«فورين بوليسي»: هل يعطي تمديد الهدنة في اليمن أملًا في حل الأزمة؟

profile
  • clock 6 يونيو 2022, 3:52:39 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كان من المقرر أن يشهد يوم الخميس 2 يونيو (حزيران) 2022 نهاية هدنة استمرت في اليمن لمدة شهرين بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، مما دفع المفاوضين الدوليين للعمل على تمديدها. وحول هذه المسألة، نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية تقريرًا أعدَّه كولم كوين، كاتب النشرة الإخبارية في المجلة.

استهل الكاتب تقريره بالإشارة إلى «المؤشرات الإيجابية الأولية» التي تلقتها الأمم المتحدة في وقت متأخر من يوم الأربعاء على أن الهدنة، التي استمرت لمدة شهرين بين الحوثيين في اليمن والتحالف الذي تقوده السعودية ومن المقرر أن تنتهي اليوم الخميس 2 يونيو 2022، ستحصل على تمديد آخر بعد أسابيع من المفاوضات. وتشير التقارير المحلية إلى موافقة الجانبين المبدئية على تمديد الهدنة.

الهدنة في اليمن على المحك

ينقل التقرير عن فيران بويج، مدير مكتب منظمة أوكسفام في اليمن، قوله إن: «منظمات الإغاثة طلبت تمديد الهدنة لتجنب خطر دخول ملايين اليمنيين في أزمة جوع حادة». ووفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، لا تزال اليمن تواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم، في ظل اعتماد 80% من سكانها البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية، في حين أن 58% منهم يعيشون في فقر مدقع. وأصبح الأمن الغذائي مصدر قلق بالغ في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا، إذ كانت اليمن تعتمد على القمح الأوكراني في ثلث إمداداتها.

وفي هذا الصدد، تحدثت كيت كايزر، متخصصة في شؤون اليمن وزميلة غير مقيمة في مركز السياسة الدولية، إلى مجلة «فورين بوليسي» قائلةً إن: «استمرار الهدنة حتى الآن هو علامة مشجعة بالنظر إلى أن عدة محاولات لوقف إطلاق النار سابقًا كانت قد باءت بالفشل، وعندما تصمد الهدنة، فإن هذا يظهر أن أطراف النزاع الرئيسة تمتلك من الناحية النظرية القدرة على قيادة قواتها والسيطرة عليها، وهو أمر بالغ الأهمية لإنهاء النزاع فعليًّا».

مؤتمر سلام في اليمن

يشير التقرير إلى أنه في الوقت الذي تبدو هذه الهدنة بداية لإنهاء الحرب، ترغب كيت أن تذهب الأمور إلى أبعد من ذلك، بأن يعلن التحالف الذي تقوده السعودية عن إنهاء تدخله في اليمن لأجل غير مسمى مقابل إبرام اتفاقية أمن حدودي مع الحوثيين. ويمكن أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى السماح بالتركيز على الديناميكيات الداخلية التي قادت هذه الأطراف إلى بدء الحرب.

وأوصت كيت كايزر بعقد مؤتمر سلام في اليمن، يستضيفه المفاوضان الرئيسان في الصراع، مبعوث الأمم المتحدة هانز جروندبرج والمبعوث الأمريكي تيموثي ليندركينج، والذي من شأنه أن يجمع أعضاء من جميع أطياف المجتمع اليمني لإيجاد مخرج للأزمة ورسم طريق للمضي قدمًا إلى الأمام. وأوضحت أن مثل هذا المؤتمر يمكن أن يستند إلى الحوار الوطني الذي عُقد في عام 2014، والذي دعا إلى تنفيذ إصلاحات شاملة تضمن إنهاء الحرب الأهلية، التي تلت ذلك الحوار، على أرض الواقع.

وأضافت كيت أن «هناك سياقًا ثريًّا كان يعيشه اليمن قبل اندلاع الحرب الأهلية، ومن الخطأ حقًّا تجاهل ذلك وعدم استغلاله والاستفادة منه بصورة حقيقية لتخفيف أكبر قدر ممكن من المعاناة، ولكن أيضًا علينا أن نتحقق من أن هذه العملية تعكس فعليًّا احتياجات الشعب اليمني، ليس فقط الآن ولكن في المستقبل كذلك».

توتر العلاقات الأمريكية السعودية

يُنوِّه التقرير إلى أن الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام في اليمن تأتي بينما تستمر حالة من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية منذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى منصبه في البيت الأبيض. وتراجع بايدن عن الادعاءات التي أعلنها خلال حملته الانتخابية بجعل العاصمة السعودية الرياض منبوذة، وسيزور السعودية في وقت لاحق من الشهر الجاري، وهي زيارة من المقرر أن يلتقي فيها بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، والشخص الذي كان بايدن حريصًا على تحاشيه حتى الآن.

وأوضح التقرير أن الأمر لا يتعلق بتكوين صداقة وليدة بين بايدن وحاكم السعودية، وإنما يتعلق أكثر بالمخاوف في الداخل الأمريكي وفي أوروبا، في ظل ارتفاع أسعار النفط الذي يسهم في رفع تكاليف المعيشة ويتسبب في صداع سياسي بالولايات المتحدة قبل انتخابات التجديد النصفي المقرر إجراؤها في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم. فبغض النظر عن عدائه الشخصي لولي العهد، يحتاج بايدن إلى أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك لإقناع المنظمة بضخ مزيد من النفط للمساعدة في خفض الأسعار.

وفي السياق ذاته، كتب ديفيد إجناتيوس في صحيفة «واشنطن بوست» يوم الأربعاء نقلًا عن مسؤول إسرائيلي بارز أن تحسن العلاقات الأمريكية السعودية يُعد أيضًا مسألة جوهرية لإسرائيل.

وقال المسؤول الإسرائيلي «نحن نؤيد بشدة توطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية في إطار تحقيق الاستقرار في المنطقة واحتواء إيران وتطبيع العلاقات مع إسرائيل وتحقيق الاستقرار في سوق الطاقة».

وحتى في الوقت الذي تسعى فيه إدارة بايدن إلى التقارب مع السعودية، يمكن أن يعرقل نواب الكونجرس الأمريكي هذا المسعى؛ إذ قدمت مجموعة من 50 عضوًا في مجلس النواب الأمريكي يوم الأربعاء تشريعًا يقترح إنهاء الدعم اللوجستي والاستخباراتي الأمريكي لحرب اليمن. وكان مجلسا الكونجرس في عام 2019 قد أقرا تشريعًا مماثلًا لكن الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، استخدم ضده حق الفيتو واعترض على التشريع. وفق ما يختم به الكاتب تقريره.

التعليقات (0)