كنت قد تركت كلية اللغة العربية قسم الصحافة والإعلام كما فعل من سبقني بعامين  مدحت صالح ، باحثين عن الغناء، في النصف الثاني من الثمانينيّات ، أذكر أن لي ألبوما لم ينل نَصِيبًا من الشهرة آنذاك ، كان قد صمم غلافه المصمم الكبير شاهر وهبة، الذي ذهب إليه مدحت صالح طالبا غلافا يشبه غلاف ألبومي ، لألبومه "غني" والذي نال  نفس الحظ من النسيان ، 

بعد هذه التجربة بحثت عن ضالة تشبه ضالتي ، ترددت علي الندوات الثقافية بمختلف مشاربها وألوانها٠

هناك تعرفت علي أغلب الشعراء في مصر ، وازداد تعلقي بالوسط الثقافي ، وازدادت نجوميتي ، 

عرفت المعنيّ بهذه المقدمة ، كان يضع إحدي راحتيه من فوق كتفيّ بالتبادل ، صانعا منهما آلة إيقاع ، غنَّينا "ولاد الناس الفقراء" في الشوارع والأزقة ، 

غنَّينا" بتنعس العمدان "

قلب البلد همدان / وانا وحدي في الشارع/ وانتِ عنيكِ ميدان.

حسن رياض صاحب المفردات الطازجة القديمة كالمحبة ، الموغلة في عمق البسطاء ، النازفة وَجَعًا ،

" حود / لو حزنك زودها وزود / خايف تاخد ع الأحزان/ أحسن ع الأحزان تتعود/ حود...

تظل راحة يده تنقر علي كتفي ، مغنيا كلماته بإيقاع نوبي ، كأنه كان يكتبها ل محمد منير،

كثيرًا ما حاججني أن الغناء عند العامة والبسطاء، لا النخبة .

إنت صوت حلو يا أحمد ، خساره تدفنه في الوسط الثقافي ، كن مثقفًا كما تريد ولكن للغناء عملة واحدة ، هي البساطة ،

بعد سنين طوال وقد كرست تجربتي لغناء الفصحي ، وتجربتي في الصوفية ، 

التقينا مرة أخري .. لأغنيً له واحدة من أجمل الأغنيات علي الإطلاق " اللي اشتري منك ماوزنش " 

كنت قد اسمعت كلماتها للملحن الموهوب حسن زكي وشرع في تلحينها بالفعل ، لكن باعدت بيننا الأيام ربما بسبب بعض أخطاء مني هذا للتاريخ معتذرا له الآن علي مرأي من العالمين..

التقيت الفنان الكبير أكرم مراد ، صديق العمر والتجربة وكنا نعد مشروعًا صوفيًا مختلفا،

فكانت الأغنية من نصيبه تلحينًا وتوزيعًا ..

تعد اللي اشتري منك من أهم الإعمال المعروفة لي مع حسن رياض شاعر العامية الرقيق السهل الممتنع ،

لم اتطرق الي  إنسانية حسن رياض ،فإنسانيته سبقته، يعرفها القاصي والداني ..

عاش حسن رياض

بشعره وأغنياته وإنسانيته ، وضحكاته، ووجعه وبكائه .

" ياطيري الطاير الرحال/ تعبت خلاص من الترحال / حنينك ده الحنين قتال/ وبحلم لو تضميني .

ضمتك الجنة وضمك النعيم  يا حسن قدر جمالك  ومحبتك .

مع السلامة ياحسن