من "باي مايا" إلى رسالة "دنيال وإميليا".. كيف عبر الأسرى الإسرائيليون عن تقديرهم لمعاملة "القسام"؟

profile
عبدالرحمن كمال كاتب صحفي
  • clock 27 نوفمبر 2023, 5:38:34 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
لقطة التحية بين الأسيرة مايا ومجاهد القسام التي أصبحت حديث العالم

على الرغم من الظروف الصعبة من قصف وتجويع وطول فترة الأسر، إلا أن الأسرى الإسرائيليين لدى حركات المقاومة في غزة، والذين أفرج عنهم سواء ضمن صفقة تبادل الأسرى، أو حتى أولئك الذين أفرجت عنهم المقاومة لدواعِ إنسانية من قبل ذلك، أجمعوا كلهم على المعاملة الطيبة التي قوبلوا بها من قبل المقاومة في غزة.

هذا الانطباع الجيد عن المقاومة جعل دولة الاحتلال تمنع ظهور الأسرى المفرج عنهم في وسائل الإعلام، خاصة بعد الكشف عن جرائم المحتل ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونه، والتي كشفها الأسرى المحررين ضمن صفقة التبادل.

غير أن المقاومة كالعادة فاجأت الاحتلال وإعلامه، بنشرها فيديوهات تسليم الأسرى إلى الصليب الأحمر، وهي الفيديوهات التي كشفت عن المعاملة الجيدة للغاية من قبل المجاهدين للأسرى الإسرائيليين خلال تسليمهم لممثلى الصليب الأحمر، وقابلها حالة من الود الذى جمع الأسرى المفرج عنهم مع عناصر كتائب القسام أثناء إطلاق سراحهم.

"باي مايا"

وفى مشهد لافت للانتباه، ظهر بعض الأسرى الإسرائيليين وهم يودعون مقاتلى حماس فوز وصولهم لسيارات الصليب الأحمر ضمن الدفعة الثانية من الاتفاق، السبت، وكأن المشهد لأصدقاء يودعون بعضهم البعض وليس وداع أسرى لمحتجزيهم، رغم تأخر تسليم الأسرى بسبب خرق الاحتلال للهدنة.

وظهر فى الفيديو سيدة برفقة فتاة صغيرة يبدو أنها ابنتها، وهما تلوحان بالوداع لمقاتلة حماس، والابتسامة تزين وجهيهما، فيما ودعمها مقاتل حماس الذى أخفى وجههه خلف قناع، لكن ظهر الود فى نبرة صوته أثناء الوداع، وهو المشهد الذى يجعلك تتيقن أن هولاء الأسرى لاقوا معاملة جيدة خلال فترة احتجازهم برفقة المقاومة.

 

ولعل أشهر اللقطات التي انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي على نطاق عالمي، وليس فقط على المستوى العربي، هي لقطة المجاهد الذي يوده الأسيرة المصابة بكسر في قدمها، قائلا: "باي مايا"، لترد الأخرى التحية بشكل لافت.

الوداع بالابتسامات والتلويح في ودٍ كبير، ليست الأولى من نوعها، إذ إنه منذ ما يقرب من شهر، تم الإفراج عن الرهينة الإسرائيلية المسنة، يوشيفيد ليفشيتس، والتى شوهدت أيضًا وهى تُسلم على من اختطفها وتصافحه، قبل أن تنطلق مع أحد أعضاء الهلال الأحمر، وقالت وقتها «أخبرونا بأنهم مسلمون يؤمنون بالقرآن، ولن يؤذونا»، كما أكدت أنه كان هناك مسعفًا ومراعاة طبية وتوفير العلاج اللازم.

رسالة من أسيرة

وقبل قليل، نشرت كتائب القسام رسالة موجهة من إحدى المحتجزات إلى مجاهدي وقيادة الكتائب الذين رافقوها خلال فترة الاحتجاز قبيل الإفراج عنها في صفقة التبادل ضمن التهدئة الإنسانية في طوفان الأقصى.

وفيما يلي نص رسالة الأسيرة الإسرائيلية، وتدعى دنيال، إلى كتائب القسام:

"للجنرالات الذين رافقوني في الأسابيع الأخيرة يبدو أننا سنفترق غداً، لكنني أشكركم من أعماق قلبي، على إنسانيتكم غير الطبيعية التي أظهرتموها تجاه ابنتي إميليا.

كنتم لها مثل الأبوين دعوتموها لغرفتكم في كل فرصة إرادتها، هي تعترف بالشعور بأنكم كلكم أصدقاؤها ولستم مجرد أصدقاء، وإنما أحباب حقيقيون جيدون.

شكراً شكراً شكراً على الساعات الكثيرة التي كنتم فيها كالمربية.

شكرا لكونكم صبورين تجاهها وغمرتموها بالحلويات والفواكه وكل شيء موجود حتى لو لم يكن متاحا.

