- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
كاتب فرنسي: حرب فلاديمير بوتين في أوكرانيا على جبهتين
كاتب فرنسي: حرب فلاديمير بوتين في أوكرانيا على جبهتين
- 8 نوفمبر 2022, 10:22:36 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
باريس- “القدس العربي”: قال الجيوسياسي الفرنسي رينو جيرار في مقال بصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يخوض حربا على جبهتين. أولا هناك الجبهة العسكرية ضد الجيش الأوكراني الذي قلل من شجاعته. ثم هناك الجبهة الأيديولوجية ضد الغرب الذي يعتبره في حالة انحطاط أخلاقي كامل.
على الجبهة العسكرية -يوضح الكاتب- فإن الأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة لسيد الكرملين. خلال ثمانية أشهر ونصف من الحرب، أظهر الجيش الروسي أنه أقل قدرة على المناورة، وأقل إبداعا وأقل انضباطا. ليس لديه حلفاء يمدونه بالمعلومات الاستخباراتية والأسلحة الحديثة. لا نرى كيف يمكن للمحتل الروسي أن يحتفظ اليوم بجيبه في خيرسون، العاصمة الإقليمية الأوكرانية الوحيدة التي تم الاستيلاء عليها في هذه “العملية العسكرية الخاصة” التي بدأت في 24 فبراير الماضي.
وأضاف الكاتب بالقول إن التاريخ لا يمكن التنبؤ به، لكن من المرجح أن ينسحب بوتين من خيرسون دون قتال، لتدعيم جبهته خلف العائق الطبيعي لنهر الدنيبر، وهو نهر يزيد عرضه عن كيلومتر واحد. ومن المحتمل أن يستخدم الجيش الروسي فصل الشتاء لإكمال التدريب العسكري لمجنديهم البالغ عددهم 300 ألف. من المحتمل جدا أن الكرملين يفكر الآن في جعل نهر الدنيبر الحدود الغربية الجديدة لروسيا. لكن هل سيكون قادرا على عقدها في عام 2023؟ كل شيء سيعتمد على قدرة أو عدم قدرة الجيش الروسي على التحديث بحلول ذلك الوقت.
وتابع التوضيح أنه على الجبهة الأيديولوجية، يقف بوتين في خط المواجهة ضد الغربيين. في اجتماع للجمعيات التاريخية الروسية، عقد في 4 من نوفمبر الجاري، قال لهم رئيس روسيا إن “الصدام بين روسيا وهذا النظام النازي الجديد الذي ظهر في أوكرانيا أمر لا مفر منه”. وقد قدم غزوه في 24 فبراير على أنه عمل “استباقي” في مواجهة هجوم وشيك على روسيا. إن استخدام بوتين لكلمة “وقائي” ليس بالأمر الهين. وهو يشير ضمنا إلى العملية “الوقائية” لقوى الناتو في مارس 1999 ضد صربيا، من أجل إنقاذ الانفصاليين الناطقين بالألبانية في كوسوفو من مذبحة توقعوها.
كانت حرب الناتو الوقائية هذه غير قانونية لأنها لم يصرح بها من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. يقول بوتين إنه اتخذ إجراءات وقائية ضد أوكرانيا لإنقاذ الانفصاليين الناطقين بالروسية في دونباس من مذبحة متوقعة. وهو خطاب لا ينقصه الفاعلية ضد الغربيين الذين مارسوا حروبا وقائية في العراق وليبيا خلفت الفوضى هناك. لكن الرئيس الروسي واصل حديثه باتهام الغربيين الذين يجهزون الجيش الأوكراني، بالترويج “لأهدافهم الجيوسياسية التي لا علاقة لها بمصالح الشعب الأوكراني”. من الممكن تماما أن يكون للغربيين دوافع خفية في هذه الحرب تتجاوز مجرد التضامن مع الشعب الأوكراني، يقول الكاتب.
وبسبب عدم ارتياحه بشأن أوكرانيا -يقول الكاتب- قرر بوتين بعد ذلك أن ينظر إلى ما هو أعلى، في الفضاء الحضاري. ففي خطابه في منتدى فالداي في 27 أكتوبر 2022، انتقد غطرسة الغرب “الاستعمارية الجديدة” التي تسعى إلى فرض الأنظمة الغربية الليبرالية على العالم بأسره، والذي يحرم الدول الأخرى من اتباع نظامها الخاص. وقد حقق هذا الخطاب نجاحًا كبيرًا في العالم الثالث. كما أنه يؤثر على الجماهير المحافظة في أمريكا وأوروبا، المرتبطة بالقيم العائلية التقليدية. لكن ادعاء بوتين ببناء روما الثالثة للمسيحية سيكون أكثر مصداقية إذا كان نظام حكم الأوليغارشية Moscout قد تخلى عن السرقة والقتل، يختتم الكاتب.