منفذ‭ ‬هجوم‭ ‬العوجة‭ ‬حمل‭ ‬بندقية‭ ‬ومصحفا‭… ‬ومصريون‭: ‬سليمان‭ ‬خاطر‭ ‬جديد‭… ‬ووسم‭ ‬‮«‬جندي‭ ‬مصري‮»‬‭ ‬يتصدّر

profile
  • clock 5 يونيو 2023, 11:09:52 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

القاهرة‭ -‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬: في‭ ‬وقت‭ ‬تكشفت‭ ‬فيه‭ ‬معلومات‭ ‬جديدة،‭ ‬أمس‭ ‬الأحد،‭ ‬عن‭ ‬الشرطي‭ ‬المصري‭ ‬الذي‭ ‬قتل‭ ‬3‭ ‬من‭ ‬جنود‭ ‬الاحتلال‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬السبت،‭ ‬وأصاب‭ ‬ضابطا‭ ‬عند‭ ‬معبر‭ ‬العوجة‭ ‬في‭ ‬سيناء،‭ ‬وصف‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬العملية‭ ‬بـ‭”‬الخطيرة‭”‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬بعثنا‭ “‬رسالة‭ ‬واضحة‭” ‬لمصر،‭ ‬ونطالب‭ ‬بتحقيق‭ ‬مشترك‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬القاهرة‭ ‬تبنت‭ ‬رواية‭ ‬أن‭ ‬المنفذ‭ ‬عبر‭ ‬الحاجز‭ ‬الأمني‭ ‬خلال‭ ‬مطاردة‭ ‬تجار‭ ‬مخدرات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬احتفوا‭ ‬بالشرطي‭ ‬المنفذ،‭ ‬معتبرين‭ ‬أنه‭ ‬انضم‭ ‬لقائمة‭ ‬رافضي‭ ‬التطبيع،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬منفذي‭ ‬عمليات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع،‭ ‬مثل‭ ‬سليمان‭ ‬خاطر‭. ‬


وحسب‭ ‬تحقيق‭ ‬إسرائيلي،‭ ‬فإن‭ ‬المنفذ‭ ‬دخل‭ ‬من‭ “‬معبر‭ ‬خاص‭” ‬وكان‭ ‬يحمل‭ ‬بندقية‭ ‬كلاشينكوف‭ ‬قديمة‭ ‬وسكاكين‭ ‬ومصحفا‭.‬


نتائج‭ ‬التحقيق،‭ ‬التي‭ ‬نشرتها‭ ‬الأحد‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬عبرية‭ ‬بينها‭ ‬القناة‭ “‬12‭” ‬وصحيفة‭ “‬يديعوت‭ ‬أحرونوت‭”‬،‭ ‬خلصت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ “‬الجندي‭ ‬المصري‭ ‬لم‭ ‬يتسلل‭ ‬عبر‭ ‬فجوة‭ ‬في‭ ‬السياج‭ ‬الحدودي‭ ‬ولم‭ ‬يتسلقه،‭ ‬بل‭ ‬دخل‭ ‬من‭ ‬معبر‭ ‬طوارئ‭ ‬مخصص‭ ‬لمرور‭ ‬القوات‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬المصري‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭”.‬


وأضافت‭ ‬أن‭ ‬الجندي‭ ‬غادر‭ ‬معسكره‭ ‬ليلا‭ ‬وسار‭ ‬حوالى‭ ‬خمسة‭ ‬كيلومترات‭ ‬مسلحا‭ ‬ببندقية‭ ‬كلاشينكوف‭ ‬قديمة‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬المعبر‭ ‬وكان‭ ‬بحوزته‭ ‬6‭ ‬مخازن‭ ‬ذخيرة‭ ‬وسكاكين‭ ‬كوماندوز‭ ‬ومصحف،‭ ‬وقطع‭ ‬الأصفاد‭ ‬الموضوعة‭ ‬على‭ ‬المعبر‭ ‬بسكين‭.‬


في‭ ‬السياق،‭ ‬قال‭ ‬نتنياهو‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬نقلها‭ ‬التلفزيون‭ “‬بعثت‭ ‬إسرائيل‭ ‬برسالة‭ ‬واضحة‭ ‬للحكومة‭ ‬المصرية‭. ‬نتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التحقيق‭ ‬المشترك‭ ‬شاملا‭ ‬ومفصلا‭”‬،‭ ‬ووصف‭ ‬العملية‭ ‬بالخطيرة‭.‬


وفي‭ ‬مصر،‭ ‬تصدر‭ ‬وسم‭ “‬جندي‭ ‬مصري‭” ‬قائمة‭ ‬الوسوم‭ ‬الأعلى‭ ‬تداولا‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬وأعاد‭ ‬كثر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوسم،‭ ‬التذكير‭ ‬بوقائع‭ ‬مشابهة‭ ‬أقدم‭ ‬فيها‭ ‬جنود‭ ‬مصريون‭ ‬على‭ ‬اختراق‭ ‬الحاجز‭ ‬الحدودي‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الجنود‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬منهم‭ ‬الجندي‭ ‬سليمان‭ ‬خاطر‭ ‬الذي‭ ‬قتل‭ ‬7‭ ‬إسرائيليين‭ ‬عام‭ ‬1983‭ ‬في‭ ‬حادث‭ ‬رأس‭ ‬البرقة،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬أطلق‭ ‬على‭ ‬المنفذ‭ ‬اسم‭ ‬سليمان‭ ‬خاطر‭ ‬الجديد‭.‬


