- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب : المنطقة ج
مجدي الحداد يكتب : المنطقة ج
- 25 يونيو 2021, 5:25:21 م
- 978
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المنطقة ج
لفت نظري أن شهيد أجهزة القمع العربي - لا الصهيوني ولا الإمبريالي - بإذن الله ؛ نزار بنات قد علم بأن بأجهزة مخبارات محمود عباس - أبو مازن - وأمنه الوقائي سوف يلاحقانه ويغدران به في بلدته دوره بمحافظة الخليل ...!
ملحوظة ؛
يجب الانتباه إليها قبل الإسترسال ؛ الدور الرئيسي لأي جهاز مخابرات في العالم هو درء الأخطار الخارجية ، كالتجسس مثلا أو مكافحة التجسس ، ومن منبعه الخارجي وعندما يكون معنيا وموجها وبشكل عدواني لدولة ما . وكذا محاولة تفكيك ودحر أي مؤامرة أو عدوان خارجي وقبل وقوعه .
ولكن يبدو أن جل أجهزة مخابرات عالمنا العربي تجهل دورها الحقيقي أو قد تعجز في حقيقة الأمر عن أداءه ، أو حتى جاهلة به ، فتوجه كل نشاطها وقوتها الغاشمة والغشيمة نحو المواطن الغلبان الذي لا حول له ولا قوة ، مع أن الأجهزة الأمنية الأخرى - والتي تنافسها هنا بهذا الصدد في سحق الوطن والمواطن - كالأمن العام وغيره يمكن أن يقوم بهذا الدور - وهو غير مقصر أيضا في حقيقة الأمر ؛ إذن فكل القوى والقوة ، وحتى بما فيها العسكرية موجهة في حقيقة الأمر نحو الداخل ؛ وهذا هو ما وقع ضحيته نزار في حقيقة الأمر ، وكذا كل من سبقه ، وكل من سيلحقه ؛ ولله الأمر كله من قبل ومن بعد .
إذن ماذا فعل نزار لكي يفر من مخابرات أبو مازن وأمنه الوقائي ..؟!
لقد فر ببساطة إلى "المنطقة ج" والتي هي غير خاضعة بالضفة لولاية وسلطة أبو مازن ، ومن ثم فهو معفي من التنسيق الأمني - والبعض يسمونه ؛ تعريض ؛ وأخرون يدعونه قواده ، وغيرهم يسمونه خيانه - مع دولة الكيان في هذه النقطة ، و تصور يا مؤمن إنه في تلك اللحظة الزمانية المكانية كان بمأمن من أبو مازن وعصابته ، وما أن خرج منها حتى تم البطش به ..!
وكل تهمة نزار إنه كشف صفقة اللقاحات الفاسدة التى كانت ستعطى لشعبه الفلسطيني ضد كورونا وكانت ستتسبب في إبادة الشعب الفلسطيني - وحسب قوله - الأمر الذي كان سيخفف العبئ على دولة الكيان بقيام غيرها بتلك المهمة من ناحية ، ويرفع عنها الحرج عندئذ من ناحية أخرى . خاصة وأن هناك متربحون من سلطة أبو مازن من تلك الصفقة ، و التي كان فيها بحق ؛ سم قاتل..!
ولكن إذا كان هذا هو شأن من اعترض على صفقة بهذا الحجم - وبدون التهوين من خطورتها وأثارها وتداعياتها على الشعب الفلسطيني الشقيق ، بطبيعة الحال - فما الحال إذن على من اعترض أو يعترض على ما هو أخطر منها والتي هي صفقة القرن والتي باركتها وبشرت بها الأنظمة والدمى العميلة - لو تتذكرون من القائل : "... نقطة تانية ، أو موضوع تاني ، فخامة الرئيس ؛ هتجدني وبقوة أيضا داعم وبشدة كل الجهود اللي هتبذل من أجل إيجاد حل لقضية القرن في صفقة القرن ...!"
ومهما يكن من أمر ؛ فعلى الرغم من مآسي الإحتلال إلا إنني أغبط - وليس أحسد ما عاذ الله - الأخ الشهيد بإذن الله ؛ نزار ؛ لأنه استطاع أن يجد مكان آمن له من بطش سلطة - كان يفترض إنها وطنية وترعى حقوق الشعب الفلسطيني ، سواء في الداخل ، أو في الشتات ؛ في الخارج ..! - ولو لبعض الوقت في المنطقة ج ، بينما يخلو جل عالمنا العربي من تلك المنطقة الأمر الذي يعرض جل الناشطين للخطر المباشر من الأجهزة المماثلة لسلطة أبو مازن - وليست تلك دعوة لعودة الإستعمار وليعاذ بالله بقدر ما هي كفر بالدولة الوطنية التي فقدت دورها وتخلت أو تنازلت عن واجباتها والتزاماتها نحو شعبها ونحو أمتها ، وصار أعدى أعدائها هو الداخل وليس الخارج ، وكما صرح بذلك ، و في إحدى " فنكوشياته " ، رأس أحد هذه الأنظمة ..!
وعلى الله قصد السبيل .