تكبير الخط تصغير الخط

أحد أهم نتائج حرب غزة 2021 موت محمود عباس سياسيا، ويسهل ملاحظة  تراجع شعبيه عباس المتراجعة أصلا في الهتافات ضده، سواء في مواكب أفراح النصر في الضفة أو أثناء صلاة الجمعة الأخيرة في المسجد الأقصى، والإعتداء على وزير الأوقاف الذي حاول تلميع صورة عباس، والهتافات لفصائل المقاومة في غزة، وكان حلف تل أبيب غاضبا من عدم انبطاح عباس بالقدر المطلوب، واعتراضه على بعض بنود صفقة القرن، وخططت للمجئ بمحمد دحلان بوصفه رجل الحلف المستعد لأي قدر من الإنبطاح، لكن بعد إنتصار غزة تبدد حلم تنصيب دحلان نهائيا أو حتى الحفاظ على محمود عباس، لكن ستحاول الولايات المتحدة ومعها حلف الإنبطاح دعم عباس عن طريق ربط المساعدات والإغاثة بدور عباس، أي أن تصبح إعادة الإعمار وإغاثة المنكوبين بيد وبشرط عدم المساس بمكانة عباس، لكنها مهمة صعبة لأنه فقد نفوذه حتى في حركة فتح، أما حركة حماس التي يمكن أن تكون في مقدمة الفائزين فإنها ستتعرض أيضا للإحتواء، والتلويح لها بالدعم المالي والسياسي، ورفعها من قائمة الإرهاب، وجعلها الشريك الأول لعباس في أي مفاوضات، وتمرير مساعدات قطر وغيرها مقابل مشاركتها في مفاوضات حل الدولتين، وهو ما يهدد بانقسام آخر داخل حماس إلى جناحين في حالة الإنجرار إلى حظيرة التدجين، الأول بقيادة هنية ومشعل القابلين للإستقطاب في مقابل يحيى السنوار ومحمد الضيف الموضوعان على قمة قائمة الإغتيالات والأكثر راديكالية وشعبية سواء في غزة أو الضفة، والأقرب لمحور المواجهة ومعهما أسامة حمدان الأنشط في محاولة ترميم العلاقة مع سوريا. أما الإنتخابات الفلسطينية المؤجلة فسيتواصل التأجيل، لأنها ستؤدي إلى خروج عباس من الساحة نهائيا، وستظل الولايات المتحدة وحلف الإنبطاح تصفه بالرئيس الشرعي، لكن مصيره أشبه بعبد ربه منصور هادي في اليمن، فكلاهما يحمل لقب الشرعي لكن بدون أي شرعية شعبية.