تكبير الخط تصغير الخط

في تحليل عسكري نشرته صحيفة معاريف العبرية، سلّط المحلل العسكري آفي أشكنازي الضوء على تكتيكات حركة حماس القتالية شمال قطاع غزة، مؤكدًا أن ما وصفه بـ"الحادثة الصعبة" التي وقعت مؤخرًا تمثل تجسيدًا حيًا لعقيدة حرب العصابات التي تتبعها الحركة في مواجهة جيش الاحتلال.

فخاخ وأنفاق وصواريخ مضادة للدروع

وأوضح أشكنازي أن حماس تعتمد على الكمائن المعقدة وزرع الفخاخ المتنوعة، إلى جانب استخدام الصواريخ الموجهة المضادة للدروع، ما يجعل القتال في المناطق الحضرية داخل غزة أكثر صعوبة وخطورة بالنسبة للقوات الإسرائيلية. وتابع قائلاً: "الاشتباك الأخير شمال غزة أظهر بوضوح كيف تستفيد حماس من شبكة الأنفاق للانسحاب والتكتيك، بعد تنفيذ عمليات مباغتة تستهدف الجنود".

الجيش يتأهب لكن الواقع معقد

وأشار أشكنازي إلى أن جيش الاحتلال، رغم تأهبه لهذه الأساليب القتالية، يدرك أن القتال على الأرض هش ومعقد، ولا يمكن حسمه بسهولة، خاصة على المدى الطويل. وأضاف أن العمل العسكري يتم بقوة محدودة في كثير من الأحيان، وهو ما تستغله حماس في التخطيط والتحضير للمواجهة المقبلة.

حماس تُخطط وتنتظر "المعركة الكبرى"

وبحسب التحليل، فإن حماس تتبع سياسة الانتظار والمراقبة، حيث تتابع نشاط قوات الاحتلال بدقة، وتستغل نقاط الضعف والروتين العسكري لتحديد الوقت المناسب للهجوم. وفي هذا السياق، قال أشكنازي إن عناصر حماس لا يكتفون بالهجمات المباشرة، بل يقومون أحيانًا بتوثيق الإصابات لأغراض دعائية، ما يعكس بُعدًا إعلاميًا وتعبويًا في استراتيجيتهم القتالية.

معركة نفسية واستنزاف مستمر

واختتم أشكنازي تحليله بالتأكيد على أن ما يجري في غزة ليس مجرد مواجهة عسكرية تقليدية، بل معركة استنزاف نفسية وميدانية، تديرها حماس بذكاء وتخطيط طويل الأمد، بينما يواجه الجيش تحديات متزايدة في فرض السيطرة وكسر إرادة المقاومة على الأرض.