يلمان زين العابدين هاجر اوغلو يكتب: كارل ماركس : الفيلسوف الذي قسم العالم الى نصفين

profile
يلمان زين العابدين هاجر اوغلو إعلامي عراقي - كركوك
  • clock 5 مايو 2023, 1:40:40 م
  • eye 218
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في اواخر شهر أبريل من العام 1818 ولد كارل هانريش ماركس في مدينة تيرنر في المانيا من ابوين المانين ؛ و اكمل دراسته الابتدائية و الثانوية في نفس المدينة ؛ و منذ العام 1840 أهتم كارل ماركس بدراسة فلسفات نيتشة و هيغل و شوبنهاور و فيورباخ و ارسطو و سقراط و ابيقور و داروين و غيرهم ؛ حيث كان مولعا بدراسة الفلسفات المادية و المثالية على حد سواء . ثم التحق بجامعة برلين الكبرى لدراسة الفلسفة الحديثة ؛ ونجح بتفوق .ثم تزوج من الناقدة المسرحية الالمانية الشهيرة ( جيني وستفالين ) وفي العام 1846 التحق بجامعة هامبورغ لدراسة ( علم الاجتماع النفسي ) ونجح بتفوق ؛ ثم التحق بجامعة (( يينا )) لدراسة الرياضيات و نجح بتفوق .
و في العام 1851 الف اول اربعة كتب مهمة و هي : فلسفة هيغل المادية ؛ المادية الفلسفية الالمانية ؛ الليبرالية الاوروبية ؛الاقتصاد الرأسمالي للدول الاوربية .
و شن من خلال هذه الكتب و المؤلفات هجوما عنيفا على النظام الرأسمالي و اعتبره نظاما اجراميا يحتقر ادمية الانسان و يحتقر كرامته ؛  و وضع افكارا جديدة كلها تقوم على (( الاشتراكية و تقسيم الثروات بالتساوي على كافة افراد الشعب )) و في العام 1859 حصل على الدكتوراه الاولى في الفلسفة ؛؛ ثم اعقبها بدكتوراه ثانية في علم الاجتماع عام 1862 .. وافكاره و طروحاته هذه لم تعجب الحكومة الالمانية مطلقا ولا حتى جميع حكومات اوربا و طبقة الاثرياء فيها .
لكن نظرياته و افكاره هذه انتشرت بين الجمهور كأنتشار النار في الهشيم ؛؛ فظهر له ملايين المؤيدين لافكاره و طروحاته من العمال و الفلاحين و الطبقات الوسطى و الفقيرة في المانيا و بقية دول اوربا الاخرى ، و هذا مادفع الحكومة الالمانية الى تجريده من جنسيته الالمانية و الحكم عليه بالنفي لمدة 25 سنة ؛ فأضطر للتنقل مابين فرنسا و سويسرا و بلجيكا و الجزائر ليستقر به الحال في لندن .
لكنه لم يتخلى ابدا عن افكاره و طروحاته الفلسفية و السياسية هذه ؛ خصوصا بعد ان اعتبرته الكنيسة الكاثوليكية في اوربا من كونه (( كافر و زنديق )) لانه كان يقول و يردد دائما :: ان الاله الذي لم يقسم الثروات بالتساوي لايستحق العبادة مطلقا .
و كثر انصاره و اتباعه من الاشتراكيين و الشيوعيين حتى بلغ عددهم مايقارب 60 مليون اوربي ،، اما افكاره و نظرياته الاشتراكية و الشيوعية فقد اصبحت ايقونة سياسية و ايديولوجية في عموم دول كبرى مثل روسيا و الصين و ايطاليا و الهند .
و من الفترة 1861 لغاية وفاته في لندن في اواخر شهر سبتمبر 1883 الف كارل ماركس اكثر من 30 دراسة و موسوعة عن الاقتصاد و السياسة و علم النفس الاجتماعي نذكر اهمها :
رأس المال المتحرك ...بيان الحزب الشيوعي ...كانتونة باريس ...بيان الحزب الشيوعي ...اصل الثورات ...حقوق الطبقة العاملة ... الايديولوجيا الاشتراكية في اوربا ... الدولة اليهودية بين الدين و القومية .. اراء في الاقتصاد السياسي المتحرك ... المال و العائلة المقدسة ... توحش الرأسمالية البرجوازية ... بؤس الفلسفة و فلسفة البؤس ....ووووووووو وغيرها كثير جدا .
و كانت ولا زالت الاراء الاشتراكية و الشيوعية لماركس تنتشر في عموم دول المعمورة رغم تفكك الاتحاد السوفيتي و مجموعة حلف وارشو الاشتراكية ؟؟؟ لكننا نرى ان الافكار والنظريات الماركسية و الشيوعية لازالت تحكم في الصين و كوريا الشمالية و فنزويلا و بوليفيا و بيرو و البرازيل و بما يسمى الان (( باليسار الاشتراكي التقدمي )) 
و يذهب معظم الباحثين و الكتاب و المؤرخين في العالم اجمع ان ::: كارل ماركس هو وحده من قسم العالم الى معسكرين رئيسين """ رأسمالي + أشتراكي """ و ان 70 بالمئة من الطبقات العمالية و الفقيرة في العالم لازالت تؤيد الافكار و الطروحات الماركسية الاشتراكية شكلا و موضوعا و جوهرا .

و نحن نعتقد كما يعتقد غيرنا من كون كارل ماركس من اعظم العقول البشرية التي غيرت و رسمت مجرى التاريخ خلال القرون الخمسة الاخيرة بكل موضوعية و مصداقية و حيادية تاريخية .
و ان الافكار و الطروحات الماركسية سوف تستمر لمئات السنين الاخرى و في جهات الارض الاربعة طالما ان المجتمعات كلها منقسمة الى  (( طبقة ثرية + طبقة وسطى + طبقة فقيرة )) ..ولم تستطيع اي نظريات او طروحات سياسية او اقتصادية اخرى ان تلغي الافكار و الطروحات الماركسية سواء طال الزمان او قصر ؛؛ لانها و ببساطة شديدة نظريات و اراء تصلح لكل الشعوب و كل الامم و كل الدول سواء كانت اقوام بدائية او اقوام علمية متحضرة ..و هذه هي الحقيقة الموجزة عن الماركسية و اصولها و تأثيرها و فروعها و من رؤية شبه عامة بأفق جهاتها الاربعة كاملة ...


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)