الاجابة على هذا السؤال تخرجنا من اطار العدوان الوحشى الصهيونى الراهن على غزة لنتذكر معا ان المشكلة والمأساة الحقيقية والاكبر والاشمل  التى يعانى منها شعبنا الفلسطينى 

هو الاحتلال الصهيونى اليومى منذ عشرات السنيين لاراضينا فى فلسطين وليس العدوان البربرى الان على غزة .. وبالتالى فان العدوان على غزة هو فرع من المأساة وليس هو اصل البلاء

ولكل هذا فان وقف اطلاق النار فى غزة كما يقال أو وقف العدوان الصهيونى كما نقول يتطلب عدم الوقوع فى مصيدة التهدئة

 كما حدث من قبل وكفى دون استكمال المعركة الام وهى تحرير فلسطين فالتهدئة مع الصهاينة لم تكن ولن تكون ابدا فى صالح الشعب الفلسطينى 

لان ارضه محتلة وكل يوم يمر  يستولى الصهاينة على المزيد منها فكيف يتم التهدئة مع محتل يتوسع يوميا بالاستيلاء على ما تبقى من ارض ؟

وفى المقابل فأن التهدئة مع الصهاينة الان والان بالذات بعد اصبحت المقاومة تمتلك قوة ردع ضد الصهاينة فى الجو 

 وعلى الارض هى فى صالح كل اعداء الشعب الفلسطينى بدءا من الصهاينة انفسهم لان التهدئة فى جوهرها معناها فى الواقع استمرار الاحتلال 

وبناء مزيدا من المستوطنات فى حالة من الصمت العالمى المعتاد على جرائمهم كما انها لصالح الامريكان الذين انكشف 

مرهم امام الرأى العام العالمى بأنهم شركاء فى قتل الاطفال بتأييدهم للصهاينة ومنع مجلس الامن من اصدار قرار

 ليس بأدانة اسرائيل بل لمجرد الدعوة لوقف اطلاق النار بالاضافة الى الادانة المتزايدة من قواعد الحزب الديموقراطى لموقف الرئيس بايدن فى تأييده لقتل المدنيين الفلسطينيين

كما انها لصالح معظم الحكام العرب الموالين لاسرائيل والامريكان بعد ان بدأت كرسيهم تهتز بعنف منذرة بسقوطهم بفعل الاحتجاجات الواسعة والحاشدة 

 لشعوبنا العربية ضد صمتهم وعجزهم عن وقف الابادة التى يتعرض لها اهلنا فى فلسطين

وكل هذه الاطراف تريد الان التهدئة بأسرع ما يمكن ويعمل من اجلها ليل نهار وبشكل رئيسى السيسى والاردن لدفن القضية الفلسطينية

 مرة اخرى بمشاركة اسيادهم الصهاينة والامريكان وليس بهدف اعطاء الفلسطينيين حقوقهم  بل للحفاظ على بقاءهم فى الحكم خوفا من سقوطهم وانكشافهم كعملاء للصهاينة

والسؤال الملح الان هل تقع  قيادات المقاومة الفلسطينية فى مصيدة التهدئة دون ربطها بأنهاء الاحتلال الصهيونى ؟

 خاصة وان التاريخ علمنا فى سرده لمأساة شعبنا الفلسطينى انه عندما يقاوم الصهاينة يستيقظ العالم ويعترف بعدالة قضيته وعندما يتوقف عن المقاومة يصبح ويا للاسف نسيا منسيا ..!