مصطفى الصواف يكتب: الضفة تعد العدة فانتظروا

profile
مصطفى الصواف كاتب صحفي فلسطيني
  • clock 15 أغسطس 2023, 4:55:13 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

التاريخ لا يعيد نفسه؛ فعقارب الساعة لا تدور للخلف، والزمن المنقضي لا يعود، لكن قد تتشابه بعض القضايا والأحداث، ونظن عندها أن التاريخ يعيد نفسه لتشابه ما حدث في الماضي القريب وما يحدث اليوم .


نعم أحداث التاريخ قد تتشابه، خاصة في المناطق التي لا تزال تعيش الظروف نفسها، ونحن هنا في فلسطين مازالت قضيتنا مشتعلة، وموقفنا على حاله، ومقاومتنا تشتد، ولكن هذه الشدة تختلف من مكان لآخر، وذلك بسبب البيئة المحيطة بالحدث.


في قطاع غزة على سبيل المثال، وخاصة بين عامي 2004 و 2005 عندما كان الاحتلال جاثمًا على أرضنا في القطاع بمعسكراته ومستوطناته، كان يواجه وقتئذ بمقاومة تتطور، وقد حققت ما أجبر الاحتلال على الرحيل عن القطاع، بعد أن كانت "نتساريم كتل أبيب" وأجبرت المقاومة الاحتلال عن التخلي عن هذه النظرية.


فكك الاحتلال معسكراته، وترك غزة منسحباً، لأن الاحتلال بات مكلفًا إلى حد بعيد للمحتل في ذلك، مما أجبره على الرحيل، وترك غزة لأهلها والتخلي عن عقيدة "نتساريم كتل أبيب".


اليوم المقاومة في الضفة الغربية تشتد وتتطور، وباتت تشكل قلقًا كبيرًا للاحتلال، وباتت قدرتها على بساطتها تؤلم الاحتلال، وهناك أحداث تجري على الأرض تشابه تلك الأحداث التي كانت في القطاع كما أشرنا، ومنها على سبيل المثال ما أعلنته المقاومة من إطلاق صاروخ من شمال الضفة تجاه مستوطنة شاكيد، وهي الصواريخ نفسها التي استخدمتها المقاومة في قطاع غزة، صواريخ بدائية وصنع محلي، ولكنها باتت تذكر الاحتلال بما حدث في قطاع غزة، وهو يخشى أن يجد غزة ثانية شمال الضفة الغربية.


وقد نال المرجفون تلك الصواريخ آنذاك في غزة بكلام كثير، وصفوها بالعبثية، وبالمواسير التي تحمل الكبريت، أنها بلا قيمة حتى تطورت شيئًا فشيئًا وأجبرت الاحتلال على الرحيل .


اليوم يجري في الضفة ما بدأ فيه قطاع غزة، وسيتطور بإذن الله كما تطور في غزة، ولن يبقى في شمال الضفة، بل سيكون في كل مدن وقرى ومخيمات الضفة، وستحقق المقاومة ما حققته في قطاع غزة من تطور كبير بعد أن طورت من صواريخها المصنوعة محليا لتصل إلى 250 كيلو متر، كما حدث مع صاروخ عياش الذي ضرب جنوب فلسطين المحتلة عند مدينة أم الرشراش .


نعم بيئة الضفة تتجهز، والعدو رغم قوته يتراجع على مستويات مختلفة، والمقاومة تتطور وتعد الإعداد الذي يمكنها من تحرير الأرض، ونحن ننتظر ما وعدنا الله به نصرا قريبًا، وها نحن نعد العدة، ونتقرب إلى الله،  نعد الجيل القرآني، وما الحفاظ لكتاب الله الذين يسردون القرآن بجلسة واحدة في مشروع صفوة الحفاظ الذي يقام في القطاع اليوم الثلاثاء 15-8-2023 عنا ببعيد، وهو جزء من الإعداد الذي يرضي ربنا .


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)