- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
مديحة البياتي تكتب: ما قل ودل.. لا تسيئوا إلى جيشكم!
مديحة البياتي تكتب: ما قل ودل.. لا تسيئوا إلى جيشكم!
- 16 أبريل 2024, 10:38:23 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
من الملاحظ خلال مشاهداتي لتصريحات بعض الأخوة من منتسبي الجيش العراقي في لقاءاتهم للبرامج التلفزيونية، حيث يصرحون دائماً بأنهم "فداء" للوطن، أو "مشاريع استشهادية" في سبيله.
أيها الأخوة الأعزاء.. المنتسب للجيش أو للقوات الأمنية "بديهياً" بمجرد ارتداءه للبدلة العسكرية أصبح "مشروعاً" للذود عن حياض الوطن والتضحية بالنفس والدم والروح في سبيل الحفاظ على أمنه وكرامة شعبه. وعليه من الخطأ التصريح في كل مرة بأن "الجندي" مستعد للتضحية في سبيل وطنه كونه من الأمور البديهية سلفاً.
القوات العسكرية هي المكلفة بالتصدي لأي عدوان خارجي يستهدف أمن الوطن واستقلاله، ومن المؤسف حقاً أن نجد منتسبي الجيش العراقي في الساحات والمفترقات وبعضهم قد تحول إلى "رجل مرور" بحجة تنظيم السير! والبعض الآخر يقوم بمهمات هي بالأساس من واجبات قوات الداخلية. فالعناصر العسكرية وجدت لتكون على حدود الوطن وأسواره لصد أعداءه الخارجيين ، أما المهمات الداخلية في المدن فهي من اختصاص قوات الشرطة وأجهزتها المحلية.
كل الانتصارات العسكرية التي تحققت في المعارك خلال السنوات الأخيرة المتمثلة بالقضاء على قوى الشر والإرهاب وتحرير الأرض العراقية، جاءت بفضل صمود واستبسال قوات الجيش العراقي الوطني وخطط قياداته وضباطه وتنفيذ جنوده الأبطال بعتادهم وأسلحتهم وتضحياتهم الكبيرة.
الجيش الوطني العراقي الذي جهزته الدولة وبذلت الميزانيات الكبيرة طوال سنوات من أجل تطويره وتدريبه وتسليحه، ومن المؤسف حقاً أن تتناول الصحف والقنوات الرسمية والمحلية الأخرى تلك الانتصارات على أنها جاءت باسم أحد الفصائل المسلحة التي شاركت في المعركة بعد أن حسمها الجيش، وتجاهل تضحيات الجيش العراقي الذي حقق النصر بسواعد رجاله وإمكانياته العسكرية، أو أن النصر قد جاء بفضل القوات الأمريكية! بينما المقاتلون على الأرض والشهداء والجرحى ومعوقي المعركة كلهم من أبناء العراق من منتسبي الجيش العراقي.
وعليه.. نرجو من الجميع، مسؤولين أو حكوميين، رجال دين أو أحزاب، إعلاميين أو صحفيين، عدم الإساءة إلى جيشنا الوطني وتجاهل تضحياته وانتصاراته ودماء أبنائه وملاحمهم البطولية.. أو زجه في مهمات داخل المدن هي بالأصل من اختصاص أجهزة الداخلية. رجاءاً .. رجاءاً .. لا تسيئوا إلى جيشكم.