- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
مصطفى الصواف يكتب: لماذا لا نحسن القراءة ونعيد التفكير
مصطفى الصواف يكتب: لماذا لا نحسن القراءة ونعيد التفكير
- 12 سبتمبر 2023, 3:42:49 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نظرت بعين تراقب الوضع العام العربي والفلسطيني، وما حدث سواء في ليبيا الشقيقة، وعدد الشهداء الذين قضوا في الفيضانات التي وقعت قبل يومين، والذين تعدوا الألفين، وخمسة آلاف مفقود، وهذا قد يرفع عدد الشهداء إلى ما يزيد عن الرقم المعلن، وما حدث في المغرب الشقيق أيضا من زلزال مدمر في مراكش ومحيطها، ونسأل الله أن يتقبل الشهداء، وأن يطمئننا على المفقودين، وأن يشفي المصابين، خاصة أن مصيبة الموت في البلدين الشقيقين آلمتنا جميعًا، لا سيما نحن أبناء فلسطين؛ لأن الفقد والموت له واقع مختلف عندنا.
الناظر إلى عدد الشهداء في البلدين وقد فاق الخمسة آلاف شهيد؛ هو عدد كبير جدًا بالقياس لما يحدث هنا أو هناك من حوادث يقضي فيها العشرات، وما يثير التساؤل؛ لماذا هذا الخوف من الموت؟ الذي تحاول أنظمة الدول العربية تخويف الناس به في حال لو كان لهم رغبة في الجهاد، أليس فيما نشاهد عبرة بأن الموت آت آت، والقدر محتوم سواء بموت أو إصابة وخلافه، وهذا ما يحدث لبعض من يشاركون في المعارك مع العدو، والسؤال لماذا الخوف من الانضمام إلى المقاومة ضد المحتل الذي يحتل الأرض ويقتل الإنسان ويسعى لتدمير المقدسات، أليس الجهاد بات فرض عين على كل مسلم تتعرض أرضه للنهب، ومقدساته للتدنيس، ويحاول أهله في فلسطين الدفاع عن ذلك، ولكن القوة التي يملكونها ضعيفة، وإن كانت في طريقها لتكون أكثر قوة، وإن مجابهة هذا العدو بحاجة إلى مشاركة الجميع من العرب والمسلمين.
فكيف لو شارك الجميع في الذود عن الأرض المقدس المحتلة والمغتصبة من العدو، أليس مواجهة العدو أمر يخيف الأنظمة، واليوم دليل واضح ورسالة قوية، تقول بشكل جلي: الموت واحد، وهو حادث لا محالة، ولذلك علينا أن نختار كيف نموت، أو نسعى لتحديد الطريقة التي نلقى الله عليها، أليس أسمى أنواع الشهادة الموت في سبيل الله .
لماذا لا نشارك جميعًا في الدفاع عن ديننا، وعن أرضنا ومقدساتنا، وأي معركة مع العدو ربما لا تؤدي إلى ارتقاء هذا العدد الكبير من الشهداء – كما حدث في حادثين فقط الزلزال والفيضانات – وحتى وإن ارتقى هذا العدد أو حتى أكثر منه فالنتيجة ستكون أفضل وأعم وأنفع للأمة، خاصة أن من يرتقي في المعركة مع العدة يحصل على أعلى مرتبة في الشهادة، وسيحقق نتائج ترضي ربنا وتحافظ على دينه ومقدساته.
رسائل علينا أن نلتقطها بشكل جيد، وأن نفهم مغزاها، ونعي المقاصد منها، وذلك يُحتم علينا أن نعيد التفكير؛ فالموت والحياة بيد الله، وليس علينا إلا أن نضع النيات الطيبة، ولا نخشى ملاقاة العدو في أي معركة معه، ولن يكون فيها إلا ما أراد الله، وهو الذي سيختار الشهداء، فبدلاً من الموت في حادث، فلم لا نعمل على أن يكون الموت لو حدث هو سبيل الله ودفاعًا عن دينه ومقدساته وتحرير أرض المسلمين من دنس عدو يتربص بنا جميعا.
نحن بحاجة إلى التفكير الجاد في الأمر، ولندعو إلى الجهاد المقدس، الذي هو اليوم فرض عين على كل مسلم، وعندها سيكون الله معنا، وسيحقق ما نريد وسيندحر هذا العدو عن أرض المسلمين، ونصون مقدساتنا ودماءنا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فكونوا جميعًا أصحاب هذا الشرف؛ شرف تحرير الأقصى مسرى رسول الله، الذي هو رسولنا جميعًا.