- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
مريم سميح سويطي تكتب: عُش الدَبابير يقلبُ المُعادلاتَ والمَوازين
مريم سميح سويطي تكتب: عُش الدَبابير يقلبُ المُعادلاتَ والمَوازين
- 10 يوليو 2023, 7:06:32 م
- 397
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعد مُنتصفِ القَمر بدأت المروحيات تحوم في السماء , ونيران القذائف تشعُ , رائحة الدم تتدفق إلى كل مكان وأزيزُ الرصاص يصدحُ إلى كل المسامع , وسائل الإعلام تتناقلُ الأخبار " الاحتلال الإسرائيلي يشنُ عدواناً على جنين " ليخيم الظلام والقلق على أزقةَ المدينة ومُخيمها , اقتحمت إسرائيل جنين بعشرات الآلات العسكرية إلى جانب المروحيات و استمرَ العدوانُ لمدة يومين مخلفاً عشرات الشهداء والإصابات , والأضرار المادية في المنازل والطرقات , بيوت باردة , وأحضان فارغة ,عشرات القصصِ والذكريات تدور ُفي الذاكرة , وتُحفرُ على مساكنها , عشرات, الأشخاص كانوا يمتلكون أحلاماً وأمنيات ، وغَدوّ نَحو المستقبل ، مُستقبل اغتالهُ الاحتلال الإسرائيلي برصاصتهِ الغادرة وقذائفهِ المُدمرة بقلبٍ بارد لا تتحركُ بهِ دماء الرحمة
ليقف مخيم جنين صامداً وهامةً ويجرعُ العدو الصهيوني العلقم , ومُرَ الصعقات ويكون بلسماً للشعب الفلسطيني , , ويجابه المنظومة الأمنية الإسرائيلية ويهزُ ترسانتها العسكرية , ويمرمغ أنف إسرائيل في التراب فعلى الرغم من القوة العسكرية التي استخدمها الاحتلال خلال عدوانه على جنين إلا أنهُ فش في كل المقاييس في تحقيق أهدافه , وعمليته , فلم يستطع الاحتلال التقدم مترين إلى داخل مخيم جنين , فكلما حاول التقدم تارةً فاجئهُ بسالة وشجاعة المقاومة الفلسطينية في التصدي تارة فأدهشت جنين العدو بتطور معداتها العسكرية وخططها الاستراتيجية والتكتيكية في إدارة المعركة وباتت تضع قواعد اللعبة , فلم يستطع الاحتلال النيل من المقاومة الباسلة ليتعمد استهداف المدنيين العزل برصاصته الغادرة , مُحاولاً بث أساليبه الدعائية في كي الوعي وخلق حالة من التشرذم والقلق فتعمد تهجير المئات ممن يقنطون في محيط المخيم من منازلهم , معتقداً أنه باستطاعته الإستفراد بالمقاومة داخل المخيم, فتبعتهُ جنين بالهزائم والخسائر وأوقعت في صفوفه القتلى والجرحى وقالت بالاشتباكات كلمتها وأسمعت بالطلقات غايتها , فانسحب العدو يجر أذيال الخيبة ويهزمُ الجَمعُ وينتصرُ فتية البلاد , هزمت عشرات المروحيات والآليات أمام أبطالً لا يتجاوزُ سنة ال24 ربيعاً تصدوا , ودافعوا عن أرضهم بعيونهم اليقظة وسواعدهم القوية وقلبوا الطاولة على رأس الحكومة اليمينية المتطرفة
صواريخُ الضفة كابوساً يقلقُ مضاجع العدو
باتت جنين شبحاً يخيم على الاحتلال وقادته , بعد أن أطلقت صاروخين باتجاه مستوطنة شاكيد غرب جنين ليبدأ العدو يعيدُ حساباته مجدداً , ويخشى أن تتحول الضفة الغربية إلى " غزة , ولُبنان , فلم تنحصر قوة المقاومة الفلسطينية على استخدام العبوات الناسفة , بل وصل إلى تصنيع الصواريخ مما شكل هاجساً للعدو وبدأت وسائل الإعلام العبرية تتناقل الأخبار وتصدرت الصفحات الأولى في الصحف الثلاثة " هآرتس , يديعوت أحرنوت , معاريف وباتت تشغل الرأي الإسرائيلي العام متناقلة "خلال الفترة الأخيرة في جنين بدأت محاولات إنتاج صواريخ محلية، ومن المحتمل أن يكون جسم الصاروخ والوقود الدافع هو الجزء الأخف، وربما يكون رأسه الحربي بمنزلة التحدي، وعلى منظومة الأمن فكّ شيفرة أداء الصاروخ ".
فبدأ يفكر جلياً في محاولة لإنهاء المقاومة الفلسطينية في محاولاتٍ باءت بالفشل , فمثل إطلاق الصواريخ من جنين تهديداً للأمن القومي للاحتلال في خشية من تطور أساليب المقاومة والمعدات , ومن ناحية النطاق الجغرافي فإن إطلاق الصواريخ من الضفة الغربية سيهدد أمن مستوطنات الاحتلال نظراً إلى القرب المكاني وسيكون من السهل الوصول إلى أهداف حقيقة ليضع إسرائيل في خانة اليد , فهذه الصواريخ زلزلت الكيان والمنظومة الأمنية الإسرائيلية , وبددت مقولة "الجيش الذي لا يقهر" ووضحت مدى ضعفه وهشاشته , فسياسة التخويف والترهيب التي يرتكبها الاحتلال بحق الشبان باءت بالفشل , فنهج المقاومة هو الخيار الاستراتيجي الوحيد للشبابِ الفلسطيني