- ℃ 11 تركيا
- 26 ديسمبر 2024
مجدي الحداد يكتب: عن السردية الإيرانية حول الأحداث الجارية
مجدي الحداد يكتب: عن السردية الإيرانية حول الأحداث الجارية
- 12 أبريل 2024, 3:44:20 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
السردية الإيرنية المتعلقة بعدم رغبة إيران في إعطاء الفرصة لنتانياهو لتحويل الحرب إلى حرب إقليمية، كتبرير لعدم ردها حتى على الاعتداءات الصيونية على هيئتها الدبلوماسية في دمشق وغيرها، بزعم أنها لا تريد أن تعطيه الفرصة في الاستمرار في السلطة، من خلال حرب إقليمية، يقودنا هو نفسه إليها، وخاصة مع تصاعد المظاهرت المنادية باستقالته، أو اللجوء إلى انتخابات صهيونية جديدة، ولذلك فهي لن ترد، أو أنها سوف ترد في الوقت والمكان المناسبين، أو سوف ترد ضمن حدود معينة يرجى معها عدم التصعيد إلى حرب كبرى.
وكما هو حادث الآن مثلا من مناوشات بين حزب الله ودولة الكيان، وفي المناطق اللبنانية المحتلة من الجنوب اللبناني من قبل دولة الكيان في مزارع شبعا - فهي غريبة من عدة نواح،
أولها، من قال لكم أن دولة الكيان تقوم على حكومة الفرد الواحد، وكما هو الحال في منطقتنا التى تكالبت عليها الأمم، وبسبب هذه الظاهرة التي تنفرد بها منطقتنا، وبشكل رئيسي. فلا موجب للشخصنة هنا إذن. فإذا رحل نتانياهو فهناك أكثر من 1000 نتانياهو، و يقفون في الصف منتظرين دورهم، بل وهناك حتى من يزايد على كل هؤلاء.
ثم أن دولة الكيان هي إلى حد ما دولة مؤسسات ليبرالية، و على النمط الغربي، إلى حد ما وربما هذا يبرر تعاطف الغرب بصفة عامة مع دولة الكيان، وتقديم كافة أشكال الدعم لها حتى قبل 7 أكتوبر.
ثانيا، ما ضرنا حتى لو قامت حرب إقليمية، ولا حتى حرب عالمية، طالما أننا كأمم وشعوب في هذه المنطقة، نعيش أموات، ونموت أحياء. ولا يحكمنا ويتحكم فينا إلا الأندال والخونة والعملاء؟!
ثالثا، قد يتعبر البعض أن رد الفعل الإيراني هذا -وأنا لا أوافق على ذلك، ولكن أحاول عرض كل الرؤى بطريقة أزعم انها موضوعية إلى حد ما، ومتجردة أيضا إلى حد ما- مجرد ورقة للحصول على موافقة، وتوافق غربي إلى حد ما حول مشروعها النووي -و على الرغم من أنه مشروع مستحق لكل دول المنطقة، وليس لإيران فقط- وفي كل الأحوال، فإننا ندعمه حتى على المستوى الشخصي، طالما تمتلك دولة الكيان ما هو متقدم من هذا المشروع لتهدد به كل دول وشعوب المنطقة، ولكنه لا يستحق أن نتنازل مقابل الحصول عليه على اسقلالية وحرية وحقوق، وحتى حق الوجود لدول وشعوب المنطقة.