- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
محمد الروبي : عن رواية طبيب ارياف للمنسي قنديل
محمد الروبي : عن رواية طبيب ارياف للمنسي قنديل
- 15 يونيو 2021, 12:12:08 ص
- 623
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أنتهيت منذ قليل من قراءة رواية ( طبيب أرياف ) للصديق محمد المنسي قنديل ... رواية كتبها - حسب التاريخ المسجل في صفحتها الأخيرة في ( 26-4 2020 في عزلة كورونا ) .. اهمية هذا التاريخ بالنسبة لي انه أكد احساسي بأن هذه الرواية كتبت بنفس واحد كما قرأتها أنا بنفس واحد .ربما توقف كاتبها - كما توقفت أنا كقارىء- وقفات قليلة مجبرا بإحتياجات الحياة كالنوم والأكل وربما القراءة العابرة لالتقاط النفس والاحتشاد من اجل استكمال معركة الكتابة ... هل قلت معركة ؟ نعم ..معركة ..فهذه الرواية ( ذات النفس الواحد والمثيرة للهاث وأنت تتتبع مصائر شخصياتها القليلة) لا يمكن إلا ان تكون قد كتبت بقلم ألقى صاحبه بنفسه في خضم معركة أشعلها هو بنفسه فطالته وانعكس لهيبها على قارئها. في الرواية القصيرة نسبيا ينجح المنسي - كعادته - في رسم شخصياته بكلمات قليلة ناصعة كنحات بارع يجعلك - كقارىء -أن تتخيل وجوهها وأجسامها وأرواحها مجسدة أمامك فتحبهم جميعا وتتعاطف مع منطق كل منهم حتى أولئك الذين ستصفهم بالأشرار. بعض شخوص هذه الرواية ستحيلك إلى شخوص أخرى بعضها واقعي والأخر إبداعي صادفتها في اعمال أخرى منها أعمال للكاتب نفسه. وهو التشابه الذي لن يصيب شخوص ( طبيب أرياف ) بعيب أو نقيصة بل على العكس سيمنحها ثراء و حياة. ولعل هذا التشابه يبدو جليا في شخصية ( الجازية) الغجرية.. فهي وكما يفصح اسمها ستذكرك بجازية الهلالية لكنها ستكون اكثر إلتصاقا بكارمن، بل و فيها الكثير من غجرية أخرى سبق وأن نحتها المنسي نفسه في عمله الأسبق والأحب إلى قلبي( قمر على سمرقند ) . الجازية لن تكون الشخصية الوحيدة في ذلك التشابه مع أخريات بل سيطول هذا التشابه أغلب الشخصيات. مرة أخرى أؤكد ان هذا التماس بين شخصيات الرواية و أخرى تمنح الأولى ثراء يدل عليه هذا الفضول الذي تملكني وأنا أتابع مصائر هذه الشخصيات التي أتعرف عليها هنا للمرة الأولى؛ فضولا لم يصاحبني بكل هذا الإصرار من قبل لدرجة أنه يمنعني من ترك الرواية حتى أصل سطرها الأخير.وحين أصله أشعر بوخزة فراق لأعزاء تعرفت عليهم وصار بينى وبينهم صلة وحياة.
ف(طبيب أرياف) رواية لا تقرأ بل تلتهم إلتهاما... وكعادتي لن أفصح عن أحداث الرواية فالإبداع لا يحكى فهو كالبحر لن تشعر بلذة لسعاته إلا بالغوص فيه. فقط أردت أن اشارككم هذا الشعور باللذة.. فلا تفوتوا هذه المتعة في أيامنا الجدباء هذه.
شكرا المنسي قنديل .. والشكر كل الشكر للصديق المخرج ناصر عبد المنعم الذي نبهني ل ( طبيب أرياف ).