- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
لماذا ترتفع نسبة مشاهدة المواقع الإباحية في مصر؟
لماذا ترتفع نسبة مشاهدة المواقع الإباحية في مصر؟
- 18 ديسمبر 2022, 2:20:08 م
- 703
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
برز اسم مصر ضمن قائمة أكثر الدول مشاهدة لأكبر موقع إباحي في أمريكا، ليفتح الباب لتساؤل متجدد: لماذا يقبل المصريون على المواقع الإباحية؟
الأسبوع الماضي أعلن أكبر موقع إباحي في الولايات المتحدة، قائمته السنوية لأهم الأقسام التي يقبل عليها رواده وترتيب أعلى 20 دولة مشاهدة لمحتواه.
والمفاجأة كانت حلول مصر في المرتبة الـ18 من حيث أكثر الدول مشاهدة لأفلامه الإباحية، وهي الدولة العربية والإسلامية الوحيدة الموجودة في القائمة.
أيضا، بالنظر إلى قائمة أكثر المواقع التي زارها المصريون خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022 على موقع similarweb سنجد أن هناك 5 مواقع إباحية من أصل 50 موقعا سجلت إقبال المصريين عليها خلال 30 يوما.
افتقار المصريين للثقافة الجنسية
الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، رأى أن المواقع الإباحية بشكل عام هي إنتاج الغرب، كما أن الإحصائيات التي تخرج عنهم تكون متحيزة جدا.
وقال بحري لـ"العين الإخبارية": "للأسف لا توجد إحصائيات دورية تُجرى على هذا الموضوع لنعرف إن كان الأمر متزايدا أم ثابتا، كما أن هذه الإحصائيات لا تتحدث عن المقارنة بين الدول".
وتحدث عن عدم دقة مثل هذه الإحصائيات بمثال، قائلا: "إذا كان هناك مليون شخص من دولة ما يشاهد هذه الأفلام هذا العام وكانوا 900 ألف العام الماضي فإن الزيادة 100 ألف فقط، بينما في دولة أخرى كانوا 500 ألف هذا العام و100 ألف العام الماضي فالزيادة 400 ألف، وهذا يبرز أهمية إجراء إحصائيات تقارن بين الدول ونسبها قبل إصدار مثل هذه الترتيبات".
الطبيب النفسي تحدث عن أسباب مهمة تدفع المصريين لمشاهدة مثل هذه المواد بغض النظر عن الإحصائيات، أبرزها الكبت بكل أنواعه خاصة الجنسي وغياب الثقافة الجنسية.
وقال بحري: "بسبب الكبت الذي يعيشه المصريون سواء المراهقين أو الكبار فإن كل شيء يحدث في السر، ورأينا كثيرا ما يحدث الزواج العرفي والمسيار وغيرها من الأمور وكلها في السر".
وأوضح أنه في ظل وجود رغبات مكبوتة بين فئة عريضة من المصريين تكون إحدى طرق التنفيس عبر مشاهدة الأفلام الإباحية.
ورأى أن الإقبال على مشاهدة هذه الأفلام يدل على عدم وجود ثقافة جنسية في مصر، وهذه إشكالية كبيرة جدا يتبعها أن أغلب المشاكل التي تحدث بين الزوجين تكون نتيجة لافتقار الثقافة الجنسية، وفقا للمختص.
وتابع: "نتيجة فقر الثقافة الجنسية في مصر يتجه الشباب لتعلم هذه الثقافة من الأفلام الإباحية، وهذه أسوأ شيء يحدث لأن هذه الأفلام لا تعبر عن الثقافة الجنسية".
بالنسبة لمخاطر مشاهدة الأفلام الإباحية، قال بحري إن الإدمان عليها من أبرز المخاطر، وشرح: "الإدمان هو حدث متزايد يؤثر على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والدينية وإذا توقف الشخص عنه دون وعي تظهر أعراض انسحابية على الشخص".
وأكمل: "عندما يدمن الشخص على مشاهدة الأفلام الإباحية يصبح منعزلا عن أسرته ومداوما على ممارسة العادة السرية، ويقصر في أداء عمله لأنه يكون مشغولا بالجنس ليلا ونهارا، ما يعطل حياته بأكملها".
غياب سلاحي الفن والثقافة
الدكتورة سامية خضر، أستاذ دكتور علم الاجتماع بجامعة عين شمس المصرية، سلطت الضوء على الدور المحور الذي يلعبه الفن والثقافة في حياة الإنسان، معتبرة أن ما يحدث من توابع التصحر الثقافي.
وقالت خضر لـ"العين الإخبارية"، إن مصر تتعرض لحرب شرسة من الثقافة الغربية التي تستهدف طمس الهوية المصرية.
