- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
مجدي الحداد : وماذا بعد جوائز الممثلات ..؟!
مجدي الحداد : وماذا بعد جوائز الممثلات ..؟!
- 18 يونيو 2021, 4:34:18 م
- 1464
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إلى الآن أرى منشورات استهجان وتنديد واستنكار وشجب شديد - وكأن "ميكانزيم" موات جامعة الدول العربية قد انتقلت إلينا ، وحيث مقرها الرسمي لا يزال أيضا في القاهرة ، والتي كان يدعوها القذافي ب؛ "المقهورة" ، وحيث صارت الآن ؛ كسائر محافظات ومدن ونجوع مصر - وربما عالمنا وامتدادنا الأفريقي وعمقنا العربي - موبؤة ؛ بكروونا طبعا ، وأشياء أخرى عديدة.. ! - وأيضا " تقليش " ، وذلك بمناسبة تكريم كل من غادة عبد الرازق ، و بوسي شلبي ، وسوسن بدر ، ومنحهن جائزة صديق عفيفي - وهو شخص والله لا أعرفه حتى اللحظة ، ولا أعرف حتى إنجازه العلمي أو الأدبي أو حتى الخيري ..! - للبحث العلمي والابتكار والأدب ..!
وأغلب الظن أنه ربما كانت النية متجه لمنحهن جوائز الدولة التقديرية ، أو وشاح النيل ، أوغيرهما من جوائز الدولة ، ولكنه رؤي في اللحظة الأخيرة أن ذلك قد يجلب مزيدا من السخط على النظام. ولأنه ربما قد صدر قرار بضرورة ترضيتهن بأي "جوائز والسلام" ، فقد تم اصطناع جوائز أخرى لهن من قبل شخص مغمور غالبا ، على أن تقدم لهن تلك الجوائز في حفل كبير بقصر البارون - وهو القصر الذي كان بالمناسبة مقرا سريا - وربما معلوما على الأقل للنظام - منذ سنوات خلت لما سمي بجماعة عبدة الشيطان في مصر المحروسة - ربما بعين ، وليس من عين ، الأخير ، وليعاذ بالله ..!
واننى حقيقة أتعجب كل العجب من هذا الاستهجان والتديد والاستنكار على منحهن جوائز من هذا النوع لسببين ؛
أولهما ؛ أنه قد جرى في النهر مياه كثيرة - حتى بعد توقيعه على إتفاقية المباديء المذلة ، والتي ، وللعجب العجاب ، لم يكن مضطرا إليها اضطرار إمبراطور اليابان الأسبق مثلا على التوقيع المذل بالأستسلام للحلفاء في أعقاب هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية ، وعلى بارجة أمريكية ...! ، وهذا موضوع أخر - قد جرى في النهر إذن مياه كثيرة من كوارث ومآس أعظم بكثير جدا من الجوائز الممنوحة في غير محلها ولغير من يستحقها ، ولم نر ردود أفعال موازية أو متكافئة أو حتى مساوية نظريا لردود الأفعال تلك الخاصة بمنح ممثلات لتلك الجوائز ..!
وثانيهما ؛ أيها المحتج و المحتجة ، والمستنكر والمستنكرة ؛ لم لم نر ردود الأفعال تلك في خطوة أخرى مشابهة شكلا ولكنها أخطر موضوعا ، وهي عندما دعا الحاكم المنقلب الممثلة ليلي علوي - واخدلي بالك أنت - حضور جلسات مناقشة مواد الدستور الجديد ، والذي كان على أنقاض دستور الثورة ، و السابق له مباشرة ، وذلك قبل إقراره ، وحيث كان يرأس جلسات مناقشة مواد الدستور عمرو موسى - و كانت الممثلة راقية إبراهيم ، والتي حصلت على الجنسية الsهيونية فيما بعد ، بالمناسبة أيصا زوجة أبيه ، كما كان أسامة الباز متزوج عرفيا من نبيله عبيد - هل تتذكرون فيلم الأخيرة ؛ " الراقصة والسياسي " ؛ ما هذه العلاقة الو ... بين الفن ، أو بالأحرى ممثلات السينما والسياسة ..؟! - من خلال لجنة كان عدد أفرادها خمسون فردا ، ولذا سميت بلجنة الخمسين ..؟!
وكان يجب على كل من يحتج الآن ، أو حتى من ينبح على من يحتج ، أن يقف مليا عند هذا المؤشر الكاشف جدا ، و الخطير جدا ، والذي يعطى انطباعا حقيقيا وصادقا عن و على هوية وهوى الحاكم ، وكذا طبيعة أو حتى حقيقة شخصيته ، و البحث والنظر في تفضيله لليلى علوى على حضور مناقشة مواد دستور سيحكم ويحتكم إليه ، فيما بعد ، أكثر من 100مليون مصري ، عن علماء الاجتماع وأساتذة العلوم السياسية ، أو حتى الكتاب والناشطين والمراقبين والمحللين السياسيين ، في مناقشة ما يفترض بأنه إذن عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم ، وفي مرحلة مفصلية هي الأخطر في تاريخ الأمة ..!
علما - وفي رأيي الشخصي - أن ليلى علوي ليس لها حتى في الفن أو التمثيل ، ولا حتى في أمور الطهي والطبيخ ، حتى يكون لها شأن أو باع ، أو حتى سابق خبرة في السياسة ، ولو حتى من خلال المشاركة في حضور أي ندوة سياسية أو حزبية ، وقبل ثورة يناير ، أو حتى بعدها . ثم أين هي الآن ؛ من الفن أو السياسة ..؟!
غاية الأمر إنها في صغرها كانت على قدر من الجاذبية والجمال استغلتها السينما الهابطة أو الساقطة ، أو ما عرف بأفلام المقاولات ، في أدوار إغراء وغواية وإغواء . بدليل إنه عندما تقدم بها العمر لم نعد نراها لا في أدوار رئيسية ولا حتى ثانوية . لا في سينما ولا تليفزيون ، ولا حتى مسلسلات أو مسرحيات . في حين أن الذي لديه موهبة حقيقية يمكن أن يستمر فيما يحبه ويهواه حتى أخر العمر ، كأمينة رزق مثلا أو تحية كاريوكا أو زينات صدقي ، وغيرهن ..!
و لم ، بل وكيف نرد إذن على من نبح ، ولل يزال ينبح علينا علينا من غوغاء الحبش ، ووسمنا بإننا بلد الراقصين والراقصات ..؟!