الأولاد لا يحبون أن يكونوا في الأسر، لكن بفضلكم وبفضل أناس آخرين طيبين عرفناهم في الطريق. ابنتي اعتبرت نفسها ملكة في غزة، وبشكل عام تعترف بالشعور بأنها مركز العالم.

لم نقابل شخصا في طريقنا الطويلة هذه من العنصر وحتى القيادات إلا وتصرف تجاهها برفق، وحنان وحب. أنا للأبد سأكون أسيرة شكر لأنها لم تخرج من هنا مع صدمة نفسية للأبد.

سأذكر لكم تصرفكم الطيب الذي منح هنا بالرغم من الوضع الصعب الذي كنتم تتعاملون معه بأنفسكم والخسائر الصعبة التي أصابتكم هنا في غزة".

 

الأسرى بصحة جيدة

فيما قال موقع "والاه" الإسرائيلي نقلاً عن أقارب الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم إنهم "لم يمروا بأي شيء قاس، وقد تلقوا معاملة إنسانية".

وأضاف أقارب الأسرى الإسرائيليين أنّه "لم تكن هناك قصص رعب مروا بها كما توقع أقاربهم"، مضيفين أنّه "منذ اللحظة التي تم أسرهم لم يتعرضوا للضرب".

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية تحت بند سمح بالنشر: "حماس لم تعذب الأسرى، وسمحت لبعضهم بالتدخين وقد حصلوا على أدويتهم".

وذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية، السبت، إنّ الأسرى الإسرائيليين الذين أفرجت عنهم حركة حماس من قطاع غزة "كانوا بمعظمهم يتمتعون بصحة جيدة".

وقالت مستشفى "شنايدر" للأطفال، حيث تم نقل أربع نساء وأربعة أطفال إليه بعد إطلاق سراحهم، بحسب الصحيفة، إن الأطباء أجروا فحصاً أولياً "وقالوا إنهم جميعاً في حالة بدنية جيدة".

تفاصيل معاملة القسام للأسرى

من جانبه، قال المراسل العسكري في القناة الـ13 الإسرائيلية ألون بن دافيد، إنه تواصل مع بعض الأسرى المفرج عنهم خلال الهدنة وقالوا إن مقاتلي حماس "جمعوا منتسبي كل كيبوتس (مستوطنة) مع بعض، مما أعطاهم إحساسا أكبر بالراحة".

وأضاف، خلال حوار تلفزيوني: "لم يتعرضوا للعنف ولا للإهانة، وحاولت عناصر حماس تزويدهم بالغذاء وبالمسكنات وأدويتهم الاعتيادية قدر المستطاع، في ظل ظروف أمنية خطيرة وقاسية تحت الأرض وداخل الأنفاق".

وتابع "كانوا يجلسون ويتحدثون مع بعضهم البعض، ويقومون بأنشطتهم بشكل اعتيادي، ويستخدمون اليوتيوب، لقد أعطاهم ذلك دفعة للصمود".

وقال متحدث آخر خلال البرنامج ذاته إنه استمع إلى هذه الشهادة ولشهادات أسرى إسرائيليين مفرج عنهم، معتبرا أن ما سمعه "يشعرنا بالخجل"، خاصة أن الأسيرة ليفشيتس قالت سابقا الكلام نفسه، فتم تكذيبها وقالوا إن حماس أثرت عليها.

وأضاف "لقد كانت تقول الحقيقة تماما مثلما قال هؤلاء (الأسرى)، جلست معهم وسمعت منهم الرواية نفسها بالضبط".
يشار إلى أن الأسيرة الإسرائيلية ليفشيتس (85 عاما) -وهي من المستوطنة الزراعية نير عوز- كانت هي ورفيقتها المسنة نوريت كوبر لدى حركة حماس في غزة، قبل أن تفرج عنها لدوافع إنسانية.

عاملونا بعناية

وفاجأت ليفشيتس الجميع خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب بعد إطلاق سراحها، حيث قالت "لقد تعاملوا معنا بود وعناية، ووفروا لنا الطعام والدواء، وأحضروا لنا طبيبا لفحصنا ومضمدا لمتابعة وضعنا الصحي ومعالجة من أصيب منا بجراح".

وبعد المؤتمر الصحفي الذي عقدته برفقة أفراد عائلتها أثارت التفاصيل التي نقلتها ليفشيتس وسائل الإعلام العالمية وأظهرت حركة حماس بشكل إيجابي وأكدت روايتها بشأن ملف الأسرى.

كما أثارت ضجة في مختلف الأوساط الإسرائيلية مع توجيه الانتقادات الداخلية وتبادل التهم، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت.

وفي أعقاب التصريحات التي وثقتها كاميرات الصحافة الإسرائيلية والأجنبية، وجهت وسائل إعلام إسرائيلية انتقادات شديدة اللهجة إلى حكومة بنيامين نتنياهو وتعاملها مع ملف الأسرى والمفقودين، وإدارتها الفاشلة لهذا الملف، على حد وصفها.

التعليقات (0)