مصطفى الصواف يكتب: غزة نموذجًا يتكرر في الضفة

profile
مصطفى الصواف كاتب صحفي فلسطيني
  • clock 11 سبتمبر 2023, 2:41:16 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لم يكن الانسحاب الصهيوني من غزة بإرادة صهيونية أو عن طيب خاطر ، فبعد أن كانت "نتساريم" تساوي عند شارون تل أبيب، انسحب الاحتلال ليس من "نتساريم" لوحدها بل من كل قطاع غزة، نتيجة لشدة المقاومة رغم أنها كانت شبه بدائية، ولكنها باتت موجعة، وبات الاحتلال يدفع أثمانًا كبيرة نتيجة بقائه في قطاع غزة لشدة المقاومة، والتي اشتد عودها رويدًا رويدًا، فكان الخيار لدى الكيان هو الرحيل عن غزة، وقد تم ذلك، وبهذا الرحيل باتت البيئة في قطاع غزة بيئة تدعم المقاومة، رغم وجود السلطة التي لاحقت المقاومة بكل قوة، لكنها فشلت فشلًا سريعًا وعميقًا، وكانت انتخابات 2006، والتي فازت فيها حماس؛ فأصبحت بيئة قطاع غزة بيئة تخدم المقاومة والمقاومين، وكانت عملية أسر الجندي شاليط بعد تشكيل حكومة المقاومة الأولى التي ترأسها اسماعيل هنية.


انسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وخروج السلطة وأجهزتها من قطاع غزة، كان الفرصة الملائمة التي أدت إلى تطور المقاومة بشكل كبير، حتى باتت تقلق الاحتلال ومنظومة التعاون معه سواء السلطة، أو بعض دول الإقليم؛ فقد كانوا يأملوا في التخلص من المقاومة والسماح للكيان في التمد والقوة على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقة، لأن القضية باتت تشكل عبء على كاهل هؤلاء.


نعم المقاومة بعد كل ذلك باتت أقوى، وأفضل كمًا ونوعًا، وأرض الواقع يقول بأن المقاومة اليوم في قطاع غزة تشكل تهديدًا نوعيًا للاحتلال، ولكل أعداء الشعب الفلسطيني، وهذا يعود لفضل الله أولًا ثم فعل المقاومة البدائي كما كان يقال، وكذلك خلو القطاع من عملاء الاحتلال.


وصارت المقاومة إلى تطور كبير حتى باتت صواريخها تغطي كل سماء فلسطين، ولم يقتصر التطور على الصواريخ، بل شمل البر والبحر والسماء، وعلى الأرض إعداد وتطوير وتدريب، ونسأل الله أن يمكن لها ما تسعى إليه.


هذا المشهد الذي كان في قطاع غزة بعد انسحاب الاحتلال باتت اليوم تظهر إرهاصاته في الضفة، والتي صارت تعود إلى مجدها السابق، لتحقق للشعب الفلسطيني ما يسعى إليه من كرامة وحرية.


الضفة اليوم تشهد ما شهده قطاع غزة بعد عام 2005 عقب انسحاب الاحتلال من القطاع، هناك تطور في المقاومة كمًا ونوعًا وإعدادًا وتدريبًا وحاضنة شعبية، ولذلك بات الأمر يهدد الكيان، ويرفع من درجات القلق لديه، ويخشى أن يتكرر ما حدث في غزة، وهو في طريقه لذلك بإذن الله، ولن يقف أمام تطور المقاومة ونمو حاضتها الشعبية أي معيق بل ستشتد ويزيد الإلتفاف الشعبي حولها، ويزيد خوف وقلق الاحتلال، لأن أمر الله واقع، فهو لا يُخلف وعده.


الاحتلال ليس وحده قلق من تطور المقاومة في الضفة الغربية، ومحاولات وأد المقاومة مستمر، ويشتد سواء من أزلام أوسلو او من معهم من دول في الإقليم والاحتلال وأمريكا؛ لأن الجميع على ما يبدو بات على قناعة بذلك، وإن كان ظاهريًا يكذبها ولا يريدها أن تتحقق، ولكن قدر الله سيكون، وتطور المقاومة من أقدار الله، والله غالب على أمره ولو كره الكافرون.
 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)