- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
هاشم عبدالعزيز : بين طائر الليل الحزين و هيتشكوك
هاشم عبدالعزيز : بين طائر الليل الحزين و هيتشكوك
- 14 يونيو 2021, 1:10:49 ص
- 1564
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قبل أربعين عاما من صناعة فيلم طائر الليل الحزين وهو الفيلم الأول للكاتب الشاب حينها وحيد حامد وإخراج يحيى العلمي وبطولة محمود مرسي ومحمود عبد العزيز ونيللي وشويكار والفيلم إنتاج 1977 ، كان قد صنع هيتشكوك ورفاقه عام 1937 فيلما يحمل إسم " young and innoccent" او الشابة والبرئ وهناك العديد من أوجه الشبه بين الفيلمين منها :-
البطلان المتهمان بجريمة القتل في الفيلمين
يعمل بطل هيتشكوك كاتب قصص وكانت المجني عليها قد اشترت منه قصة لتقوم بتمثيلها ومن هنا نشأت بينهما علاقة صداقة عادية وأخذت الشكوك تسيطر على زوجها المحسن إليها الذي انتشلها من مستنقع الكومبارس كما كان يعاتبها في اللقطات الأولى من الفيلم وهو يومض بعينيه وسنتحدث عن استخدام هيتشكوك لذلك الومض بصريا فيما بعد ، الخلاصة ان الوامض قتلها وعندما كان يتسكع المتهم نهارا وجد المجني عليها نائمة على الشاطئ وفوقها الطيور تصدر أصواتها فلما اكتشف انها لم تكن الا جثة هامدة هم ان ينصرف ولا يفارقه ذلك الحزام العائم بجوار الجثة الذي سيكون حزام المتهم نفسه مما يجعل الأدلة تحاصره ويحرص على الهرب بعد القبض عليه من الشرطة التي استشهدت بشهادة الشهود الذين شهدوا برؤيتهم للمتهم وهو يجري أمام الجثة .
أما بطل يحيى العلمي فهو موسيقي مولع بالموسيقى الغربية وكانت قد نشأت علاقة بينه وبين إحدى السيدات وصفها محمود عبد العزيز في حواره مع نيلي في أحد المشاهد بالغنية والحريصة على شد الجلد ! ، وقتلت المرأة في إحدى الليالي ولم يكن أمام السلطات إلا اتهام الفنان الشاب الذي رفض ان يصرح بمكان تواجده أثناء وقوع جريمة صديقته حيث كان يقضي ليلة ناعمة مع سيدة أخرى وليست اي سيدة إنها زوجة أحد رجال مراكز القوى قبل الحركة التصحيحية التي قام بها السادات حينها وذلك هو الخط الوحيد البعيد عن فيلم هيتشكوك وذلك ما سنتناوله لاحقا بعد التعريف بشخصيات الفيلمين . ما يهمنا هنا هو إكتشاف الخيانة سواء كانت يقينا ام شكا حيث ارتمى عادل أدهم على صدر شويكار بعد ان عاتبها كما عاتب الممثل الهيتشكوكي ضحيته حيث قال الأول لها أنه انتشلها من مستنقع الكومبارس وقال الأخير أنه انتشلها من مستنقع الفقر .
البطلة التي تساعد الهارب في إثبات البراءة
كانت بطلة هيتشكوك ابنة رجل الشرطة بينما كانت بطلة يحيى العلمي أخت رجل النيابة وفي الفيلمين تعرفت البطلتان على المتهم عن طريق القريب الذي يحقق في القضية بصفته الرسمية .
دور رجل النيابة او الضابط
كان دور الضابط في فيلم هيتشكوك ثانويا بينما كان دور رجل النيابة في فيلم يحيى العلمي رئيسيا وشاهدنا المباريات الحوارية بين محمود مرسي وعادل ادهم التي تميل إلى حوارات المسرح والتليفزيون من حيث الشكل خاصة . وأخذت الخطب تتدفق من حناجر الممثلين كل على طريقته كما بدأ الفيلم بخطبة في قاعة المحكمة أيضا.
تدور الأحداث في الفيلمين عقب الهروب وتظهر المساعدة من الفتاة الشابة وتنتهي الأحداث في كلاهما بموافقة القريب على الزواج بعد إثبات البراءة ولكن شتان الفارق بين محتوى الفيلمين السينمائي .
نبدأ بطائر الليل الحزين الذي لم يكن إلا حدوتة بدائية من حيث الصنعة السينمائية المتنوعة الفنون اللهم براعة عادل أدهم ومحمود مرسي وشويكار في الأداء التمثيلي ومحاولة صبغ الحوار المباشر بالانفعالات التي ترضي الجمهور ويستحسنها أحيانا .
أما الشابة والبرئ فمنذ الدقائق الأولى يجب ان تعلم انك ستتناول وجبة مثيرة ودسمة ، منذ ان ومض الرجل الشكوك بعينيه في اللقطات الأولى حتى الرمشة الأخيرة التي رمشها بعد اعترافه بالقتل في فندق جراند اوتيل الذي يعمل فيه موسيقيا ! ، مرورا بحزام المعطف والذي كان دليلا لإدانة الشاب فإذ به يستحيل دليلا للبراءة بفضل الرجل السكير " ويلي " الذي باع المعطف بالحزام للقاتل الوامض إلى نهاية القصة ..
أما عن الخط السياسي المختلف في طائر الليل الحزين كان من الأولى ان يقوم الفيلم كله عليه وابعاد الحبكة الهيتشكوكية تماما ولكن ذلك لم يحدث إلى ذلك الحد الذي لم أجد معه صوره واحدة يمكن ان نتكلم عنها ، طائر الليل الحزين جيد من حيث القصة والأداء التمثيلي من المذكورين أعلاه وأضيف إليهم صلاح السعدني الذي لعب دور الشاب الذي اعتقل سياسيا لفترة طويلة قبل حركة التصحيح التي بدأت مع كتابة كلمة البداية بدلا من النهاية .
يعز علي أن ازعج بعض من أولئك الذين يؤمنون ان كبار المخرجين والكتاب لا يقدمون إلا الدرر والتحف ولكن الإنتاج الإنساني عامة به ماهو ممتاز وبه ماهو ردئ وماهو جيد خاصة إذا كان الانسان في اول الطريق .وكان يجب ان أكتب عن طائر الليل الحزين بعد ان أنفقت أكثر من ساعتين في مشاهدته ، ولن أوصف ما شعرت به عند النهاية
وكم النفاق السياسي الذي بخر إعجابي بفرد الفيلم لقضية الاعتقال بعدما قال أحد السادة أثناء ثورة التصحيح يخاطب عادل أدهم قائلا " بكره غير امبارح " " بكره غير امبارح يا فلان بيه " طيب يا سيدي شكرا