي يكتب : الشهيد الحاج مصطفى البشتيلى
حسن مدبولي يكتب : الشهيد الحاج مصطفى البشتيلى
- 10 يونيو 2021, 1:55:19 ص
- 980
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فى الوقت الذى كان فيه الخونة يستقبلون ويتذللون للمحتل الفرنسى ، كان هناك أبطال عظام قدموا حياتهم رخيصة رفضا للذل والإستعباد ، وكان على رأس هؤلاء المخلصين الشهيد مصطفى البشتيلى قائد ثورة القاهرة الثانية (21 إبريل 1800)ضد المحتل الغاصب ، والذى شارك معه فى هذه الثورة كل من السيد عمر مكرم نقيب الأشراف ، والسيد أحمد المحروقي كبير التجار، والشيخ الجوهري من الأزهر الشريف وغيرهم من الشرفاء ، لكن الحاج مصطفى البشتيلى كان أبرز القادة الميدانيين لهذه الثورة المصرية العظيمة، لإنه كان يمتلك خلفية ثورية حيث سبق اعتقاله في أغسطس سنة 1799 واستمر حبيسًا لعدة أشهر بسبب وشاية من الخونة عملاء الفرنسيين بأن الرجل رافض لوجودهم ويجهز البارود للمقاومة ، وقد بدأت ثورة القاهرة الثانية فى مدينة بولاق أبو العلا عندما تحزم وتحمس الحاج مصطفى البشتيلي ورفاقه وهيجوا العامة، وهيئوا عصيهم وأسلحتهم ،إحتجاجا على مجازر الفرنسيين ضد أهل القاهرة، وضد علماء الأزهر الشريف
و كذلك كرد فعل شعبى لعملية تدنيس الأزهر الشريف من عصابات الأنجاس الفرنسيين والموالين لهم ، وإستجابت له غالبية الاهالى فى بولاق وقاموا جميعا بمطاردة الفرنسيين ولاحقوهم وقتلوا من قتلوا منهم ، ثم هاجموا معسكر الفرنسيين بساحل البحر( روض الفرج) وكان هناك بعض الحرس الفرنسيين فانقض عليهم البشتيلى ورفاقه ومن معهم، فقتلوا من أدركوه من هؤلاء الحراس، وغنموا جميع ما بالمعسكر من خيام ومتاع وغيره، ثم عادوا إلى بولاق مرة أخرى ،وفتحوا مخازن الغلال والودائع التي للفرنساوية ومنحوها لأهل البلاد ، فكان رد فعل الفرنسيين إجراميا بالطبع،حيث جمعوا معظم قواتهم وهاجموا مدينة بولاق بكل ما يملكون من عتاد وأسلحة حديثة ومنها المدفعية الثقيلة لمدة تجاوزت الأسبوع ،
إرتكب خلالها الفرنسيون فظائع رهيبة كان من بينها دك المدينة بالمدفعية وإحراقها بأكملها على من فيها من المدنيين، وذبح الآلاف من الثوار، وإعدام المئات بعد أسرهم، وهتك أعراض النساء من الباقيات على قيد الحياة ، وبعد إحراق المدينة و إنحسار الثورة، سمح الفرنسيون برحيل السيد عمر مكرم،وكذلك كبير التجار السيد أحمد المحروقي والشيخ الجوهرى، أما الحاج مصطفى البشتيلي قائد الثورة، فقد ألقى القبض عليه، و تم إرغام بعض اتباعه من الأهالى بأن يقتلوه ضربا بالعصي حتى الموت ،وعندما رفض بعض أتباعه تنفيذ ذلك الأمر الإجرامى، قام الفرنسيون بقتلهم على الفور، مما أدى الى إلحاح السيد مصطفى البشتيلى على البقية الباقية من الأتباع بأن ينفذوا الحكم ،حفاظا على حياتهم ، ويقال أن الفرنسيين قد أعدموهم أيضا بعد ان قتلوا الرجل بتلك الطريقة الدنيئة ،
رحم الله الشهيد مصطفى البشتيلى،،
هامش :
النهاية المنشورة والشائعة عن مشاركة المصريين فى (تجريس) الشهيد مصطفى البشتيلى، هى نهاية استعمارية مزيفة مقصودة ، حيث أن من رددها وكتبها هم الخونة و انصار الفرنسيين وبالطبع المصادر الفرنسية نفسها ، وذلك بهدف تصدير اليأس الى نفوس العامة والوطنيين والثوار ، ونفس الكلام رددوه عن الشهيد محمد كريم أيضا ، حيث أشاعوا انه استجدى تجار الاسكندرية لجمع الفدية المطلوبة للافراج عنه فلم يفلح ، فقام الحاكم العسكرى الفرنسى بتأنيبه وتوبيخه لانه سيعدم بسبب اناس لا يستحقون ، والهدف واضح طبعا فى الحالتين ، تصدير فكرة إن الناس أنذال ولا تستحق ، وتنفير اى وطنى مصرى مخلص من التضحية والتصدى لأى عدو أو فاسد ، فمقولة أن البشتيلى ركب حمار بالمقلوب وتم تجريسه هى محض إفتراء وتزوير ؟ فالثابت أن بولاق كلها كانت مدمرة واهلها مقتولين او اسرى! فكيف انقلب الناس وفرحوا وهللوا وقاموا بعملية التجريس المشينة ضد من كانوا يعتبرونه بطلا ؟ كما أنهم كانوا بالأساس إما قتلى أو أسرى أو مغتصبون بواسطة جنود الاحتلال فكيف سيحتفلون ويهيصون ؟
هذا امر تخريفى غير عقلانى ويشبه الصورة المزيفة لترحيب العراقيين بالغزو الأميركى لبلادهم ،،
لكن الثابت تاريخيا ان هناك خونة من بعض المتطرفين الطائفيين من الذين قد باعوا بلادهم للعدو، وتم تجنيدهم للقتال فى صفوفه، وفى الغالب - ان كانت عقوبة التجريس قد تمت - فانها ستكون بيد بعض هؤلاء الخونة المرتدين وطنيا ، لكن لا رواية استشهاد محمد كريم ولا رواية استشهاد مصطفى البشتيلى يقبلها اى عقل ، ولا هى من سمات المصريين ، بل هى محاولات لتسفيه وتتفيه الابطال ومن ساندوهم والتنفير من البطولات نفسها ،، وبالتالى فأنا اوردت النهاية المنطقية لاستشهاد مصطفى البشتيلى التى يقبلها عقلى والتى تتفق مع مرؤة وشهامة وتضحيات المصريين ،،