يلمان زين العابدين اوغلو يكتب: من النظام الرئاسي الى نظام المجلس الرئاسي

profile
يلمان زين العابدين هاجر اوغلو إعلامي عراقي - كركوك
  • clock 8 مارس 2023, 12:56:13 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

القى السناتور الامريكي باراك اوباما في شيكاغو  في سنة ٢٠٠٨  خطاب النصر  عندما انتخب رئيسا للولايات المتحده الامريكيه مخاطبا  الناخبين من المؤيدين له  قائلا.   الخيال اصبح حقيقة . تغيرات قد طرأت على السياسه الامريكيه . باراك اوباما الرئيس الرابع والثلاثون  اول رئيس امريكي من اصول افريقية  وصل الى البيت الابيض كان ضربه قاضية للعنصريه الامريكيه .ان التغير السياسي الذي حصل في امريكا لم تطمئن  رئيسة حزب الجيد مرال اق شنر  حيث  انها لاتعتقد بان  قصة  اوباما  قد تحدث في تركيا  اي ان التغير السياسي الذي حدث في امريكا من خلال تولي اوباما الرئاسه الامريكيه لايمكن ان تحدث في  تركيا  من خلال ترشيح كمال قلجدار  اوغلو لرئاسة الجمهورية التركيه حيث ان مرال اق شنر اظهرت استيائها من ترشيح قلجدار اوغلو لرئاسة الجمهوريه من خلال تصريح نائبها جهان باجه جي الذي اشار الى تحفظهم من ترشيح قلجدار اوغلو وادى ذلك الى تعرضهم لسيل من الانتقادات من المجتمع التركي  ولهذا تراجعت  مرال عن موقفها الحازم  وعادت الى الطاوله السداسيه . قادت مرال اق شنر حمله سياسيه باندفاع وحيويه حيث دعت من خلال هذه الحمله رئيسا بلديه اسطنبول وانقره  اكرم امام اوغلو ومنصور يواش  الى تحمل مسؤوليتهما من خلال موافقتهما على ترشيحهما لمنصب نائبي رئيس الجمهوريه التركيه  واللذان ينتميان الى حزب الشعب الجمهوري بزعامة قلجدار اوغلو  ولكن  اق شنر واجهت تيارا معاكسا حيث دعى كل من اكرم امام اوغلو ومنصر يواش مرال اق شنر الى التخلي عن موقفها الرافض لترشيح قلجدار اوغلو لرئاسة الجمهوريه   والعوده الى الطاوله السداسيه  وعلى هذا النهج تم تحقيق نجاحا سياسيا من خلال التجارب السياسيه التي يتميز بها  القاده السبعه من طرح الصيغ السياسيه التي مكنت من اقناع  مرال اق شنر للعوده الى الطاوله السداسيه   اي ان للقاده السياسيين  المشتركه في تحالف الامه بالاضافه الى رئيسي بلديه اسطنبول وانقره دورا بارزا في اقناع مرال اق  شنر بعد ٧٢ ساعة من مغادرتها الطاوله السداسيه .لم   تكتفي الحمله السياسيه بنجاحها في تمهيد الطريق السياسي لعوده. مرال اق شنر  بل استطاعت هذه الحمله السياسيه من جمع قلجدار اوغلو  واق شنر  على الطاوله المستديره بعيدا عن الاضواء . ولعودة مرال اق شنر الى الطاوله السداسيه كانت بحاجه الى مبررات  وصيغ سياسيه  التي تؤهلها العوده الى الطاوله السياسيه وذلك لمواجهة الانتقادات السياسيه والشعبيه . دونت صيغ سياسيه التي مدت الطريق السالم والساكن لعودة اق شنر الى الطاوله السداسيه  .وهذه الصيغ السياسيه هي كالاتي

تولي كل من اكرم امام  اوغلو  ومنصور يواش  مهام نائبي رئيس  الجمهوريه  وبصلاحيات تامة حيث وافق الاعضاء البارزين في حزب الشعب الجمهوري على هذه الصيغه . وبدلا من ان تستضيف مرال اق شنر كمال قلجدار اوغلو في مكتبها الرسمي بمقر حزبها بعد موافقتها للعوده الى الطاوله السداسيه عقد اجتماعا بين اق شنر  وقلجدار  اوغلو في احد الفنادق المسجله امريكيا  وفي جناح vip .وعقب   هذا الاجتماع ولابراز المشهد السياسي عقد الاجتماع الموسع بين القاده الطاوله السداسيه في مبنى  حزب السعاده بزعامة   تمل قارا ملا  اوغلو وبعد الاجتماع تم اعلان عن اسم  كمال قلجدار اوغلو  كمرشح  تحالف الامه لرئاسة الجمهوريه التركيه . هذه الاحداث  المتسلسلة وكأنها افتتاحيه للاعلان عن فلم او مسلسله التي باتت تعرض منذ ثلاثة ايام على الجمهور ولكن هناك عنوان  لم يتم تداولها بجدية مطلقه  ومناقشتها  في الاوساط  السياسيه والاعلاميه هو  (مهام نواب رئيس الجمهوريه المحصن)


بالاضافة الى تولي القاده الخمسه في الطاوله السداسيه مهام نواب رئيس الجمهوريه  فان اعلان  رئيسا  بلديه  اسطنبول  وانقره كنائبين لرئيس الجمهوريه يثير علامه استفهام  .
هل انهما سيستقيلان  من منصب رئيس البلديه ام لاهل انهما يتوليان منصب نائبين لرئيس الجمهوريه بالاضافه الى منصب رئيس البلديه

اسئلة  كثيره يتبادر على الاذهان  ولكن هناك سوال اخر مثير للجدل ايضا وهو ماهي الصلاحيات  الاضافيه والمحصنة  التي ستضاف الى صلاحيه مهام نائب رئيس الجمهوريه  الحالي ،ان قادة الاحزاب المؤتلفه  والمجتمعه  حول الطاوله السداسيه في تحالف الامه قد انتقدوا بشده النظام الجمهوري  الحالي في تركيا من خلال تصريحاتهم في كل مناسبه وفرصة  بانهم سيغيرون  النظام الرئاسي  الى نظام برلماني محصن وفي هذا السياق انهم اي قادة المعارضه قد اتفقوا باخراج البلاد من النظام الرئاسي الى نظام المجلس الرئاسي المحصن وكنتيجة ذلك  اذا ما انتخب كمال قلجدار اوغلو رئيسا للجمهوريه  فانه لايحق له ان  يتخذ قرارات لوحده ولايحق له ان يصادق على اي قرار او امر بدون الرجوع الى النواب السبعه لاخذ موافقتهم  وتوقيعهم  للمصادقة على قرار ما  وبهذه  السياق والصيغه  تكون قد تشكل المجلس الرئاسي للجمهورية   التركيه. ولازالت التدافعات والمشاورات السياسيه تجري بهذا الخصوص  ولم تتضح بعد الصوره النهائيه لكل ذلك


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)