- ℃ 11 تركيا
- 25 نوفمبر 2024
«أمازون» تبتكر أول إنسان آلي مستقل
«أمازون» تبتكر أول إنسان آلي مستقل
- 26 يونيو 2022, 4:16:11 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كشفت شركة «أمازون» العالمية العملاقة عن أول «روبوت» خارق، وهو أول إنسان آلي مستقل في العالم، كما وصفته الشركة، وسوف ينضم إلى جيش العاملين لديها للمساعدة في عمليات التحميل والتنزيل ونقل البضائع وإدارة العمليات اللوجستية داخل المستودعات الكبرى للشركة.
وعلى مدار العقد الماضي عملت «أمازون» على بناء جيش من موظفي الروبوت لفرز الحزم ونقل المنتجات بأمان حول مستودعاتها، لكن الروبوت الجديد الذي كشفت عنه الشركة أخيراً يحمل اسم «بروتوس» وتصفه «أمازون» بأنه «أول روبوت متحرك مستقل بالكامل».
وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» إن الروبوت «بروتوس» مثل روبوتات المستودعات الحالية في أمازون، تم تصميمه لنقل العربات الكبيرة المليئة بالحزم حول أرضية المستودع.
ولكن بينما يتعين على الروبوتات العادية الخاصة بها أن تعمل في منطقة محصورة بعيداً عن العمال البشر، تقول أمازون إن «بروتوس» سيكون قادراً على التجول بحرية في المستودع.
ويستخدم الروبوت تقنية أمازون الخاصة بالسلامة والإدراك والملاحة للتنقل بشكل مستقل وتجنب الاصطدام بالعاملين من البشر.
وقالت الشركة في منشور لها: «تاريخياً، كان من الصعب دمج الروبوتات بأمان في نفس المساحة المادية التي يستخدمها الأشخاص».
وأضافت: «نعتقد أن بروتوس سيغير ذلك مع الحفاظ على الذكاء والأمان والتعاون».
وفي مقطع فيديو للروبوت الجديد، يمكن رؤية «بروتوس» وهو ينزلق أسفل إحدى عربات «أمازون» وهي العربات غير الآلية المستخدمة لنقل الطرود عبر مستودعات الشركة.
وترفع لوحة في وسط الروبوت لأعلى مما يرفع العربة بضع بوصات عن الأرض. ثم يبدأ «بروتوس» رحلته المستقلة عبر المستودع، باستخدام تقنية مشابهة لتلك المستخدمة في السيارات ذاتية القيادة للتنقل عبر الممرات وتجنب العقبات.
ويبعث الروبوت شعاعاً أخضر أمامه أثناء تحركه ويتوقف إذا خطا عامل بشري أمام الشعاع. عندما يصل الروبوت إلى وجهته، تسقط اللوحة المركزية لأسفل وينزلق الروبوت للخارج وينتقل إلى العربة التالية.
وقالت أمازون: «تم تصميم الروبوت ليتم توجيهه تلقائياً لأداء عمله والتنقل بين الموظفين، مما يعني أنه لا داعي لأن يكون محصوراً في مناطق محددة».
ويمكن أن يعمل الروبوت بروتوس بطريقة تعزز التفاعل البسيط والآمن بين التكنولوجيا والأفراد، مما يفتح نطاقاً أوسع من الاستخدامات الممكنة لمساعدة الموظفين.
ولم تكشف أمازون بالضبط متى سيتم تقديم «بروتوس» إلى المستودعات أو مدى انتشاره. ومع ذلك قالت الشركة إنها ستستخدمه مبدئياً في «مناطق مناولة العربة الصادرة في مراكز التنفيذ ومراكز الفرز».
وقالت الشركة إن رؤية أمازون هي أتمتة معالجة العربات التي تحمل اسم «GoCart» في جميع أنحاء الشبكة، ما يقلل من حاجة الأشخاص إلى نقل الأشياء الثقيلة يدوياً، والسماح لهم بدلاً من ذلك بالتركيز على عمل أكثر مكافأة.
كما كشفت «أمازون» النقاب عن روبوت جديد آخر يسمى كاردينال، وهو مصمم لتقليل مخاطر إصابات الموظفين من خلال التعامل مع المهام التي تتطلب رفع وتحويل الطرود الكبيرة أو الثقيلة.
ويستخدم «كاردينال» الذكاء الاصطناعي ورؤية الكمبيوتر لتحديد حزمة من كومة، ورفعها، وقراءة الملصق، ووضعها في عربة «GoCart» لإرسال الحزمة في الخطوة التالية من رحلتها.
وقالت أمازون: «مع كاردينال يتم فرز الطرود في وقت مبكر من عملية الشحن، ما يؤدي إلى وقت معالجة أسرع في المنشأة». وأضافت: «عمليات الشحن في أمازون تعمل بسلاسة أكبر لأن كاردينال تحول العمل اليدوي المستند إلى الدُفعات إلى عمل مؤتمت مستمر».
