مجدي الحداد يكتب: إنه حقا لجهاد.. نصر أو استشهاد

profile
مجدي الحداد كاتب ومحلل سياسي
  • clock 5 يونيو 2024, 3:48:25 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي في إدارة بايدن جيك سوليفان، أن على حماس أن توافق على الصفقة المقدمة من بايدن، والتي هي في الأساس مقدمة من إسرائيل، و إطلاق سراح الرهائن مقابل زيادة إدخال المساعدات!

يا.. بس كدا؟

ايه الكرم الصهيو أمريكي ده؟

وايه الاستخفاف بعقول العرب وحتى احتقارهم إلى هذا الحد ده؟

يعني إطلاق سراح الرهائن مقابل زيادة المساعدات؟

يعني مش حتى ديمومتها وعدم ربطها بمجريات الحرب العدوانية على غزة، ولا حديث حتى عن عودة دخول المساعدت، ولو بنفس المعدل الذي كانت عليه قبل الحرب ــ و حيث كانت غزة واقعة أيضا في ظلها تحت  الحصار، والذي هو شكل أخر في ذاته من أشكال الحرب ــ  وهو دخول ما بين 500 إلى 600 شاحنة يوميا إلى غزة، وفقط عبر معبري رفح وكرم أبو سالم .
ولا حديث صريح عن وقف دائم للحرب، ولا حتى ضمانات صريحة بعدم نقض أي اتفاق يمكن التوصل إليه من قبل دولة الكيان، وكما عاهدناها دائما، ومنذ نشاتها وحتى اللحظة، وحتى وقت زوالها بإذن الله.

ثم ماذا يعني زيادة السماعدات، وكأنكم تلقوا لنا بعظمة -والعياذ بالله- على الرغم من العشرات الذين يموتون جوعا من الأطفال، والمرضى الذين انقطع عنهم ما كان يصلهم من أدوية، ولا البنج الذي مُنع من الدخول للإمعان في قتل أهل غزة وبطرق غير مباشرة، وذلك من خلال عمليات بتر من غير بنج . أي ضمير بشري هذا يقبل بهذا أو يرضى عنه أو يسكت عنه . وهذا ما لا نستحقه أبدلا لأننا أصحاب الأرض وأصحاب كافة الحقوق التي انتهكتها، ولا تزال، ولم تتوقف عن انتهاكها، وحتى اللحظة، وإلى أن تزول بإذن الله  دولة الكيان.

ثم هل يعني قول سوليفان: "زيادة المساعدات" انكم انتم كولايات متحدة ــ وبالتعاون والتنسيق التام طبعا مع دولة الكيان ــ من يتحكم في "جرعاتها" من زيادة ونقصان، أو استمرارية، أو حتى منع وحظر، وما المعابر الأخرى سواء عبر مصر أو الأردن، إلا مجرد بوابات خاضعة لكم تماما، وتحت سيطرتكم المطلقة ــ ومن غير ما ينقص ذلك من التزام، والمسؤولية التاريخية، لنظامي هذين البلدين عن ذلك، والعديد من الأنظمة العربية الأخرى؟!

ثم هل نفهم من محصلة كل ذلك، من تصريحات منحازة بالمطلق لدولة الكيان، فضلا عن المساعدات العسكرية والاقتصادية واللوجستية عبر عدة جسور جوية لدولة الكيان، وفي كل حرب خاضتها مع أي دولة عربية، انكم شركائها في الحرب علينا كدول وشعوب عربية، وليس في فلسطين المحتلة فقط، وحيث تفرضون علينا أنظمة خانعة تابعة لكم وولائها لكم وليس لشعوبها وتحكمنا بطريقة أسوا مما كان يحكم بها أي استعمار ورد على بلداننا بلادنا؟!

وعلى الرغم مما سبق، ومن أن إسرائيل نتانياهو هي من قدمت مقترح إنهاء الحرب على غزة ، فإن الخير لا يزال يصر ايضا، وحتى اللحظة، أن هذا المقترح لا يعني انتهاء الحرب!

ما هذه الاهانة والاستهانة إذن بكل تلك الأرواح البريئة وأنهار الدماء الذكية التي أُسفكت و لا تزال في فلسطين وغيرها، وبمصائر شعوب وأمم هذه المنطقة بالذات؟

إذن فلا تلوموا المقاومة، أو اي مقاومة، عندما تستخدم حقها المشروع في الدفاع عن أرضها وعرضها وثرواتها وأموالها، والتي كفلته لها كافة الأديان والشرائع السماوية، وحتى الشرائع الأرضية.

وإنه حقا لجهاد نصر أو استشهاد .

التعليقات (0)