- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
مأمون الشناوي يكتب : غزوّة فودافون !
مأمون الشناوي يكتب : غزوّة فودافون !
- 10 يونيو 2021, 3:19:57 ص
- 1069
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
وهذا عالم آخر من النصب ابتلانا الله به !!.
أدخلتنى شبكة فودافون فى خدمة رغم إرادتى ، ودون علمى أو استشارتى ، آل إيه ، أننى متابع لألبومات مايُسمي بالهضبة ، وهو اللقب الحركي للمطرب { عمرو دياب } والذي لا أعرف له أغنية واحدة ، ويفترضون أنني متلهف لسماع أحدث أغانيه ، وحكاويه ، ثم يخصمون من رصيدى جنيهاً كل يوّم ، آه والله ، جنيهاً كاملاً وكل يوّم ، وطبعاً لم يغضبنى خصم الجنيه الهزيل ، قدر ما أغضبنى الاستهبال ، والاستنطاع ، والنشل المتبجح !! .
شحذت كل خناجرى ، وسيوفى ، وكل أسلحة الدمار الشامل عندى ، واتجهت صوبهم ، مُعلناً النفير العام !!.
بسم الله ماشاء الله ، يختارون أغلى المواقع وأهمها لإقامة مقراتهم ، كأنك فى أحد بنوك مانهاتن أو روتشيلد ، الفخامة والأبهة ، وكوكبة ملمعة ومزلفطة ومحذلكة من الشبان والشابات ، لسانهم يقطر عسلاً مصفى ، ووجوهم فى سماحة أولياء الله الصالحين ، لكنك لاتجد مسؤولاً واحداً ، ولامديراً ، ولا رأساً لهذا السيستم المحبوك ، رغم أنى أعرف من هو ، وأنه يقبع هناك فى تل أبيب ، يبيع لنا الوهم ، والهواء ، وقد عرف طباعنا ، ودرس خصائصنا ، وأدرك أننا شعب ثرثار ، يموت فى الرطرطة والكلام الفارغ ، إذا أحب دردش ، وإذا اختلف أصابه إسهال الكلام لايتوقف حتى فى الشارع أو المواصلات العامة ، للكلام عندنا شهوة ، فنحن ظاهرة صوتية ، لا يختلف فينا الفقير المعدم عن الثرى الفاحش !! .
فهذه الشركة انجليزية ياجماعة الخير ، تأسست عام 1983 م ، ولديها ثمانون ألف موظف ، وبلغت أرباحها خمسون مليار جنيه استرلينى فى العام ، وشرفتنا فى مصر عام 1998 م ، وأنا اتشاءم من كل مايأتى من الإنجليز ، فهم سبب كل بلاء أحلّ بنا ، وكل نكبة أصابتنا ، منذ نكبة ضياع فلسطين ، وحتى نكبة خصم الجنيه منى كل يوّم ، ونشلى جهاراً نهاراً هكذا !!.
وطبعاً مثلى ستون مليون مشترك لديّهم ، والعجب العُجاب هذا العدد الرهيب من المشتركين المصريين ، والذين يتزايدون كل يوّم ، وكأن القط يحب خناقه فعلاً ، ففى أمريكا بجلالة قدرها خمسة وخمسون مليون مشترك ، وفى الهند ذات المليار نسمة ، لايتجاوز حاملو خطوط تلك الشركة الاستعمارية ثلاثة وعشرون مليون هندى ، لكننا ستون مليون قابلين للتزايد كل لحظة !! .
فكر يهودى صهيونى لامحالة ، يتفنن فى سرقة مالديّك من أموال حتى آخر جنيه معك ، ولايفقدون الحيلة ، فالأفكار جاهزة ، ونجوم المجتمع فى الفن والكرة جاهزون للإعلانات مقابل ملايين ، والزبون ساذج أبله ، لايكف عن الثرثرة ، حتى لوباع هدومه ، أو جاموسته ، أو عفش بيته ، أو شبكة زوجته ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !! .