محمد الدويك يكتب : إن الله لا يحب كل مختال فخور.

profile
  • clock 18 فبراير 2022, 1:30:00 م
  • eye 461
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
Slide 01
Slide 01

جماعة الاخوان المسلمين بتعتبر نفسها في المقام الاول جماعة تربوية، وكذلك كافة التنظيمات الاسلامية المعاصرة.. لكن غالبا هناك خلل ما في مفهوم التربية.. غالبا يأتي ظاهري فقط، حتى يصير السمت أو الشكل الخارجي كأنه ينتمي لمعسكر ما ويرتدي اليونيفورم الخاص به. باعتباره نادي أو مؤسسة ربحية وليس دين واعتقاد قائم على الضمير ونقاء القلب والوعي الشخصي. 


بفتكر التسريب اللي كان بين عمرو موسى وبين عصام العريان بعد احدى المناسبات الاجتماعية التي جمعتهما بعد ثورة يناير وصعود وتمكين جماعة الاخوان.. والعريان يضحك بهستيريا وجنون وعدم تصديق لما انتابهم من قوة مفاجئة وغير متوقعة بعد أن جنوا ثمار الثورة وحدهم ووظفوها لمصلحتهم وصار الكل يخطب ودهم من امريكا للمجلس العسكري للاعلام للناس. 


عمرو موسى يتحدث للعريان بإنهم يرحموا حسني مبارك وكفاية مرمطة فيه، ويقول لهم الراجل كبير وعيب تعملوه فرجة وتهينوه في شيبته خاصة انه حقيقة ترك السلطة بأقل قدر من الصدام والعنف. وانه الاجدى غلق هذا الملف والالتفات الى تحديات الحاضر وعدم الدخول في تصفية حسابات وانتقام واذلال. 
العريان ضحك بصوت بغيض ورد بتعالي وثقة كأنه من يوزع أقدار العباد ويمتلك مقاليد السماء والارض.. قال له: يا عمرو بيه الراجل مش هيخرج من السجن إلا على التربة يتدفن.


الغريب ان عصام العريان هو من خرج السجن الى القبر، بأزمة قلبية مفاجئة عقب عاصفة غضب إثر نقاش دار بينه وبين قيادات الجماعة بالداخل حول الاخطاء التي مارسوها والتي أدت الى هذا الوضع الكارثي الذي شرد الجماعة. 


أولى قواعد التربية التي تتحدث عنها الاية أن الله لا يحب كل مختال فخور. 
إنهم يدرسون السيرة النبوية، ويقرأون القرآن ويختموه مئات المرات لكنه لم يغير شيئا في قلوبهم وطباعهم ووعيهم. الرسول دخل مكة بعد الفتح وقال أمان لكل البشر والحجر. وقال اليوم يوم بر ووفاء.. وطأطأ رأسه على فرسه حتى لا يظن الناس أنه دخل دخول الملوك المنتصرين.. رغم أنهم طردوه وأذلوه وكذبوه وحاربوه وقصدوا استئصال جذور الدين من منبته. 
آيات القرآن تقول بالعقوبة بمثل ما عوقبت لانزال العدالة في الكون.. لكن الى جانب اخلاق العدالة هناك أخلاق الفرسان التي تعفو عن قدرة، وتقتل في قلبها اي رغب في الغل والشماتة والتشفي. ولذلك تنتهي كافة الايات (ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الامور) 
دخلت جماعة الاخوان المسلمين معارك اعلامية وشعبوية كبرى حول تجمعات صلاة العيدين وحجاب النساء ومظاهرات فلسطين، لكن الحقيقة أنها وبعد عشرات السنين لم تغيير في جوهر الناس، لم ترتقي بمجتمعاتنا نحو الضمير والوعي الروحي وتجاوز المشاعر البدائية والعنيفة.


وأول ما اعطاهم الله السلطان، مارسوا الكذب، والانتقام، والجشع، وحب الدنيا، والغباء.. وكلها جرائم تنم عن مشاعر ايمانية وعقلية سطحية وهشة لم تنضج بصدق وعمق، قدر ما كانت مظاهر اجتماعية ودعائية فقط.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)