- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
من هي الروائية آني إرنو وكيف فازت بجائزة نوبل للأدب 2022؟
من هي الروائية آني إرنو وكيف فازت بجائزة نوبل للأدب 2022؟
- 8 أكتوبر 2022, 6:36:43 ص
- 631
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حصلت الروائية الفرنسية آني إرنو البالغة من العمر 82 عاما على جائزة نوبل للأدب لعام 2022 التي منحتها إياها الأكاديمية السويدية، بفضل إنجازاتها الأدبية.
وآني إرنو، هي أول امرأة فرنسية تحصل على هذه الجائزة بعد لوكليزيو (2008)، وباتريك موديانو (2014).
وأوضحت لجنة تحكيم الجائزة أن الكاتبة تُكافأ على "الشجاعة والبراعة التي اكتشفت بها الجذور والمسافات والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية".
ومعظم أعمال إرنومستلهمة من سيرتها الذاتية، إذ صدرت روايتها الأولى (ليز آرموار فيد) في عام 1974، ولكنها اكتسبت شهرة عالمية بعد نشر (ليز آنيه) في عام 2008، التي ترجمت إلى (ذا ييرز) أو "السنوات" في عام 2017.
وقالت الأكاديمية عن هذا الكتاب: "إنه أكثر مشاريعها طموحاً، ومنحها شهرة دولية ومجموعة كبيرة من المتابعين وتلاميذ الأدب".
وتمنح الجائزة الأكاديمية السويدية التي تبلغ قيمتها 10 ملايين كرونة سويدية (914 ألفاً و704 دولارات)، منذ عام 1901 لمن حققوا إنجازات في العلوم والأدب والسلام بناء على وصية الكيميائي والمهندس السويدي ألفريد نوبل.
وكانت الأنظار كلها متجهة إلى أشهر جائزة في تاريخ الأدب، وتوقّع البعض عدم منحها لكتّاب معروفين وإنما لمؤلّفين مغمورين، خصوصاً بعدما نالها العام الماضي 2021 الروائي التنزاني عبد الرزاق جرنه أستاذ الأدب الإنجليزي، وقبله الشاعرة الأميركية لويز جلوك في عام 2020 ، والتي لا تتعدّى شهرتها حدود الولايات المتحدة.
كما توقّع البعض الآخر أن تُمنح الجائزة لسلمان رشدي الروائي البريطاني من أصل هندي، الذي تعرّض لمحاولة طعن في أغسطس الماضي.
ومن الأسماء التي تم تداولها كمرشحين للفوز بالجائزة، الكاتب المغربي الفرنسي طاهر بن جلون، والكرواتية دوبرافكا أوغريسيتش، والكاتبة الروسية المنفية لودميلا أوليتسكايا.
من هي آني إرنو؟
ولدت إرنو في الريف النورماندي وتحديداً في يفيتوت Yvetot ونشأت في كنف عائلة متواضعة. كان والداها يديران متجراً صغيراً ومقهى في البلدة، وكانت هي تهتم بكتابة نصوصها القصيرة تحت عنوان "الكتابة البيضاء" التي تميّزت بأسلوب جاف، ولاقى بعضها نجاحاً كبيراً.
عملت مدرّسة للأدب في إحدى ضواحي باريس، وحازت شهاداتها العالية في الأدب الحديث عام 1971.
في عام 1984 فازت بجائزة رينودو Renaudot عن روايتها "الساحة" التي ضمّنتها سرداً حميمياً لطفولتها النورماندية وإيقاع موسيقاها الصغيرة.
تقول إرنو: "نصوص عالِم الاجتماع بورديو وسيمون دي بوفوار وجنسها الثاني شكّلت بالنسبة لي حافزاً مشجعاً على المثابرة في مشروع كتابتي، لأتحدث من بين أشياء أخرى عمّا أسماه بالقمع الاجتماعي".
بطلة سرّية
تكاد إرنو تكون البطلة السرّية لكتاباتها كلّها، وهي بمثابة عالِمة إثنولوجيا، اهتمت بالأجناس البشرية وخصائصها وأخلاقها واختلافاتها، إنه مقياس الروح والمشاعر التي عملت على إصلاحها من خلال كتاباتها.
مزجت إلى حدّ الاشتباك بين ذكريات الماضي والذاكرة الحالية والمستعادة التي يستجيب بعضها إلى بعض بأسلوب منطقي، لتعود بشكلٍ حاسم إلى الذات الداخلية التي يغذّيها التأمل الدؤوب.
في عام 1992 شكّل كتابها "شغف بسيط" Passion simple نقطة تحوّل في مسيرتها، إذ كشفت فيه بشكل صريح وبعيد عن التعقيد خبايا علاقتها العاطفية القصيرة والنارية برجل متزوج، إنه دبلوماسي روسي، مقرّه باريس.
بعدها نشرت كتابها "ضياع الذات" Losing yourself وهو عبارة عن مقتطفات من مذكراتها.
غرّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على حسابه عبر تويتر قائلاً: "تكتب آني إرنو منذ 50 عاماً رواية الذاكرة الجماعية والحميمة لبلدنا. صوتها هو حرّية المرأة، وهي تنضم بهذا التتويج إلى دائرة نوبل في أدبنا الفرنسي".
"أنتقم من عرقي"
"السنوات" يعد "الرواية الكاملة" التي تؤرّخ تفاصيل حياتها، ووصفتها بأنها "نوع من السيرة الذاتية غير الشخصية". عمل افتتحته قبل وقته، عندما كانت في الثانية والعشرين من عمرها، وقالت في مذكراتها: "سأكتب للانتقام من عرقي".
لاقى هذا الكتاب استحسان النقّاد الفرنسيين، واعتُبر من أروع أعمالها. وفيه تتحدّث إرنو عن نفسها بضمير الغائب هي (elle) للمرة الأولى، وتقدّم نظرة حيّة إلى المجتمع الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
إجهاض سرّي
بعد ذلك بوقت طويل، كشفت الروائية الفرنسية عن مناطق حزينة في حياتها الشخصية، من خلال الحديث عن إجهاضها السرّي، ووفاة أختها الكبرى عن عمر 6 سنوات، والتي لم تكن تعرفها.
توّجت إرنو مسيرتها الأدبية في عام 2022 بكتاب "الشاب" Le Jeune Homme الذي تروي فيه علاقتها بشاب يصغرها بثلاثين عاماً، واصفة تلك العلاقة بـ"بداية الزمن"، واستهلّت كتابها بعبارة: "أقصر القصص ليست بالضرورة الأكثر عبثاً".