- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب : لماذا السيسي في فرنسا
مجدي الحداد يكتب : لماذا السيسي في فرنسا
- 18 مايو 2021, 9:09:35 م
- 978
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عندما تحدث كوارث ما حتى ولو كانت طبيعية ، وحتى ولو كانت على حدود بلد ما ، نجد أن حاكم أو مسؤل هذه الدولة أو تلك يقطع زيارته الخارجية فورا لو كان خارج بلاده ، ومهما كانت أهمية تلك الزيارة، ويعود أدراجه فورا إلى بلاده ، ليعاين ويشرف بنفسه على ما يجري داخل بلاده .
أما حاكمنا ، و الذي يعلم بالغليان على حدودنا مع غزة، من ناحية ، وتقصيرة في توفير لقاح كورونا لكل المصريبن ووضع خطة ناجعة لتطعيم كل المصريين ،
وكما حدث حتى بالصومال مثلا ، وحيث يزداد الوضع صعوبة وقتامة ، من ناحية ثانية ، وأزمة سد النهضة ، وبدأ الملئ الثاني للسد ،
وتعنت أثيوبيا نتيجة لتوقيعه على إتفاقيةالمبادئ التي لم يستشر فيها أحدا ، ولم يعرضها على إستفتاء عام ،
ولم يعرضها حتى على البرلمان - على ضعفه وخضوعه تقريبا لرغبات السلطة التنفيذية ، من ناحية ثالثة .
نجده إذن ورغم كل ذلك ، يترك البلاد فجأة و يسافر إلى فرنسا . و ذلك على عكس ما هو متعارف عليه دوليا ،
وما هو متوقع من كل رجل دولة ، تحاط فيها دولته بظروف شديدة الحرج والخطورة ، وعلى نحو ما ذكرنا آنفا..!
ولقد ألغى العديد من زعماء دول العالم زيارتهم الخارجية لأسباب أقل حرجا وأقل خطورة مما نحن فيه الآن ،
وهرعوا قافلين إلى بلدانهم ، إلا من ظل يدرس الدولة لمدة خمسين عاما ، فتركنا ما نحن غارقين فيه وغادر إلى فرنسا ..!
وسفره هذا المفاجئ والغير معلن ، والغير مدرج غالبا في جدول الزيارات الخارجية للدول الشقيقة أو الصديقة ،
وكما يقتضيه الحال وقواعد البرتوكول والعرف الدولي بين الدول والأمم والشعوب ، يفتح أبواب لا تنغلق أبدا من التخمينات والتساؤلات المشروعة ،
ومع ذلك فقد تدفع البعض أحيانا إلى الضرب أخماسا في أسدادس ؛ وكما يقول المثل .
فهل سفره هذا مثلا الغرض منه الإتفاق ، وبعيدا عن الأضواء والضوضاء ، على إنهاء المقاومة في فلسطين المحتلة من خلال القبول بالشروط الصهيونية المجحفة لوقف إطلاق النار ،
وذلك إنطلاقا من مبدأ : " أمن المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع أمن المواطن الإسرائيلي ..! "
أم أن سفره ، وبجانب ما سبق ، الغرض منه تقديم مزيد من الرشاوي الدولية لتدعيم بقاءه وفرضه فرضا على حكم مصر ،
ورغم أنف جل شعبها الذي أفقره وأمرضه وألجأه إلى العوذ الحقيقي والفعلي لجؤا ،
وذلك على الرغم من كل الثروات التي تزخر بها البلاد فوق الأرض و تحت الأرض و في جوف البحر ،
والتي إما تنازل عنها للغير بلا مقابل تقريبا - اللهم إلا الاعتراف به حاكما وتدعيم نظامه الجائر - أو باعها بأبخس الأثمان ؛
كشركات القطاع العام الناجحة مثلا كالحديد والصلب والغزل والنسج ، أو العقود المبهمة وربما المجحفة والغير معلومة بالضرورة لنا ولا لأي جهة رقابية أخرى ،
والتي يبرمها مع شركات التنقيب عن النفط أو الغاز أو حتى المعادن النفيسة كالذهب ، وغيره ..!
أم أن سفره الغرض منه أيضا ، وكما أشارت بذلك بعض الصحف والمصادر الفرنسية ، هو عقد صفقة أسلحة جديدة أخرى مع فرنسا ،
وفي خلال أقل من شهر تقريبا من صفقة كل من الرفال الفرنسية ،
وكذا صفقة السلاح البحري الإيطالي - وحيث قد تزامن ذلك تلقى مصر معونات غذائية من دولة الأمارات بمناسبة شهر رمضان الكريم ،
وحيث وزعت الإمارات حوالي 100 مليون وجبة رمضانية مجانية بعدد الشعب المصري ..!
كل تلك الصفقات من السلاح إذن ، ولا يزال الشعب المصري هو الوحيد في العالم الذي وقع ضحية كل من وباء كورونا وتجاهل النظام حتى اللحظة عن وضع خطة عملية ومدروسة وناجزة وناجعة لتطعيم 100 مليون مصري ..!
ثم أين هي المخازن التي يمكن أن تستوعب كل هذه الأسلحة ؛
أم إنها أسلحة مدرجة فقط على ورق يقابلها التزام مصر بسداد قروضها و بفوائدها ، وفي أكبر عملية نصب واحتيال ،
أو خداع استراتيجي حقيقي ، لم يألفه كما لم يدونه التاريخ من قبل ..؟!
هكذا إذن تبدو صفقات السلاح وكأنها بمثابة رشاوي دوليه ليبقيه النظام الدولي ، ويفرضه ،
رئيسا لمصر ، وذلك على الرغم من كل ما سببه وتسبب فيه من كوارث لمصر ولشعبها ؛ وربما بسبب هذه الكوارث ..!