وأضافت: "الحرب ليست بالصواريخ فقط لكن بتغيير الثقافة أيضا، والغرب يحاول تسخير كل أدواته في حربه ضدنا خاصة الإعلام وقنواته فرأينا محتوى مخالفا لهويتنا على قنوات مثل نتفليكس وحتى قنوات الأطفال مثل ديزني".
وشرحت أستاذ علم الاجتماع أن هناك 65% من سكان مصر شباب وهذه الفئة يكون لديها نهم للمعرفة، لكن للأسف نحن لا نغذيهم بالثقافة لا لدينا نضوب وتصحر ثقافي.
وأكملت: "لا يوجد اهتمام بالثقافة والفن حاليا لذا للأسف لا نستطيع الرد على هذه الحرب، وما نحتاجه الآن هو تعظيم الثقافة المصرية بكل ألوانها، بجانب الثقافة الدينية".
وشددت خضر على ضرورة الاهتمام بما يقدم للطفل، خاصة في ظل عمل المرأة وعدم وجود رقيب ومتابع لما يشاهده الأطفال، ما يؤدي إلى تنشئة جيل مغيب غير مدرك لهويته المصرية.
واختتمت: "نحتاج أن توجه الدولة سهم التثقيف إلى الشاب والمرأة والطفل، لأن الثقافة هي الجيش التوعوي للمجتمع، والفن والثقافة سلاحان قويان يجب أن نتمسك بهما لصد هذه الحرب والحفاظ على الهوية المصرية".
12.5% من المحتوى الإلكتروني إباحي
الدكتورة ياسمين المهدي، كاتبة متخصصة في مجال تربية الأطفال والمراهقات، وصفت هذا التطور بـ"ناقوس الخطر الذي يستلزم أن نركز أعيننا على أولادنا".
وقالت المهدي لـ"العين الإخبارية"، إن للأسف هناك 12.5% من مجموع المعلومات على الإنترنت مخصصة فقط للمواد الإباحية بكل أشكالها (مكتوبة أو صور ومقاطع فيديو).
وشرحت: "المشكلة في سن المراهقة لأن في هذه الفترة يكون المراهق مندفعا وغير مسيطر على عواطفه بسبب ارتفاع مستويات الهرمونات، وأيضا يكون مستوى الفضول لديه مرتفعا في ظل غياب من يتولى عملية مده بالمعلومات والمعرفة".
وأضافت الأستاذة بكلية طب الأسنان: "أيضا تكون قدرة المراهق على التحكم في السيطرة منخفضة للغاية، لأن (نظام المكافأة في الدماغ) لديه لم ينضج بعد، لذا عندما يجد إشباع الفضول عنده في حاجة معينة يتجه إليها خصوصا في حالة الرقابة الضعيفة".
وأشارت إلى أن مع كل مرحلة يشاهد فيها المراهق هذه المواد فإن الصور تنطبع في المخ وتثير اندفاعية أكبر تولد بدورها رغبة في الاستكشاف أعلى.
ونبهت المهدي إلى أهمية التصرف بحكمة شديدة مع الأطفال والمراهقين في هذه المرحلة، وعدم معاملة من يقع في خطأ مشاهدة هذه المواد على أنه منبوذ أو شيطان.
وقالت: "يجب التعامل مع المراهق على أنه في سن النمو ولديه نهم للمعرفة وما فعله خطأ يحتاج إلى الحديث والتوجيه والعقاب التدريجي".
ورأت أن من المهم الإجابة على التساؤلات التي يطرحها الطفل أو المراهق باعتبارها خطوة استباقية، حيث تشبع فضوله للمعرفة ولا تدفعه للبحث عن الإجابات في المواقع الإلكترونية التي تجره لرؤية المواد الإباحية.
وأوضحت أن شغل الأطفال والمراهقين بممارسة الرياضة والأنشطة الاجتماعية المتنوعة مهم، مع تنمية الجانب الإبداعي لديهم والتركيز على مواهبهم.
وتابعت: "كلما قوينا نقاط القوة والتميز اندثرت نقاط الضعف، وكلما انشغلوا بأشياء مفيدة زاحمت هذه الأشياء كل ما هو غير مفيد وضار".
واختتمت: "من المهم أن نظل بجانب أولادنا ونطمئنهم ولا نهمل احتياجاتهم العاطفية ونتحدث معهم بلهجة تخلو من التوتر والترهيب ليظلوا منفتحين ويتحدثوا إلينا، مع التوعية بالجانب الديني وأهمية الرجوع للخالق والتوبة والاستغفار".