ما علاقة استقالة غانتس بمجزرة النصيرات؟.. خبير عسكري يجيب

profile
  • clock 10 يونيو 2024, 6:03:27 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال الخبير العسكري محمد مغاربة، الأحد، إن "خروج غانتس من حكومة نتنياهو بهذه السرعة بعد يوم واحد من مزاعم تحقيق انتصار وتسجيل إنجاز تاريخي غير مسبوق لعمل عسكري استخباراتي ولوجستي غير مسبوق، توهمه وزهى به واستعرضه، يكشف الحقيقة ويزيح الغموض عن كارثية نتائج هذه العملية".

وأضاف مغاربة ، إن "إصرار غانتس على الخروج من جوقة السلطة الفاشلة والمهزومة لنتنياهو، دليل على زيف هذا التباهي وكذب تحقيق ذاك الإنجاز الخارق الذي ادعاه وحاول تسويقه نتنياهو، محاولا قلب حقيقة ووقائع الفشل الذي منيت به العملية وفق منطق ومقاييس الحسابات العسكرية".

وأوضح أن ذلك "يكشف أن مسعى نتنياهو الأهم من وراءها هو جعلها مهما كانت تخرج للجمهور بصورة نجاح باهر وخارق، يمكنه من الاستمرار وإطالة أمد الحرب وبقاء حكومته وحياته السياسية إلى أبعد ما استطاع".

واعتبر أن "نتنياهو بموجب القوانين والتقاليد الهجينة للمجتمع (العسكرتاري) الإسرائيلي، وبموجب العقيدة العسكرية والتعليمات الأمنية للاحتلال يستطيع أن يُلزم غانتس وغيره بعدم البوح أو الإعلان عن حقيقة ما جرى في العملية العسكرية ونتائجها، لكنه لا يستطيع أن يلزم غانتس بالتماهي معه والتضليل والكذب، وأن يعيش خداع ذاته".

وأكد أن غانتس "وهو الوزير بمجلس الحرب والمطلع تماما على الحقائق وفظاعة الخسائر التي تكبدتها إسرائيل عسكريا وسياسيا و اجتماعيا، يدرك أن عملية قتل أسرى وتهريب أسرى جاءت بصورتها الاستعراضية غير المنتجة عسكريا و غير الحاسمة لأي هدف من اهداف الحرب، بل فاقمت من الأثقال المتعددة على كاهل الكيان بأطيافه كافة".

وتابع أنه "زاد من هذه الأحمال ما رافق العملية من مجازر ضاعفت الخسائر على موقع ومكانة وسمعة الاحتلال، وأضعفت كثيرا دعم وتغطية حليفه الأكبر الولايات المتحدة، التي تتسابق الآن مواقفها في التنكر لحيثيات هذه العملية العسكرية، وبدأت تتنصل شيئا فشيئا من مساهماتها ومشاركتها في المجزرة".

وأشار مغاربة إلى أنه "نكاد نستنتج أن غانتس متسق تماما مع مساومة ما تم الاتفاق عليه بعيدا عن نتنياهو، وكان يسير بخطوات تباعا قبل هذه العملية التي أطرأها نتنياهو على الموقف، وبهذا الغموض والنوايا والتنفيذ والإخراج الكارثي".

وقال مغاربة، إنه "لعل قرار غانتس بالخروج المبرمج مسبقا والمجدد سريعا، يؤكد أن هناك مساومة وصفقة واقعة وحاصلة تستهدف التغيير في إسرائيل وإسقاط نتنياهو، ودخل بها وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت".

واستدرك أن "ما يجعل غالانت مجبرا على الدخول في هذه المساومة والصفقة، هو أن يسارع لإنقاذ نفسه".

وبيّن أن ذلك "أمر متعلق ليس فقط بالداخل الإسرائيلي والطموح السياسي له، وإنما مرتبط بإنقاذ نفسه واستبعاد اسمه من مذكرات الاعتقال التي طلبها مدعي عام الجنائية الدولية، سيما أن المحكمة لا زالت تنظر بطلب المدعي العام الدولي ولم تصدر مذكرات الاعتقال بعد، مما يعني أن الوقت والفرص تضيق أمام غالانت للقفز من قارب نتنياهو الغارق".

وختم الخبير العسكري مغاربة قائلا: "لعل مجزرة النصيرات مفارقة انطباق المسمى مع الحقيقة الفلسطينية".

وكان الوزير في حكومة الحرب "الإسرائيلية"، بيني غانتس، أعلن مساء الأحد، استقالته من الحكومة بعد "مشاورات سياسية".

وقال غانتس في كلمة له: "نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل، ومن المناسب أن نذهب في الخريف إلى الانتخابات".

وأضاف أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "يعرقل قرارات استراتيجية مهمة لاعتبارات سياسية".

وأردف: "أدعو نتنياهو للتوجه إلى إجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن وتشكيل لجنة تحقيق وطنية"، مستدركا أنه "لابد من انتخابات تأتي بحكومة وحدة حقيقية صهيونية وطنية".

وأوضح أنه انسحب من الحكومة لأن "نتنياهو يمنعهم من التقدم نحو تحقيق النصر الحقيقي".

وقال غانتس لعائلات الأسرى: "فعلنا الكثير لكننا فشلنا في إعادتهم إلى بيوتهم، إنني أقف وراء الخطوط العريضة التي أقرتها حكومة الحرب وأطالب نتنياهو بالشجاعة للمضي قدما فيها".

وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 37 ألفا و84 شهيدا، وإصابة 84 ألفا و494 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

المصادر

قدس برس

التعليقات (0)