وتختبر الشركة حالياً نموذجاً أولياً يمكنه رفع الصناديق حتى 50 رطلاً (22.7 كغم) وتتوقع نشر الذراع الآلية في مراكز التنفيذ بحلول العام المقبل.
ويعود استخدام الروبوتات في مستودعات أمازون إلى عام 2012 عندما استحوذت شركة البيع بالتجزئة العملاقة على شركة روبوتات تسمى «كيفا» مقابل 775 مليون دولار.
وعلى الرغم من أن الشركة لديها بالفعل بعض الأتمتة في مراكز التنفيذ الخاصة بها إلا أن الاستحواذ على «كيفا» سمح لشركة أمازون بأتمتة قطاعات واسعة من سلسلة التوريد الخاصة بها.
ومع ذلك فإنها تنفي أن النية كانت في أي وقت من الأوقات لاستبدال العاملين البشريين بالروبوتات.
وقالت أمازون: «منذ الأيام الأولى للاستحواذ على شركة Kiva لم تكن رؤيتنا مرتبطة قط بقرار ثنائي يعتمد على الأشخاص أو التكنولوجيا».
وبدلاً من ذلك كان الأمر يتعلق بالأشخاص والتكنولوجيا بالعمل معاً بأمان وانسجام لتقديم الخدمة للعملاء، وهذه الرؤية لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، إلا أنه ولسوء الحظ لا يعمل الموظفون البشريون والروبوتات في أمازون دائماً في وئام تام.
وفي عام 2019 كشف تقرير صادر عن مركز التقارير الاستقصائية أن المستودعات التي تستخدم أجهزة الروبوت أبلغت عن إصابات أكثر من تلك التي ليس لديها.
ووجد الباحثون أن معدل الإصابات الخطيرة تضاعف أربع مرات تقريباً في السنوات الأربع التي تلت إدخال الروبوتات في منشأة أمازون في مدينة تريسي بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
ووجد تقرير منفصل صادر عن باحث في جامعة إلينوي أن تكنولوجيا المستودعات يمكن أن تسهم في ركود الأجور، ومعدلات دوران أعلى، وإرهاق الموظفين، وخبرات عمل ذات جودة رديئة، بسبب الطريقة التي يمكن لبرمجيات الذكاء الاصطناعي من خلالها مراقبة سلوكيات العمال وإدارتها بشكل دقيق.
وفي الوقت نفسه، أظهر تقرير صادر عن إدارة السلامة والصحة المهنية الأمريكية في عام 2021 أن أمازون قد أبلغت عن معدلات أعلى من الإصابات الخطيرة التي تتسبب في فقدان الموظفين للعمل أو التحول إلى واجبات أخف من مشغلي المستودعات الآخرين في البيع بالتجزئة.
وفي عام 2020 كان هناك 5.9 إصابات خطيرة لكل 100 موظف يعمل بدوام كامل في مستودعات أمازون، أي ما يقرب من ضعف معدل الإصابات الخطيرة المسجلة في مستودعات غير أمازون.
وعلى سبيل المقارنة، أبلغت شركة «وولمارت» وهي أكبر صاحب عمل خاص في الولايات المتحدة وأحد منافسي أمازون، عن 2.5 حالة خطيرة لكل 100 عامل في منشآتها في عام 2020.
وفي وقت سابق من هذا العام، شارك عامل في أمازون من بريطانيا مقطع فيديو عن اللحظة التي حوصر فيها من قبل روبوت آلي يحمل كومة من الأرفف الصفراء ما جعله عالقاً في متاهة من الممرات، ويمكن أن يصاب الشخص بالجنون في بعض الأحيان، حيث قال العامل في مقطع الفيديو إن الروبوتات تحب العبث، وأضاف: «حاصرتني الروبوتات في العمل. يبدو لي وكأنني أحتاج لـ15 دقيقة للخروج».
ومع ذلك ، تريد أمازون أيضاً استخدام الروبوتات لجعل مستودعاتها أكثر أماناً لعمالها.
وكشفت الشركة العام الماضي عن روبوتين معروفين باسم «بيرت» و«إرني» يستخدمان تقنية التقاط الحركة لتحديد مشكلات السلامة المحتملة داخل المستودعات، حتى تتمكن الشركة من إجراء تغييرات لتقليل مخاطر الإصابات.
وقال كيفين كيك، المدير العالمي للتكنولوجيا المتقدمة في أمازون، في منشور في ذلك الوقت: «من خلال هذه البيانات والتصورات وتعليقات الموظفين، نتطلع إلى تحديد التغييرات البسيطة نسبياً التي يمكن أن تحدث تأثيراً كبيراً».