ومع‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬المصرية‭ ‬أو‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬لم‭ ‬يعلنوا‭ ‬اسم‭ ‬او‭ ‬مسقط‭ ‬رأس‭ ‬الشرطي‭ ‬المصري،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المصريين‭ ‬أطلقوا‭ ‬عليه‭ ‬بطل‭ ‬موقعة‭ ‬معبر‭ ‬العوجة،‭ ‬وسليمان‭ ‬خاطر‭ ‬جديد،‭ ‬ووضعوه‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬احتفظت‭ ‬بها‭ ‬الذاكرة‭ ‬الشعبية‭ ‬لمقاومي‭ ‬التطبيع‭ ‬في‭ ‬مصر‭. ‬فرغم‭ ‬مرور‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬44‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬مصر‭ ‬اتفاقية‭ ‬السلام‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬عام‭ ‬1979،‭ ‬وهي‭ ‬الاتفاقية‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬شعبيا‭ ‬باتفاقية‭ ‬كامب‭ ‬ديفيد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬يرفض‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭.‬


وكانت‭ ‬أول‭ ‬واقعة‭ ‬مقاومة‭ ‬لفرض‭ ‬التطبيع‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬قرية‭ ‬أجهور‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬القليوبية‭ ‬في‭ ‬دلتا‭ ‬مصر‭. ‬ففي‭ ‬26‭ ‬فبراير‭/ ‬شباط‭ ‬1980،‭ ‬حمل‭ ‬الفلاح‭ ‬سعد‭ ‬إدريس‭ ‬حلاوة،‭ ‬حقيبة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وضع‭ ‬فيها‭ ‬سلاحا‭ ‬آليا،‭ ‬وتوجه‭ ‬إلى‭ ‬مبنى‭ ‬الوحدة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬القرية،‭ ‬واحتجز‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬موظفيها،‭ ‬وطالب‭ ‬بطرد‭ ‬السفير‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬حتى‭ ‬نالته‭ ‬رصاصة‭ ‬أحد‭ ‬القناصة‭.‬


حلاوة‭ ‬الذي‭ ‬اتهمته‭ ‬السلطات‭ ‬وقتها‭ ‬بـ‭”‬الجنون‭”‬،‭ ‬رثاه‭ ‬الشاعر‭ ‬السوري‭ ‬الراحل‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭. ‬ثم‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭/ ‬تشرين‭ ‬الأول‭ ‬عام‭ ‬1985،‭ ‬قتل‭ ‬الجندي‭ ‬سليمان‭ ‬خاطر‭ ‬5‭ ‬إسرائيليين‭ ‬وجرح‭ ‬7‭ ‬آخرين،‭ ‬أثناء‭ ‬قيامه‭ ‬بنوبة‭ ‬حراسته‭ ‬المعتادة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬رأس‭ ‬برقة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬سيناء‭. ‬ومرة‭ ‬جديدة‭ ‬وصفته‭ ‬الصحف‭ ‬الموالية‭ ‬للنظام‭ ‬بـ‭”‬المجنون‭”‬،‭ ‬وحكم‭ ‬عليه‭ ‬بالأشغال‭ ‬الشاقة‭ ‬لمدة‭ ‬25‭ ‬عاما،‭ ‬وتم‭ ‬ترحيله‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬الحربي‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬وبعد‭ ‬9‭ ‬أيام‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬صدور‭ ‬الحكم،‭ ‬وفي‭ ‬7‭ ‬يناير‭/ ‬كانون‭ ‬الثاني‭ ‬1986،‭ ‬أعلنت‭ ‬السلطات‭ ‬خبر‭ ‬انتحاره‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬غامضة‭. ‬


في‭ ‬26‭ ‬نوفمبر‭ / ‬تشرين‭ ‬الثاني‭ ‬1990،‭ ‬أقدم‭ ‬الجندي‭ ‬المصري‭ ‬أيمن‭ ‬حسن‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وهاجم‭ ‬سيارة‭ ‬جيب‭ ‬وحافلتين‭ ‬إسرائيليتين‭ ‬وأصيب‭ ‬في‭ ‬رأسه،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قتل‭ ‬21‭ ‬ضابطاً‭ ‬وجنديا‭ ‬إسرائيليا‭ ‬وجرح‭ ‬20‭ ‬آخرين‭ ‬ثم‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭ ‬ليسلم‭ ‬نفسه،‭ ‬وحُكم‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬أبريل‭/ ‬نيسان‭ ‬1991‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬12‭ ‬عاما‭.‬

التعليقات (0)